لم تكن مفاجأة أن تقع الأحداث المؤسفة والمؤلمة التي جددت جرح قلب مصر في شارع قصر العيني أمام مجلس الوزراء وراح ضحيتها حتي الآن فقط عشرة من أبناء مصر الأبرار وأكثر من خمسمائة مصاب ومن بينهم ثلاثين من قوات الأمن المسئولين عن تأمين المنشآت العامة.. أقول: انها ليست مفاجأة لأن التواجد الدائم والشحن الاعلامي وأصحاب المصالح سواء كانوا من عملاء الداخل أو الخارج. كل هذا وغيره كثير.. لابد أن يولد الاحتكاك والمشادات فيما بين أبناء الوطن الواحد ولا أقول الطرفين.. وهذا ما حدث بالفعل بغض النظر عن سبب أو أسباب اندلاع الشرارة سواء كرة القدم أو التعدي علي أحد ضباط الأمن فكانت الضحية في كل الحالات هي مصر.. من خيرة أبنائها وممتلكاتها ومكانتها وسمعتها. للأسف الشديد انقسمنا.. بين ثوار وشعب.. وكأنهم علي طرفي نقيض أو كأن الثوار ليسوا من الشعب أو أن الشعب لم يؤيد الثوار في ثورتهم البيضاء التي انطلقت يوم 25 يناير ولولا تكاتف الشعب مع مجموعة الثوار لما نجحت الثورة من أساسها في اسقاط النظام السابق بجبروته وهيلمانه.. وحتي نستطيع استكمال نجاح الثورة وانجاز أهدافها فلابد من العودة الي ذلك التكاتف فيما بين جميع أبناء هذا الوطن علي اختلاف انتماءاتهم وأفكارهم ومذاهبهم ومعتقداتهم.. والأهم ان يتفاهم المسئولون مع المعترضين وأن يترك كل طرف مساحة للود وقبول الرأي الآخر وعدم فرض وجهة نظره بالقوة. حتي لا نفسح المجال أمام الأعداء للنفاد الي "لحمة" هذا الوطن وتفريق أبنائه. اننا أمام تحديات بالفعل خطيرة لا تقف عند حد الانفلات الأمني والتضخم وتوقف عجلة الانتاج بل تتعداه الي كيان ووحدة وطننا.. وهذا يفرض علي كل مصري ألا يزايد أو يشكك في وطنية الآخر.. وان يتنازل كل منا عن بعض "تشدداته" من أجل المصلحة العليا للوطن. حمدنا الله واستبشرنا خيرا بمرور مرحلتي الانتخابات البرلمانية الأولي والثانية. وبدء عودة الأمن للشارع. وفي انتظار قدوم الانتخابات الرئاسية وتسليم السلطة.. أما تلك الأحداث التي تثيرها الجهات الحاقدة علي مصرنا. فعلينا جميعا التصدي لها.. فمصر هي بلدنا جميعا وكما قال رئيس حكومة الانقاذ د.الجنزوري: مصر للجميع. وتحتاج منا جميعا التكاتف والتضحية من أجلها.