بر الآباء والأمهات.. لا ينقطع بموتهم

* يسأل: س.م.ع من بني سويف:
توفيت والدتي فكيف يكون بري لها بعد موتها؟
** يقول الشيخ عادل شحاتة أستاذ الفقه بقطاع المعاهد الأزهرية: من فضل الله علينا ورحمته أن بر الوالدين لا ينقطع بموتهما وإنما يستمر بالدعاء بالمغفرة والرحمة لهما قال تعالي: "واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً".
كما يستمر البر بالاستغفار لهما لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ترفع للميت درجته في الجنة فيقول: أيارب أي شيء هذا فيقول عز وجل: "ولدك استغفر لك".
كما يكون برهما بقضاء دين الله تعالي عليهما إن كان قد ماتا وعلي أحدهما صيام. فإما أن يطعم أولياءه مكان كل يوم مسكينا. وإما أن يصوم عنه لحديث عائشة رضي الله عنه إن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من مات وعليه صيام صام عنه وليه" وكذلك له أن يؤدي الحج نيابة عنه.
وكذلك إن كان علي أحدهما ديون خاصة بالعباد فعليه أن يبريء ذمته من هذه الديون.
وكذلك من البر بالوالدين أن يصل الولد أهل ودهما أي يكرم صديقيهما ففي الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أنه لقي رجلاً من الأعراب. وكان يركب دابة ويلبس علي رأسه عمامة. فنزل من علي دابته وأركب الأعرابي عليها بعد أن اعتنقه ووضع العمامة علي رأس الأعرابي. فلما انصرف الأعرابي قيل لابن عمر: يا أبا عبدالرحمن يرحمك الله: إن الأعراب يرضون بأقل من ذلك. فقال رضي الله عنه: إن أباه كان أهل ود عمر وإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد موته".