طالب السودان بإنهاء مهمة قوات حفظ السلام الدولية (يوناميد)، في دارفور، رافضة تقييم متشائم للمنظمة الدولية عن الوضع بالإقليم. وقال سفير السودان لدى الأممالمتحدة، عبد المحمود عبد الحليم إنه حان الوقت لقوات حفظ السلام الدولية (يوناميد) كي تستعد لمغادرة دارفور. وانتقد عبد الحليم أحدث تقرير للأمين العام للأمم المتحدة بشأن دارفور قال فيه بان كي مون إن الخرطوم خرقت اتفاقا بشأن نشر قوات حفظ السلام هناك. ووفقا للسفير السوداني فإن 'حقيقة واحدة كبرى يجب أن تكون محور التقرير وهي أن الحرب انتهت، وبينما يلوح السلام في الأفق يجب على الأممالمتحدة أن تبدأ إستراتيجية للخروج بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي والحكومة السودانية'. ويتهم تقرير بان السودان بمضايقة أفراد بعثة الأممالمتحدة في دارفور، البالغ عددها 26 ألف جندي وبتقييد حركتهم. ويتهم بان في تقريره الحكومة السودانية 'بمنع الوصول إلى دوريات يوناميد'، ويعد ذلك 'انتهاكا مباشرا لاتفاق وضع القوات الموقع مع حكومة السودان وإعاقة خطيرة لقدرة البعثة على تنفيذ تفويضها'. وقال الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره إن الاشتباكات لا تزال مستمرة بين القوات الحكومية وجماعات التمرد المسلحة في الإقليم، ويتناقض هذا التقييم بشدة مع تقييم لبعض مسئولي يوناميد أشاروا فيه مؤخرا إلى أنه لم تعد هناك حرب في دارفور. أرضك يا إسرائيل من جهة ثانية أعرب عدد من المراقبين عن صعوبة الأزمة التي قد تواجهها مصر في المستقبل المنظور نظراً لما يتعرض له السودان من ضغوط دولية تصل إلى حد المؤامرة بتمزيق وحدة أراضيه وهو الأمر الذي يعد بمثابة أكبر خطر يتهدد الأمن القومي المصري في الوقت الحاضر. وأكد مراقبون أنه إذا ما سقط السودان في بحر التمزق فإن الهدف الأول الذي سيسعي إليه الطامعون وعلى رأسهم كيان العدو هو الاستحواذ على مياه النيل. وحذر أكثر من خبير وعلى رأسهم عالم الجيولوجيا المصري الدكتور رشدي سعيد الذي أبدى تخوفه من التحولات السياسية التي تحدث حاليا في جنوب السودان جراء النزعات الانفصالية، وما يمكن أن يسفر عنه الاستفتاء حول مصير الجنوب من إنشاء دولة جديدة . وأعرب الدكتور رشدي سعيد عن قلقه من علاقات قد تربط الدولة المزمع إقامتها مع كيان العدو تجعلها تستجيب لمطلبها بشراء المياه، معتبرا أنها المشكلة الملحة لدى كيان العدو, ومؤكداً أن الأمر قد يمتد لمطالبة مصر بمرور المياه إلى كيان العدو عبر الأراضي المصرية مقابل عائد مادي. يشار أن المياه العربية كانت دوماً سندًا قويًا في السياسة الصهيونية لتمسّكها باختيار فلسطين لتكون وطنًا قوميًّا لليهود منذ الحرب العالمية الأولى وحتَّى اليوم، حيثُ وضع زعماء الحركة الصهيونية العالمية قضية المياه نصب أعينهم عندما طالبوا بتأسيس كيان العدو سياسيًّا، واختاروا لها شعار (من النيل إلى الفرات أرضك يا إسرائيل).