* يسأل أيمن أحمد ليلة موظف: ما حكم المرتشي أمام الله؟ وما عقاب الراشي؟ مع العلم أنه لو لم تدفع الرشوة لا تقضي له أي مصلحة مع أنه صاحب حق ولكن الروتين العقيم يكون سبباً في ذلك؟! ** حرم الله عز وجل الرشوة سواء أكانت للحاكم أو للقاضي أو للعامل أو لغيرهم لما لها من آثار سيئة وعواقب وخيمة وأضرار كثيرة يقول الحق سبحانه وتعالي "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلي الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون". قيل في ذلك أن يدفع الإنسان للحاكم الرشوة ليحكم له. أو يحمله علي تحقيق ما يريد والمعني علي هذا التأويل: لا تمانعوا الحكم بأموالكم ولا ترشوهم ليقطعوا لكم حق غيركم. روي الترمزي وابن ماجه وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صلي الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم" واللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله تعالي.. وعن ثوبان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: لعن الله الراشي والمرتشي والرائش.. يعني الذي يمشي بينهما وهو السفير بين المعطي والآخذ وإن لم يأخذ علي سفارته أجراً. فإن أخذ فهو أشد حرمة. ولعل أشد وعيد. وقد ورد في شأن ذلك ما رواه الطبراني عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: الراشي والمرتشي في النار. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من ولي عشرة فحكم بينهم بما أحبوه أو بما كرهوا جيء يوم القيامة مغلولة يده. فإن عدل ولم يرتش فك الله عنه. وإن حكم بغير ما أنزل الله وارتشي وحابي فيه. وشدت يساره إلي يمينه. ثم رمي به في جهنم. فلم يبلغ مقدماً خمسمائة عام. فالرشوة في كل الأحوال حرام سواء كنت صاحب حق أو غير ذلك والقائمون عليها ملعونون.