* يسأل عبدالحميد عبدالله: سافرت إلي إحدي الدول العربية وقد رزقني الله بمبلغ كبير من المال عدت به إلي بلدي. وكنت أريد أن أنفقه في بناء منزل لي وإن كنت لم أعزم حالياً علي الشروع في بنائه لأنني أقيم الآن مع والدتي وأخوتي فهل يجب عليّ إخراج زكاة هذا المال أم لا باعتباره مالاً مدخراً لأجل البناء؟ ** أجاب الشيخ عبدالمنصف محمود من علماء الأزهر: هذا المبلغ الذي تدخره لبناء منزل لك في المستقبل القريب أو البعيد إذا كان بلغ نصاباً "أي ما يعادل ما قيمته ثمن خمسة وثمانين جراماً من الذهب" وحال عليه حول قمري ويعتبر ابتداؤه من يوم ملك النصاب فأكثر فإنه يجب عليك أن تخرج زكاته كل عام وهي ربع العشر وألا فإنك تكون آثماً لأن الزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة التي بني عليها وديننا الحنيف وقد توعد الله تعالي مانعي الزكاة بقوله: "ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير" آل عمران:..180 وروي الطبراني في الأوسط الصغير عن علي كرم الله وجهه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إن الله فرض علي أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقرائهم ولن يجهر الفقراء إذا جاعوا أو عروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ألا وإن الله يحاسبهم حساباً شديداً ويعذبهم عذاباً أليماً" ولتعلم يا أخي أن الزكاة تطهير للنفس من طمعها وحرصها وتزكية لإيمانها. وتنمية للفضائل وتقويم للخلق. وهي تعود علي السماحة والجودة وتمرن علي الكرم والعطاء. وتقي الغني شر نفسه وسور بخله. ينتفع الفقير بما في الزكاة ويستفيد منه بسد حاجته وإشباع وجوعه وإراحة نفسه وزوال همه. ولكن الغني استفاد حب الفقراء له واحترامهم إياه. ودفع للفقراء مالاً. فدفعوا له حباً وقلوباً. بذل لهم عرضاً زائداً فبذلوا له وداً دائماً. حفظهم من ذل الحاجة ومرارة البؤس. فحفظ من البغض والحسد. فطب نفساً يا أخي بإخراج زكاة مالك. يبارك لك فيه فالله تعالي يقول: "يمحق الله الربا ويربي الصدقات" البقرة: .276