علماء الأسلام:‏محاولات القاعدة لإشعال الفتنة لن تنال مصر

استنكر علماء الأزهر ومشايخ الطرق الصوفية ونقابة الأشراف محاولات تنظيم القاعدة لإشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط في مصر . مؤكدين أن تلك المحاولات اليائسة لن تنال من وحدة الشعب المصري بمسلميه وأقباطه الذين يعيشون في وطن واحد ويستظلون بقيم الوطنية المصرية والمواطنة‏.‏ وندد علماء الدين بما قام به منتسبون إلي مايسمي ب تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين من زج لاسم مصر في حادث الاعتداء علي كنيسة عراقية والذي راح ضحيته‏119‏ عراقيا من الأبرياء المصلين بالكنيسة وعدد من عناصر قوات الأمن‏,‏ وإصدارهم بيانا عقب الحادث يطالب بتحرير من وصفهم ب الأسيرات بكنائس مصر مطالبين بضرورة التعامل بحزم مع من يستهدف المساس بالوحدة الوطنية أو يقوم بعمل من شأنه تهديد الأمن المصري أو أي تهديد للكنائس المصرية‏.‏
وأكد علماء الأزهر الشريف أن ماتقوم به هذه الفئات المشبوهة يؤثر علي صورة المسلمين في العالم ويقدم صورة سلبية للإسلام كدين سماوي يدعو إلي الوسطية والاعتدال ومكارم الأخلاق وحفظ النفس‏.‏
وقال الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق إن هذا العمل الأثيم يتعارض مع الدين الإسلامي الذي يحرم الاعتداء علي المدنيين وجرم انتهاك حرمة دور العبادة مدللا بوصايا الرسول صلي الله عليه وسلم للجيش المحارب‏:‏ لاتغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا شيخا ولا صبيا ولا امرأة ولاتحرقوا نخلا ولاتقطعوا شجرة وستجدون قوما يتعبدون في الصوامع فاتركوهم ومايدينون مشيرا إلي أن دور العبادة مقدسة ومصونة وأن الإسلام يجرم العدوان عليها أو المساس بها‏.‏
وطالب علماء الدين بالتصدي لهؤلاء الناس بالمرصاد وأن يوضحوا للعالم أن هذا العدوان ليس من الإسلام في شيء وأنه مخالف لكل تعاليم الأديان والقيم والأعراف والتقاليد والمثل والقيم الإنسانية‏.‏
وقال الشيخ عاشور إن العدوان علي الآمنين ودور العبادة‏,‏ أمر محرم في الإسلام‏,‏ بأمر من الرسول صلي الله عليه وسلم لقوله‏:‏ لاتغلوا ولاتغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا‏,‏ كما جاء في وصية خليفة المسلمين أبي بكر الصديق للمسلمين وهم في طريقهم بإحدي الغزوات‏:‏ ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع‏,‏ فاتركوهم وماحبسوا له أنفسهم‏.‏
وطالب عاشور رجال الدين الإسلامي والمسيحي بالتزام جانب الوحدة والأخوة والمواطنة‏,‏ وعدم خوض أي طرف في دين الآخر‏,‏ معتبرا أن الخوض في ذلك ينشئ عداوة وفتنة بين المسلمين والمسيحيين‏,‏ مشيرا إلي أن النبي قال‏:‏ استوصوا بأهل مصر خيرا‏,‏ فإن لكم فيها نسبا وصهرا وقال نبينا الكريم هي كنانة الله في الأرض‏,‏ من أرادها بسوء قصمه الله‏,‏ وذلك حتي يلتزم الجميع باحترام الآخر‏.‏
كما استنكر المجلس الأعلي لنقابة الأشراف حادث الاعتداء علي إحدي الكنائس العراقية مؤكدة أنه لايعبر عن سماحة الأديان السماوية وبعيد كل البعد عن مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي ودعوته إلي البعد عن كل مظاهر العنف والتطرف‏,‏ ووصف تهديدات تنظيم القاعدة للكنيسة المصرية باليائسة‏,‏ وقال نقيب الاشراف السيد محمد الشريف إن المحاولات اليائسة لتنظيم القاعدة لن تنال من وحدة وتكاتف المصريين أبناء الوطن الواحد الذين يتعايشون صفا واحدا منذ فجر التاريخ‏,‏ دون تفرقة بين مسلم ومسيحي عملا بوصية الرسول صلي الله عليه وسلم بالحفاظ علي أهل مصر‏,‏ وناشد جميع المؤسسات الدينية بتوعية المواطنين من تلك الأفكار المتطرفة والتحذير من مخاطرها علي وحدة المجتمع‏.‏
وطالب الشيخ محمد الشهاوي رئيس المجلس الصوفي العالمي وشيخ الطريقة الشهاوية‏,‏ المؤسسات الدينية في مصر والعالم الإسلامي بالتصدي للفكر الإرهابي وتبني خطاب ديني جديد بعد فشل مشروع الإسلام السياسي علي جميع الأصعدة‏,‏ مؤكدا أن نشر المنهج الصوفي القائم علي الوسطية والاعتدال هو الضمانة الوحيدة للتصدي للفكر الإرهابي المتشدد الذي أساء لصورة الإسلام والمسلمين‏.‏ وقال الشهاوي إن الزج باسم مصر في تلك الأحداث الإرهابية البشعة هو محاولة يائسة من قوي خارجية تستهدف دور مصر الإقليمي تجاه الشعب العراقي وتسعي نحو إشعال الفتنة الطائفية وتهديد أمن مصر‏,‏ مؤكدا أن تلك المحاولات اليائسة لن تنجح‏,‏ لأن المصريين وإن كانوا أحيانا يختلفون فيما بينهم‏,‏ فإنهم يرفضون علي مدي تاريخهم أي محاولة خارجية للوقوع بينهم وإشعال نار الفتنة بينهم بدعوي حماية حقوق هذا الطرف أو مساندة الطرف الآخر‏,‏ كما طالب الشعب المصري بتفويت الفرصة علي دعاة الفتنة في الداخل والخارج‏.‏