في الوقت الذي أعلن فيه حزبا النور والحرية والعدالة الإسلاميان عن تشكيل لجان شعبية لحماية وحراسة الكنائس خلال احتفالات رأس السنة الجديدة. استيقظت مصر علي فتنة جديدة بطلها هذه المرة طالب جامعي من محافظة أسيوط قام بنشر رسوم مسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم علي صفحته علي الفيس بوك لتشتعل الأحداث وتقع اشتباكات بين مسلمين وأقباط. فالرسول الكريم خط أحمر والاقتراب منه والإساءة إليه جريمة لا تغتفر وهي الحقيقة التي يبدو أن هذا الطالب الأهوج لم يفهمها أو يدركها. القيادات القبطية والإسلامية علي السواء استنكرت الحادث ورفضته وقالوا إنه لا يعبر عن روح المودة والمحبة التي تسود بين المسلمين والأقباط خاصة بعد مبادرة حماية الكنائس خلال احتفالات رأس السنة والتي انطلقت من أحزاب إسلامية. ودعو إلي تطبيق القانون بقوة وحزم تجاه كل من يتسبب في إثارة الفتنة الطائفية بأي شكل أو طريقة. يقول الدكتور يوحنا قلتة رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط سابقاً ونائب بطريرك الكنيسة الكاثوليكية إن هذا الحادث لا يمكن أبداً أن يعبر عن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين التي يسودها الوئام والتفاهم. أضاف ربما هو اندفاع من شاب صغير السن أو ربما يكون قد ضحك عليه أحد ولكن في كل الأحوال لا يجب أن يحسب هذا العمل علي المسيحيين ويتسبب في فتنة جديدة نحن في غني عنها خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد. تعايش سلمي شدد علي أهمية الترابط بين المسلمين والمسيحيين في مصر لأن مصر حالة خاصة والتعايش فيها بين المسلمين والأقباط تعايش سلمي منذ آلاف السنين وقد تبين لنا جميعاً المحاولات التي كان يقوم بها النظام السابق لإشعال الفتنة الطائفية. أكد أن المسلمين في مصر ليسوا ضيوفاً عليها فمن المسلمين من هم كانوا أقباطاً وأسلموا والوطن يجمعنا جميعاً وهذه الأحداث ليست في صالح أحد علي الإطلاق. من جهته شدد الناشط جورج إسحاق المنسق العام لحركة كفاية علي حالة الحب والوئام التي تجمع المسلمين والأقباط في مصر. مشيراً إلي أن العهد البائد كان يلعب علي المسألة الطائفية بشكل قذر لتفتيت وحدة الوطن وخدمة مصالحه. قال الثورة المضادة التي تهدف إلي إجهاض الثورة المصرية تقوم بمحاولات مستميتة ويائسة لزرع الفتنة الطائفية في مصر وعلينا أن نفوت عليها الفرصة فهذا الحادث هو حادث فردي ولا يجب أن يحسب علي الكنيسة أبداً ونحن نشكر لكل من بادر بحماية الكنائس خلال الاحتفالات برأس السنة الجديدة. وأضاف علي عقلاء المسلمين والأقباط احتواء الفتنة ونزع فتيلها وكفي ما نعانيه من أزمات. خط أحمر من جهته قال الدكتور أحمد عبدالشكور المتحدث الرسمي باسم حزب التنمية والعدالة إن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم خط أحمر ولا تسامح ولا تهاون في الإساءة إلي شخصه الكريم. وأضاف: إذا سمحنا بهذا فإننا نطالب بمحاكمة عادلة ورادعة للفاعل ومعرفة من خلفه واتخاذ كل الإجراءات القانونية التي تكفل عدم وقوع هذا الحادث مرة أخري. قال: هذا العمل إجرامي بكل المقاييس ولا ندري سبباً لحدوثه في هذا التوقيت بالذات فالتيارات الإسلامية أعلنت أنها ستقوم بحراسة الكنائس في ليلة رأس السنة ثم نجد هذا العمل وهو ما يطرح تساؤلات حول إن كان هذا العمل مقصوداً لبث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين كما كان يفعل النظام السابق ولكن بطرق أخري. ودعا إلي التحلي بالصبر والهدوء وعدم الانسياق وراء الغضب ونترك الأمور للقانون حتي تنتهي التحقيقات لنعرف من يقف وراء هذه الفتنة. قال الشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب الثورة المصرية: قمنا بمسيرة إلي كنيسة الدوبارة للرد علي مزاعم الفتنة الطائفية وأن الأقباط والمسلمين أبرياء من هذه الجرائم التي تهدف إلي إشعال النار في الوطن. أضاف هناك أياد خفية تحرك الفتنة الطائفية في مصر وما حدث في أسيوط غير مفهوم علي الإطلاق ولا يوجد له ما يبرره إلا هدم وحدتنا الوطنية التي هم صمام أمان الوطن ولن نسمح لهذا أن يحدث أبداً. وعلينا أن نعمل معاً لإطفاء هذه النيران وأن يكون القانون حازماً ورادعاً في مثل هذه الوقائع حتي تنتهي. أشار إلي أن مصر بمسلميها ومسيحييها نسيج واحد وكيان واحد ومصير واحد مشيداً في نفس الوقت بمبادرة حماية الكنائس ليلة رأس السنة وهذا الحادث رغم رفضنا له واستنكارنا الشديد له لأن الأنبياء خط أحمر لا يجوز المساس بهم إلا أنه حادث فردي. وحمل الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر الشريف النظام البائد سبب الفتنة الطائفية في مصر. مشيراً إلي أن فلول العهد السابق لا يتوانون عن بث نار الفتنة لأنه السبيل لإشعال الوطن. قال الإساءة للنبي صلي الله عليه وسلم غير مبرر علي الإطلاق وعندما وقعت حادثة الرسوم المسيئة في الدنمارك هب العالم الإسلامي أجمع للدفاع عن رسوله ومن هنا فإن هذا الحادث خطير ولضمان عدم تكراره يجب أن يكون الإجراء رادع وحازم. وأضاف: أخشي أن تكون هذه الحوادث هدفها إجهاض الثورة المصرية وضربها في مقتل.