حالة من الحزن والألم اجتاحتنى خلال الفترة الماضية لفقدانى شخصاً كنت أراه دائماً أباً كريماً وإنساناً رحيماً وهو الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى، شيخ الجامع الأزهر، فكان لفضيلته معى العديد من الذكريات الجميلة والمواقف النبيلة التى لم ولن تمحى من ذاكرتى، فهو إنسان لم يتأخر ذات يوم عن تقديم واجب أو خدمة لأى مصرى من أبناء وطنه أقباطاً كانوا أو مسلمين، بالفعل كان إنساناً حنوناً بما تحمله الكلمة من معنى. ومع افتقادنا جميعاً لرمز السماحة فضيلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى، كانت هناك حالة من القلق حول من سيتولى هذا المنصب الحساس حتى جاءنى الخبر الذى أراح قلبى وأعتقد أنه أراح قلب المصريين جميعاً، وهو القرار الحكيم الذى اتخذه فخامة الزعيم والقائد محمد حسنى مبارك، رئيس الجمهورية، بتعيين فضيلة الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب، شيخاً للجامع الأزهر، المعروف عنه أنه شخص معتدل وله العديد من الآراء المستنيرة ليصبح الإمام السادس والأربعين لمشيخة الأزهر منذ تأسيسها فى القرن العاشر. ولد فضيلة العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب بقرية المراشدة التابعة لمركز دشنا محافظة قنا، من أسرة ينتهى نسبها إلى الإمام الحسن بن على بن أبى طالب، والتحق بالأزهر الشريف حتى حصل على الليسانس من جامعة الأزهر فى شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية عام 1969، ثم عين معيداً بالجامعة، وحصل على الماجستير عام 1971، ثم الدكتوراه عام 1977. عمل الدكتور أحمد الطيب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، ثم انتدب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان مع منحه بدل العمادة، ثم عين عميداً لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان. وقد شغل شيخنا الجليل فى السابق منصب مفتى الجمهورية، ثم عمل رئيساً لجامعة الأزهر، وهو عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين وشيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفاً لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية بأسوان. وللدكتور أحمد الطيب العديد من الدراسات والأبحاث والمؤلفات فى العقيدة والفلسفة الإسلامية، وكذلك ترجمات وتحقيقات لعدد من المؤلفات الفرنسية عن الفلسفة الإسلامية. إننى أثق بأن هذا القرار جاء بعد دعاء الملايين من المصريين إلى الله جل جلاله بأن يختار الأصلح لهذا المنصب، فلفضيلة العالِم الجليل الدكتور الطيب الكثير والكثير من الفضائل والأخلاق الكريمة والسماحة وقبول الآخر، تلك الفضائل التى أستطيع أن أقول بكل ثقة إنها استكمال لمسيرة فضيلة الإمام الدكتور محمد سيد طنطاوى - رحمه الله - وأنه «خير خلف لخير سلف»، هذا فضلاً عن قرارات فضيلته المستنيرة التى تحث على المحبة والود بين نسيج الأمة ونبذه التام لكل ما يحث على العنف والكراهية التى استشعرناها فى فترة توليه منصب رئيس جامعة الأزهر. أعزائى القراء.. أود أن نهنئ أنفسنا باختيار فضيلة الدكتور أحمد الطيب لهذا المنصب الذى يعد منارة للإسلام، كما أود أن أتقدم بالشكر إلى القيادة السياسية الحكيمة التى يمثلها فخامة الرئيس محمد حسنى مبارك التى تسعى دائماً لإصدار قرارات تعمل على سلامة وأمان وطننا الحبيب مصر. www.hanyaziz.net