يمر غداً عام كامل علي ثورة يناير البيضاء العظيمة التي ندعو الجميع إلي الحفاظ علي الأرواح والممتلكات العامة والخاصة في الذكري الأولي لثورة 25 يناير. ويجب أن نحذر جميعاً من قطع الطرق. وأدعو الليبراليين للاطمئنان للإسلاميين وعدم ترهيب الناس منهم. أيها الشباب عليكم الحرص علي تشكيل لجان شعبية لتأمين الميادين يوم الأربعاء. لتعويض الغياب المحتمل للشرطة عن أماكن تجمع المتظاهرين. وعليكم حماية الممتلكات العامة والخاصة لقطع الطريق علي من يريدون دفع الجيش والشرطة لمواجهة مع الشعب فلا تسمحوا لقطرة دمي أن تسقط في ميدان التحرير. أو أن تُهانَ بنت من بناتنا ولو كانت نصرانية. أيها الشباب كونوا حريصين علي أمن واستقرار البلد. وادعو المجلس العسكري للوفاء بتسليم السلطة للمدنيين. وعلي المسئولين عن هذا البلد أن يدركوا أن كثيراً من أهلنا يمر اليوم عليهم ولا يجد جنيهًا واحداً. ويجب أن نهدأ لتدور عجلة التنمية والاقتصاد. ولا يمكن أن يستشعر أحدى الخير إلا بعد العمل والعطاء. نريد أن نجنِّب مصر هذه الفتنة. أدعو الشباب إلي تشكيل لجان شعبية في جميع انحاء البلاد وحول المؤسسات والهيئات ودور العبادة. لمنع أي تعديات عليها مثلما حدث بعد الثورة مباشرة. فشباب الوطن كفيل بحمايته وقطرة دم المصري غالية سواء كان مسلماً أو مسيحياً. أناشد القوات المسلحة والشرطة بألا تنزل إلي الشوارع والميادين خلال الاحتفال بيوم الثورة. لتفويت الفرصة علي المخطط الذي يهدف لإثارة الفوضي والتخريب وجر الجيش والشرطة لمواجهات مباشرة مع المواطنين بهدف تنفيذ المخطط. إن الاحتفال بالثورة ونشر الفرحة في قلوب المصريين أمر مطلوب. ولكن يجب ألا يتحول الاحتفال إلي اعتصامات أو إلي أي شيء يضر بالوطن. إن مصر تمر بمرحلة خطيرة. ويجب علي كل وطني مخلص أن يحافظ علي مقدرات وممتلكات هذا البلد. مصر كنانة الله في أرضه. مصر أرض الأنبياء والأولياء. أرض العلماء أرض الشهداء الصادقين والصادقات. أرض الصالحين والصالحات. مشي علي ترابها أنبياء الله إبراهيم. إسماعيل. موسي. عيسي. إدريس. نبي الله يعقوب. نبي الله يوسف. مشي علي أرضها وترابها أصحاب سيدنا رسول الله. وعمرو بن العاص قال إن ولاية مصر تعدل الخلافة. من حكم مصر كأنما حكم الأمة الإسلامية كلها. وهذا سبب الحرب الشرسة علي مصر. لأنها قلب العالم الإسلامي. لو تعطل هذا القلب. لترهل البدن الإسلامي والعربي. كل من يتآمر علي هذا البلد وشعبه سيقصم الله ظهره. وما حدث في مصر حدث بتوفيق الله عز وجل. ما حدث في مصر العام الماضي تم بإرادة الله الكونية القدرية. لا يحدث شيء في مصر إلا بأمر الله. أنت لا تملك شيئًا وما حدث كان بتوفيق الله وحده. وبإرادته وحده. لا أنتقص من قدر الشهداء. تواضع لربك وضع أنفك علي التراب ذلاً لله. أنت لا تملك لنفسك في الأمر شيئًا. الله هو الذي يُذهب الدولة والحاكم. هو الذي يسوق المقادير. الأمر أمر الله والحكم