أكدت الباحثة الأزهرية أسماء مهني بقسم علم النفس بكلية الدراسات الإنسانية بفرع البنات بجامعة الأزهر علي أن الشباب أكثر ولاءً وانتماء للوطن من العمال والمعنيين وأرجعت ذلك إلي المعاناة التي يعانيها العمال والمعنيون وإلي الحياة غير الآدمية التي يعيشونها خاصة العمال مما جعلهم ينشغلون بلقمة العيش وكيفية الحصول عليها غير معيرين فكرة الولاء أو الانتماء أدني اهتمام وأكدت كذلك علي أنه لولا شعور الشباب بالانتماء لمصر ما قامت ثورة 25 يناير جاء ذلك في رسالة الماجستير التي قدمتها إلي قسم علم النفس بجامعة الأزهر والتي تحمل عنوان "الهوية القومية لدي شرائح مختلفة من المجتمع المصري وعلاقتها ببعض المتغيرات النفسية" والتي حصلت فيها علي تقدير ممتاز مع التوجيه بتبادل الرسالة مع الجامعات المصرية. وأشارت الباحثة إلي أن المصري عاني علي مدي عقود منشغلاً بقضية لقمة العيش وسد أبسط الاحتياجات من أجل حياة كريمة كذلك ما شهده العصر الحديث من نظام سياسي دام لأكثر من 30 عاماً غابت عن أهدافه الفعلية إما عمداً أو جهلاً قضية التنمية والنهضة ورفع مستوي المواطن البسيط فبات الشغل الشاغل له البحث عن كرة خبز أو مسكن أو دواء أو غير ذلك من الاحتياجات الإنسانية وهذا أمر طبيعي يجعله منشغلاً عن مسألة الولاء والوطنية والقومية. أوضحت أن تدني المستوي المعيشي والاقتصادي للمواطن المصري أبرز الأسباب التي ساهمت في انفجار ثورة 25 يناير وهو ما ظهر بجلاء في الشعارات التي رفعها الثوار "عيش حرية عدالة اجتماعية". كما أرجعت الباحثة سبب قيام الشباب بهذه الثورة إلي طبيعة المرحلة العمرية التي تتسم بالتمرد والحماس والجرأة والرغبة في التجديد.. لذا طالبت الباحثة بضرورة الاهتمام بالشباب والارتكاز عليهم كي تحدث النهضة والتغيير المنشودان. كما أكدت الباحثة أيضاً علي وجود علاقة ارتباطية بين الهوية القومية والعدوان والنظرة السلبية للحياة واضطراب الأداء الانفعالي السلوكي للمستجيب وهذا ما ينخفي في فذة العمال والمهنيين. وقالت إن معظم المصريين يقللون من شأن أنفسهم ويرون دائماً أن هناك من أفضل منهم وهذا قد يرجع كما تقول الباحثة إلي الاستعمار والبطش الذي تعرض له الشعب المصري علي مدي سنوات طويلة. وأشارت الباحثة إلي ارتفاع معدل عدم الثبات الانفعالي لدي المهنيين والشباب وانخفاضه لدي العمال ولعل الظروف الراهنة التي يمر بها المجتمع المصري تدعو للتفاؤل والتشاؤم في نفس الوقت ولهذا يمكننا القول إن المجتمع المصري في هذه المرحلة الانتقالية ترقد فوق صفيح ساخن وهو ما يلقي بظلاله علي المزاج المصري العام. كما توصلت الباحثة أيضاً إلي أن الإنسان أكثر شعوراً بالهوية القومية من الذكور وهذا يرجع إلي أسلوب التنشئة الاجتماعية والتنشيط الجنسي في مجتمعنا الذي يدعم لدي الذكر الاستقلالية والمجازفة في حين أن التنشئة الاجتماعية للأثاث يدعم الانتماء للأسرة والتقيد بها والالتزام بالعرف والتقاليد واحترامها. وأوصت الباحثة بضرورة رسم وتنفيذ خطة نهضوية ترتقي إلي مرتبة السياسة العليا للدولة تشارك فيها كافة أجهزة الدولة المعنية يكون هدفها الأول النهوض بالمستوي المعيشي والتعليمي والتفاني للمواطن البسيط وسد احتياجاته الأساسية لأن ذلك يزيد من شعور الإنسان بالانتماء والولاء كما أوصت بضرورة تحقيق العدالة والمساواة والحرية داخل الوطن وتخفيف منابع الفساد. هذا مع ضرورة دعم الطبقة الوسطي التي أخذت في التآكل والانزلاق إلي مرتبة الطبقة الفقيرة بما يشعر المواطن العادي بالتوازن والاعتدال في تقسيم الطبقات وتوزيع الثروات هذا مع ضرورة رسم أهداف قومية كبري يراها ويمسها المواطن المصري العادي مع أن تعمل الأجهزة المعنية علي تعبئة الرأي العام بما يحقق الالتفاف حول هذه الأهداف والإيمان بها بما يشعر المواطن المصري.