أشعر بارتياح نفسي وطمأنينة قلبية لتصريحات التيار العلماني واليساري التي يشككون فيها في قوانين البرلمان ولجنة وضع الدستور.. وبرروا هذا الشك بأن الإسلاميين يريدون أسلمة مصر وكأن مصر دولة لا دين ولا شرع لها ولا حضارة لها. وسر ارتياحي لهذه التصريحات قائم علي عدة أسس منها أن مصر التي يريدون أسلمتها يعني أن تعود إلي طريق الله وطريق النور وهم يعشقون الظلام والعبث فيه. وأن أسلمة مصر تعني أن يدخل الوزير الوزارة غنياً ويخرج فقيراً وهذا معناه أنه سيقضي علي سبوبتهم لأن الوزارة عندهم أكل عيش كذلك فإن أسلمة مصر تعني تطبيق مبدأ من أين لك هذا وهم يريدون تطبيق قانون "يا عباد الله لا تحاسبوني ولا أحاسبكم".. إن أسلمة مصر تعني أن الرئيس القادم هو خادم الشعب وهم يريدون الرئيس سيداً ورسولاً يوحي إليه من أسياده في البيتين الأبيض والأحمر.. أيضاً إن أسلمة مصر يعني أن تعود مصر لجذورها العربية والإسلامية وهم يريدون لمصر أن ترتمي في أحضان أوباما وساركوزي ونيتنياهو ومخالب العنكبوتية الفلولية. وأسلمة مصر تعني لا حكم إلا حكم الشعب بما لا يخالف شرعنا الحنيف. وهم يريدون حكم الهوي وما تهوي الأنفس. فهم لا يريدون لأي دستور أن يخرج إلي النور لأنهم عشاق للفوضي. أيضاً أسلمة مصر تعني تطبيق مبدأ الفاروق عمر القوي فيكم ضعيف عندي حتي آخذ الحق منه. والضعيف فيكم قوي عندي حتي أرد الحق إليه وهم يريدون سيداً واحداً يقف كخيال مآته وسط حقل السياسة يحركونه كيف يشاءون.. كذلك فإن أسلمة مصر التي يريدها الإسلاميون هي إهدار لكرامة الحلف الصهيوأمريكي في المنطقة وأن تأكل مصر من فأسها وتتخذ قرارها من رأسها وهم لا يريدون لا فأس ولا رأس.. إن أسلمة مصر يا سادة يا كرام.. تعني ديناً وشريعة وأخلاقاً وحدوداً وقانوناً "لك وعليك" وهذه المفردات تسبب ارتكاريا عصبية عند هؤلاء الروافضة.. وأخيراً فإن مصر سيحميها الله لأنها كنانة الله في أرضه رغم أنف الحاقدين والكارهين.