أكد عدد من خبراء الشئون الاسرائيلية وقادة التيارات الدينية في مصر ان التواصل بين الكيان الصهيوني والاسلاميين عقب وصولهم للسلطة سيحدث إن آجلا أو عاجلا خاصة في ظل وجود اتفاقية سلام ملزمة موقعة بين مصر وإسرائيل ولا يمكن للاسلاميين نقض تلك المعاهدة في ظل الظروف التي تمر بها مصر حالا مؤكدين ان وصول الاسلاميين للحكم من الممكن ان يشكل نقطة ايجابية فارقة في مسيرة القضية الفلسطينية. يري الدكتور محمد أبو غدير رئيس قسم الدراسات الاسرائيلية الاسبق بجامعة الازهر ان وصول الاسلاميين إلي السلطة في مصر أمر أصاب الكيان الصهيوني بشبه لوثة عقلية ولهذا فلابد من ان يستغل الاسلاميون هذا الامر ولابد من التنسيق الجيد فيما بينهم قبل ان يتحدثوا عن مستقبل العلاقات المصرية الاسرائيلية ولابد أيضا من ان يتبني الاعلام المصري ومن ورائه الاعلام العربي مشروعا قوميا يحدد طريقة تعامل السلطة الاسلامية الجديدة في مصر مع الكيان الصهيوني بما يحقق المصلحة العليا ويعيد القضية الفلسطينية من مواتها. وحذر أبو غدير الاسلاميين من الانسياق وراء المزاعم الصهيونية بالخوف من الاسلاميين حتي لايحدث في مصر ما حدث في السودان عندما استغلت اسرائيل تخوف العالم من صعود الاسلاميين هناك وأخذت في تقوية هذه النزعة حتي نجحت في النهاية في تقسيم السودان إلي دولتين ولابد ان يعلم الاسلاميون هناك وأخذت في تقوية هذه النزعة حتي نجحت في النهاية في تقسيم السودان إلي دولتين ولابد ان يعلم الاسلاميون ان اسرائيل لديها مخطط رسمي بخصوص مستقبل اسرائيل حتي العام 2020 وضمن هذا المخطط لايوجد شيء اسمه فلسطين وهذا يعني ان مسألة قيام دولة فلسطينية أمر غير وارد في السياسة الاسرائيلية ولابد ان يدرك الاسلاميون ذلك ويتعاملوا مع الموقف من هذا المنطلق خاصة وأن هناك تقارير اسرائيلية بدأت تتحدث اليوم عن ان سيناء جزء من اسرائيل ولابد من استعادتها بعد وصول الاسلاميين إلي الحكم. يقول الدكتورأحمد حماد خبير الشئون الاسرائيلية ورئيس قسم اللغة العبرية بجامعة عين شمس ان القضية الفلسطينية من الممكن ان تستفيد جدا من وصول الاسلاميين إلي السلطة في عدة دول عربية لأن اسرائيل تدرك جيدا اليوم ان سياسة القوي التي مارست من خلالها كل هذا البطش بالفلسطينيين أصبحت سياسة غير مجدية في ظل وصول فصيل لديه استعداد للدخول في حرب طويلة الامد ولو أحسن السلفيون والاسلاميون استخدام خطابهم دون شك ولن يمر وقت طويل إلا والوضع قد تغير لصالح القضية الفلسطينية برمتها ولكن علي الجانب الآخر لابد ان يعي الاسلاميون جيدا أنهم تحت منظار كل قوي العالم اليوم وأن اسرائيل تلعب بمشاعر الرأي العام العالمي وتخوفه من الاسلام والاسلاميين لهذا فلابد ان يتبني الاسلاميون خطابا سياسيا وإعلاميا متوازنا يخدم القضايا العربية ويعيد القضية الفلسطينية إلي مائدة الحوار من جديد دون ان يؤثر ذلك بالسلب علي مصر. "حماية اسرائيل" وحذر الدكتور صفوت عبدالغني المتحدث الرسمي باسم حزب البناء والتنمية ان مثل هذه التصريحات تستهدف ضمانة الغرب قبل اسرائيل ان وصول الاسلاميين للسلطة لا يعني إعلان الحرب علي الغرب يري الدكتور ناجح ابراهيم مؤسس الجماعة الاسلامية انه من حيث المبدأ يجب شرعا علي الاسلاميين وضع المصلحة العليا للدولة فوق كل الاعتبارات الدعوية لأنه هنا مسئول عن غيره ويجب ان يعمل ما فيه مصلحة الدولة وعدم عزلها عن المحيط الدولي مثلما فعلت طالبان حيث خلطت بين الدعوة والسياسة وقررت قطع كل علاقتها مع الدول غير الاسلامية بل وحصرت علاقتها في ثلاث دول فقط هي باكستان والامارات والسعودية. ودعا الدكتور ناجح إلي التفرقة بين الدولة ومشاركة الاسلاميين في قيادتها وبالتالي ليست قراراتهم بالاختيار الحر لهم أما ممارستهم الدعوية فهم أحرار فيها لانهم مسئولون عن انفسهم وبالتالي من حقهم الاخذ بمبدأ "الولاء والبراء" أي أن أقيم علاقاتي مع العرب أو المسلمين فقط. "القرارات العنترية" من جانبه حذر الشيخ محمود عاشور.. وكيل الأزهر الاسبق من اتخاذ مسئولي الاحزاب الاسلامية إذا ما وصلوا إلي الحكم قرارات "عنترية" غير مدروسة إرضاء للرأي العام لان هذا مخالف للشرع. وأشار إلي ان مصر بوضعها الداخلي المتقلب والمتوتر حاليا من الافضل لها ان تلتزم بمعاهدة السلام والعمل علي تغيير بعض الشروط فيها بالتفاهم مع الاسرائيليين لان ما يجمعنا بهم الآن لغة المصالح إلي ان تتوحد صفوفنا العربية والاسلامية ونكون قادرين علي تحرير أرضنا لأننا علي يقين ان الحرب بيننا وبينهم قادمة لا محالة وان الوضع الحالي ما هو إلا هدنة بين حربين. السياسي والاعلامي فسوف تتغير المعادلة