تعميم الأحكام علي جهاز معين سواء بالسلب أو بالإيجاب يعد حكما غير دقيق، فكل جهاز به الصالح والطالح ولكن لا يدفعنا هذا للظلم من خلال إصدار أحكام جامعة، وهو ما حدث للأسف مع رجال الشرطة دون تفريق، رغم وجود فئة كبيرة من الشرفاء بينهم، بعضهم دفع حياته ثمنا للدفاع عنا كمواطنين أو الذود عن الأعراض وانتهاك الحرمات، ولا ينكر هذا إلا جاحد، وما حدث من تجاوزات للبعض يجب ألا يجرفنا لهاوية سحيقة ندفع ثمنها الآن، والمستفيد الأول منها هم الفئات التي أعتادت علي السرقة والنهب وتتمني ألا تعود الشرطة للأداء في الشارع المصري حتي يخلو لها المكان والزمان،وهو ما يجب منع حدوثه،لنمد يدنا مرة أخري مع شرفاء هذا الجهاز للعودة بكثافة الي عملهم وهذه المرة الشعب العظيم سيقف وراءهم يحميهم من أي تجاوزات حتي تمر هذه الفترة بسلام، ولتتلاشي مخاوف أهالينا من رجال الشرطة مما يدور بداخلهم من هواجس أو إحساس غير حقيقي بكراهية لهم، نرغب في فتح صفحة بيضاء بسلوكيات الإحترام المتبادل بين الشعب وكل فرد في هذا الجهاز الهام الذي شارك في الكثير من الأعمال العظيمة لحماية الجبهة الداخلية ،ولتكن المعاملة مع سائقي الميكروباس علي قدر كبير من الإنسانية فهم بلا شك يؤدون دورا هاما في عملية النقل الجماعي الذي عجزت عنه الحكومات السابقة »حكومات الأربعين حرامي«، وجود الشرطة ضروري ليس فقط من أجل تأمين الجبهة الداخلية بل والخارجية أيضا لنفسح المجال لقوات جيشنا العظيم لأداء مهامها الأولي في الدفاع عن الوطن خاصة مع ما يحدث من قلاقل علي حدودنا مع ليبيا وكذلك إسرائيل، ولنؤكد لأهالينا من رجال الشرطة أن الصلح خير ولنبدأ من جديد بمنظومة أخلاقية تقوم علي الإحترام وصيانة كرامة المصري الذي يستحق الكثير والكثير الذي ننتظره في القريب العاجل من تكاتف الجميع للعمل، لقد أنتظرنا ثلاثين عاما لو أضفنا لها شهورا قليلة لن يحدث شيء لنتيح للحكومة الجديدة الفرصة للعمل الجاد ونجني نحن ثمار ثورتنا البيضاء..