حكمه. وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. فلنتواضع لله. صاحب الفضل والنعمة. وأن نعلم أنه لا مخرج لنا ولا لمصرنا من هذه الفتنة والأزمة إلا باعتصامنا بربنا وبالرجوع إلي الله. مصر ملك للجميع. ليست ملكًا لرئيس أو وزير أو مجلس أو برلمان. هي ملك للشعب الأبي ويجب علي الجميع أن يحافظ عليها. وأن يحميها. يجب أن نقطع الطريق علي المخربين ممن يخططون لإحراق مصر. ولا يريدون لها أن تخرج من هذه الأزمة نفسياً وعصبياً. مصر هي القلب وهؤلاء لا يريدون للقلب أن يتحرك. يخططون لطعن القلب في القلب. احذروا الفتن لأنها تدمر الأخضر واليابس. يا شباب مصر البواسل الأبطال الشرفاء المخلصون النجباء تعالوا لنبدأ البناء والتعمير. لنتوقف عن الجدل. الحوار سبيلنا وأول خطواتنا علي طريق البناء. تعالوا لنتحاور ونبتعد عن سياسة الإقصاء. الحوار سبيل العامة للبناء. لنعلم يقيناً أن اختلاف الناس الذي نراه علي الساحة أمر قدري. يجب أن يكون الخلاف للبناء وليس معول هدم. ليسمع كل منا الآخر. يا أيها الليبراليون اطمئنوا. فإسلامنا لا يجيز لنا أن نُكرِه الآخرين علي اعتناق عقيدتنا وشريعتنا فما بالكم بالأفكار والرؤي والاجتهادات. لا تتعاملوا معنا بسياسة الإرهاب الفكري. فلا ينبغي أن نتصادم وليكن الحوار سبيلنا. أنني استاء كثيراً من التشكيك المنتشر الآن بين المصريين. فالكل يشكك في الكل. إطلاق التهم دون دليل يفتح الباب لاتهام الشرفاء والبسطاء. فلنهدأ وليتق كل واحد منا الله في عمله لنمد جسور الثقة مع الشرطة لتعود من جديد لحماية المواطن. لا لإهانته ولكن لتكريمه وتأمينه. لنمد جسور الثقة مع الجيش لحماية حدودنا. لنمد جسور الثقة مع المؤسسة الدينية الأزهرية والدعاة غير الرسميين. ولنمد جسور العمل مع الشعب ليتم تطهير المؤسسات. أيها المصري الأبي ألا يحترق قلبك وأنت تري ابنك يسيء التعامل مع الكبار. وتسمع انتشار حالات السرقة والانفلات الأمني في الشوراع والطرقات لعدم وجود الأمن؟.. نريد أن نصحح ما فسد واعوج من الأخلاق. نحتاج لوقف التنظير والكلام والجدل ونبدأ العمل. علي كل مواطن أن يسأل نفسه ماذا قدم لوطنه ولدينه خلال العام الماضي منذ بدء الثورة وحتي الآن. وعلينا أن ندرك جميعاً أن قيمة العمل في الإسلام قيمة غالية. لقد تكلمنا خلال العام الماضي كلاماً يكفي ل 100 عام. ومصر تمر بمرحلة اقتصادية حرجة فيما اقتصرنا علي التصارع. علينا أن نبدأ العمل والإنتاج والعطاء. فلنوقف الإضرابات ونتخلي عن قطع الطرق. ولنبدأ في تشغيل مصانعنا. لقد توقفت الكثير من المصانع. وكنت في الإسكندرية واكتشفت توقف أكثر من 1000 مصنع هناك. كم من عامل تعطل وكم من مصنع أغلق. كم نسبة البطالة التي زادت في العام الماضي. فلنحرص علي اجتثات جذور الفساد المتغلغلة في أعماق المؤسسات المصرية. اللهم احفظ مصر. اللهم اعصم مصر. اللهم احفظ أهلها وشعبها وممتلكاتهم. اللهم احقن دماء كل مصري. اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان.