عقب نشر خبر "التحقيق في خمسة آلاف وظيفة وهمية بأوقاف الإسكندرية" في العدد قبل الماضي كنت اعتقد ان الأمر وقف عند هذا الحد.. واعتقدت انني حصلت علي انفراد نظرا لضخامة الوظائف الوهمية وخمسة آلاف وظيفة بمساجد الاسكندرية لكن اتضح لي أن ما نشرته هو قطرة في بحر الفساد بأوقاف الإسكندرية.. فلم أكن أتوقع أبدا ان يصل حجم الفساد إلي هذا الحد من المخالفات الجسيمة التي لا تخطر علي بال أحد.. والمدعمة بالمستندات الدالة علي هذا الفساد الذي اكتشفه الشيخ محمد أبو حطب عقب توليه مسئولية مدير عام أوقاف الاسكندرية.. ولاتزال الاكتشافات تتوالي.. فلك أن تتخيل أن يتم ضم مسجد ثلاث مرات ليصل عدد العاملين فيه إلي تسعة أفراد وكله بحسابه.. ولك أن تتصور أن يصل الفساد لدرجة تعيين "مؤذنة" أنثي علي أحد المساجد المنضمة للأوقاف.. وهذا مخالف للشرع والقانون. أما في الادارة الهندسية فالفساد فيها وصل إلي أبعد مدي.. ومثال ذلك تم التعاقد علي أعمال ترميم مسجد بمبلغ 147 ألف جنيه وتم زيادتها إلي مليون وثلثمائة وتسعة وسبعين ألف جنيه.. والعديد من المخالفات التي سوف ننشرها تباعا. البداية كانت بمرور مفتش منطقة العامرية التابعة للأوقاف علي أحد المساجد وهو مسجد الملك القدوس الكيلو ..43 ولاحظ هذا المفتش أن المسجد قد تم ضمه للأوقاف بالقرار الوزاري رقم 27 لسنة 2008 ولم يوجد به عمال.. فقام بالنظر في محضر الضم وأخذ أسماء العمال لمحاسبتهم لكنه وجد المفاجأة ان هؤلاء العمال تم تعيينهم بمساجد أخري فما كان منه الا ان قام بارجاعهم لمسجدهم الأصلي.. والمفاجأة الكبري انه وجد ان المؤذن اسمه "صفاء" الرفاعي السيد الرفاعي.. وبالبحث وجدها أنثي ومرفوعة من دفتر الأحوال علما بأنها تتقاضي أجراً مقابل عملها ولا تزال خارج دفتر الحضور.. فما كان منه الا ان قام برفع الأمر لوكيل وزارة الأوقاف بالاسكندرية بتاريخ 28/7/..2011 وتبين بعدها ان المؤذنة "صفاء" هي زوجة الشيخ شعبان مدير احدي الادارات بأوقاف الاسكندرية واسمه مدرج في قرار ضم المسجد. لم يقف الأمر عند هذا الحد من المخالفات الجسيمة بل تعداه بمراحل.. فقد قام رئيس قسم شئون العاملين بأوقاف الاسكندرية بتعيين عمال بدلا من العمال المرشحين للعمل بالمساجد من قبل ملاك الأراضي المقام عليها المسجد.. وبفحص الأمر علي الطبيعة تبين كما ذكر لي الشيخ محمد محمود أبو حطب وكيل الوزارة بالاسكندرية انه تم تغيير الأسماء وهي: في زاوية الهجرة بإدارة المنتزه.. تم تعيين اسماعيل سعد اسماعيل بدلا من عبدالله أبو ليلة. وفي مسجد التوحيد بالدخيلة.. تم تعيين عصام مصطفي بدلا من ابراهيم عبدالغني. ومحمد مسعود بدلا من حسام محمود. وفي زاوية الكريم بإدارة أوقاف الدخيلة.. تم تعيين ابراهيم الشحات بدلا من عبدالرحيم محمود. وفي مسجد المحمود بكينج مريوط.. تم تعيين محيي الطاهر سليمان بدلا من عوض ناجي عباس. وعلي أحمد مصطفي بدلا من فايز ناجي عباس وعبدالرءوف محمد صالح بدلا من فتح الله ناجي عباس. وفي زاوية شروق الاسلام بمحرم بك.. تم تعيين موسي خليل حسن بدلا من فؤاد فتحي علي. وفي زاوية الغفور الرحيم بالعامرية تم تعيين محمد عبدالجواد علي بدلا من ابراهيم بسيوني. والغريب انه تم اعتماد محاضر لجان شئون العاملين لتلك المخالفات وتم تسجيلها في سجل شئون العاملين بالمديرية بالمخالفة للقرار الوزاري رقم 21 لسنة .2003 والأهم ان العمال المرشحين بمعرفة ملاك الأراضي المقام عليها المساجد والوارد ذكرهم بمحاضر الاستعلام يطالبون الآن بتعيينهم وتم رفع دعاوي قضائية ضد وزارة الأوقاف. أسماء مكررة ومن المخالفات التي تم اكتشافها أيضا وجود أسماء مكررة بعدة محاضر جلسات علي سبيل المثال لا الحصر: اسلام محمود عبدالغني عامل مسجد التوبة بإدارة العامرية ورد ذكره في القرار رقم 356 لسنة 2008 والقرار رقم 220 لسنة 2009 وعادل عبدالرازق عامل مسجد نور الاسلام ورد اسمه بالقرار رقم 153 لسنة 2009 والقرار رقم 84 لسنة .2009 حتي الموتي لم يسلم الأموات من مخالفات أوقاف الاسكندرية فقد كان لهم نصيب من هذا الفساد.. فتوجد حالات وفاة ليس لها قرارات تعيين ومنهم المرحوم محمد سعد أمان الذي تم تعيينه في 27/4/2007 وهو من ضمن العمال الذين ليس لهم محاضر ضم ولا قرارات تعيين وتوفي في 25/2/2008 وقام "ج. ح" بالتوقيع علي جميع أوراق الملف من استمارة 134 اخلاء طرف وقرار نهاية الخدمة ووقع علي قرار تعيين رقم 190 لسنة 2007 صورة طبق الأصل رغم ان هذا القرار مزور باسم المتوفي. ولا يزال الفساد موجوداً.. ولا يزال الملف مفتوحاً في العدد القادم.