تواصل "عقيدتي" وبالمستندات والأرقام كشف الفساد الذي ضرب بجذوره في أوقاف الاسكندرية لفترة طويلة في غيبة المراقبة والمحاسبة بل والتستر عليه. والذي تم اكتشافه عقب تولي الشيخ محمد أبو حطب- وكيل الوزارة للأوقاف بالاسكندرية. يقول أبو حطب.. ليس غريباً ان يكون هناك فساد في أي قطاع.. لكن الغريب ان يكون هناك أياد خبيثة وعقول جهنمية كل هدفها التستر علي هذا الفساد وأن يجد الفساد والمفسدون من يحميهم من عديمي الضمير.. و ما حدث عندنا في أوقاف الاسكندرية خير شاهد ودليل. البداية كانت من مسجد القرية العاشرة بمنطقة أبيس بالاسكندرية حيث قام مدير الادارة الهندسية السابق وهو مهندس عملية انشاء المسجد المذكور بصرف مبلغ مليون وسبعمائة وأربعة وأربعين ألف جنيه دون موافقة السلطة المختصة وكانت قيمة التعاقد لهذه العملية 131 ألف جنيه.. وقد تم تحويل هذه المخالفة الي النيابة الادارية.. والسؤال هنا لماذا لم يتم تحويل هذه الحالة للنيابة العامة رغم ضخامة المبلغ الذي تحملته الوزارة؟! وفي مسجد علي بن ابي طالب.. قام المهندس "أ.ش.ج" بصفته مهندس المديرية والمشرف علي عملية ترميم وصيانة المسجد بارتكاب عدة مخالفات منها اهدار مبلغ وقدره 155 ألف جنيه نتيجة قيامه بتكسير سقف المسجد دون داع واهدار مبلغ 403 آلاف في بند الطبقات العازلة للأسطح.. وبالرغم من هذه المخالفات المالية ومطالبة لجنة الوزارة التي اعدت تقريرها حول هذه المخالفات احالته للتحقيق إلا أنه لم يتم التحقيق معه أو تحويله لأي نيابة لردعه علي هذه الجرائم المالية. أما المخالفة الثالثة.. فكانت من نصيب مسجد باب العبيد بأبيس.. حيث تم عمل تقرير تربة للمسجد في 2003 وجاء بالتقرير الآتي: عمق الحفر 2.5 متر. وطبقة الاحلال 1.5 متر. والأساسات قواعد شريطية.. قام المهندس بتعديل عمق الحفرة ليصبح عمق الحفر 2.75 بدلاً من 2.50 ليفي بالمتطلبات المعمارية للمسجد والسؤال ما هو دخل المتطلبات المعمارية بزيادة عمق الحفر وزيادة طبقة الاحلال وكان الهدف هو تسهيل الاستيلاء علي المال العام للوزارة للمقاول حيث ان سعر المتر المكعب من الحفر 60 جنيهاً وسعر المتر المكعب من الاحلال 225 جنيهاً وهذه أسعار مغالي فيها جداً حسبما ورد بالتقرير.. وتم صرف مبلغ وقدره 508930 للمقاول بدون وجه حق حيث تم احتساب ارتفاع السملات بالأساسات بارتفاع متر كامل في حين ان الرسومات تنص علي ان ارتفاع القاعدة 60سم وارتفاع السمل فوق القاعدة 60سم فيصبح ارتفاع السمل 120سم حيث تم احتساب السمل فوق القاعدة بارتفاع متر كامل بالمخالفة للرسومات الهندسية الانشائية التي تنص علي ارتفاع السمل 60 سم فقط فوق القاعدة.. وقد تم الحصول علي زيادة الاعمال مرتين الأولي بمبلغ 126300 جنيه بنسبة 9.75% بسبب زيادة عمق الحفر وزيادة الاحلال والمرة الثانية بنسبة 14.29% بمبلغ 185291 أي أن النسبة والمبلغ في الزيادة الثانية أكبر من النسبة في المرة الأولي وكانت الحجة هي زيادة ونقص بعض البنود علماً بأن البنود التي زادت هي البنود المبالغ في أسعارها والبنود الي اسعارها قليلة تم تخفيض كمياتها.. وقد أحال الوزير المتسبب في ذلك للتحقيق ولم يتم التحقيق مع المتسبب حتي الآن. أيضاً المناقصة لهذا المسجد تقدم لها عطاءان فقط الأول من السيد أحمد حلمي والثاني من المقاول محمد اسماعيل وهو ابن خال المقاول أحمد حلمي والذي قام بتقديم العطائين والذي تم التعاقد معه علي العملية الأمر الذي يدل دلالة قاطعة علي وجود تنسيق تام -حسبما ورد بالتقرير- والاستيلاء علي المال العام لوزارة الأوقاف. وبمراجعة ملف مسجد الحاجة احسان بالدخيلة بمعرفة عضو الجهاز المركزي للمحاسبات ولجنة من المديرية تبين ان المهندس المذكور "أ.ش.ج" قام بصرف مبلغ 4698 جنيها لكمية بياض قدرها 104 أمتار مربعة لم يقم المقاول بتكسيرها كما قام بصرف مبلغ 31589 جنيه نظير قيام المقاول بتكسير "الكمر" الحامل لسقف المسجد حيث قام المقاول بتكسير السقف فقط وترك الكمر دون تكسير وقد بلغت قيمة المبالغ المنصرفة للمقاول في هذا المسجد دون وجه حق بمعرفة المهندس المذكور مبلغاً وقدره 42828 وبالرغم من ذلك قام المهندس المذكور بالحصول علي موافقة الادارة المركزية للشئون الهندسية علي زيادة أعمال لهذا المسجد بمبلغ 37500 علماً بأنه لم يحصل علي الموافقة علي ادراج هذا المبلغ ضمن الصيانة والترميم من الوزارة. التلاعب في المناقصات أيضاً قام المهندس المذكور بالتلاعب في المناقصة العامة التي طرحتها الوزارة بتاريخ 19/8/2008 وتحددت لها جلسة فض المظاريف الفنية في 25/5/2009 وذلك بأن قام بتأخير تسليم كراسات الشروط لعدد ثلاثة مساجد وهي مسجد صدر الإسلام ومسجد ابن خلدون "مقر المديرية" ومسجد الرحمن بأبيس ولم يقم بتسليم هذه الكراسات إلا قبل يومين فقط من تاريخ جلسة فض المظاريف الفنية الأمر الذي أدي لإحجام المقاولين عن دخول هذه المناقصة وتحقق له ما أراد بأن يتم ترسية مسجدين هما مسجد صدر الاسلام ومسجد ابن خلدون علي المقاول المذكور السابق السيد أحمد حلمي والمسجد الثالث علي صديقه وهو المقاول أحمد امام.. وقامت الادارة بكتابة تقرير عن هذا الموضوع وعرض علي الوزارة فقامت بندب المهندس المذكور للعمل بأوقاف مطروح.