أبوحمزة المصري.. أو مصطفي كامل عمر هذا الرجل 45 عاما فقط.. ولكنه عاش لسنوات أكثر من ذلك بكثير منذ مولده بالإسكندرية ورحيله لبريطانيا.. وتجواله في عدة بلدان إسلامية أبرزها: أفغانستان.. وكانت رسالته عن طريق الخطابة في المساجد وجمع التبرعات هي: الجهاد ضد كل من هو غير إسلامي ومساندة بن لادن والقاعدة.. ظالمون أو غير ظالمين؟! أما مكافآته علي ذلك في الدنيا علي الأقل فكانت 7 سنوات سجنا في بريطانيا.. وترحيله لأمريكا في انتظار حكم آخر للسجن مدي الحياة.. و.. فقدانه لعينه اليسري.. وبتر يده اليمني؟! في العام 8591.. ولد مصطفي كامل الملقب بالشيخ أبوحمزة المصري.. في مدينة الإسكندرية.. والده كان ضابطا بالجيش وفي عام 9791انتقل لبريطانيا وهناك تزوج من بريطانية مسلمة و لكن الزواج انتهي بالطلاق بعد خمسة أعوام فقط.. ولسنوات ظل سر الرجل غامضا حتي عادت أخباره مرة ثالثة في أوائل تسعينات القرن الماضي حينما التحق بالمجاهدين لإعادة الإعمار في افغانستان بعد طرد السوفييت منها.. وفي أثناء مشاركته في إزالة الألغام المتخلفة من الحرب.. انفجر لغم.. أدي لإصابته بفقدان البصر في عينه اليسري وبتر يده اليمني. وفي اليمن.. تلقفته السلطات لتحكم عليه غيابيا بالسجن لمدة ثلاث سنوات وكانت التهمة: المشاركة في عدة تفجيرات ضد المصالح الغربيةوالأمريكية هناك.. وكان ذلك في عام 9991وخلال هذه الجولة مابين ذهاب وإياب لبريطانيا والعديد من البلدان الإسلامية.. كان أبوحمزة إماما منذ بداية تسعينات القرن الماضي لمسجد فينسبيري في شمال العاصمة لندن.. وكانت السلطات وقتها وحتي الآن تعتبره مركزا للمسلمين المتطرفين ليس في بريطانيا وحدها.. بل حول العالم كله. ولذا نبهت السلطات علي القائمين عليه بعدم استخدامه كأداة للتطرف أو العنصرية وكان ذلك مرتين: في عام 0002 و3002 حينما قامت الشرطة البريطانية باقتحامه وتفتيش محتوياته وهناك عثروا علي جوازات سفر دولية مزورة وغازات مسيلة للدموع وأسلحة بيضاء ومسدسات بالإضافة لكتاب ضخم يحوي معلومات عن: ساعة بيج بن الشهيرة في لندن وبرج إيفل في باريس وتمثال الحرية في نيويورك.. كأهداف محتملة.. ووقتها وصفت السلطات هذا الكتاب باسم »موسوعة الجهاد الأفغاني«! وكنتيجة لذلك تم عزل أبوحمزة المصري من إمامة المسجد ولكنه استمر في إلقاء خطبته ليوم الجمعة وخلال أيام من باقي الأسبوع.. ولكن في الشارع المواجه للمسجد وفي هذه الأثناء كانت خطبه تدور حول الجهاد ومساندة بن لادن وتنظيم القاعدة ومناهضة الحرب الأمريكية ضد العراق.. وحول هذه السنوات بداية الألفية الثانية بدأت عدة دول في ملاحقته ومنها: اليمن ولكن السلطات البريطانية رفضت تسليمه لأنه لن ينال محاكمة عادلة هناك. ولكن المحامين بدأوا مع السلطات البريطانية في البحث في سجلات وأوراق الرجل وبعد عام كامل.. تمكن المحامون من الوصول لأوراق تثبت أن زوجته الأولي البريطانية والتي طلقها وبسبب زواجه منها نال الجنسية البريطانية.. كانت ومازالت في عرف القانون البريطاني متزوجة من زوجها البريطاني.. وهنا قررت السلطات سحب الجنسية من أبوحمزة المصري وبالفعل بدأت إجراءات عن طريق المحاكم البريطانية.. والتي قررت تحويل الرجل للمثول أمام المحاكم الامريكية بتهمة الضلوع في إقامة معسكر لتدريب الإرهابيين في ولاية أوريجون الامريكية. وليس هذا فقط.. فقد وجهت السلطات له بالإضافة لذلك 51 تهمة أخري منها: التشجيع علي القتل وبث الكراهية والعنصرية الدينية وفي عام 6002 حكموا عليه في بريطانيا بالسجن لمدة 7 سنوات قبل أن تقرر المحكمة العليا في لندن تسليمه لأمريكا مرة أخري.. إلا أن القرار لاقي جدلا قانونيا حول شرعيته.. لما يمكن أن يحتويه من مخالفات قد تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبي التي تمنع أن يتم تسليم شخص لدولة مثل أمريكا تطبق فيها عقوبة الإعدام.. وبعد أخذ ورد.. وبعد تحويل القضية للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.. قررت رفض طلبه للاستئناف علي قرار تحويله لأمريكا.. فقدم طعنا في بداية أكتوبر الحالي وتم رفضه أيضا.. ليكون قرار بتسليمه فاقدا وهو ما حدث فعلا.. فقد وجد الرجل نفسه أخيرا.. وقدماه تطآن الأراضي الأمريكية مع 4 من المتهمين الآخرين. وهناك.. ينتظر مصيره وربما نهايته.. في مواجهة 11تهمة تتهمه بها واشنطن وكلها متعلقة بالإرهاب ومنها: المشاركة في خطف 61 سائحا غربيا في اليمن عام 8991 وإقامة معسكر لتدريب الإرهابيين في أمريكا ذاتها.. وتمويل الجهاديين للذهاب للشرق الأوسط في عمليات إرهابية. والرجل.. الذي هزم بعد معركة قضائية استمرت لمدة عشر سنوات .. يواجه في أمريكا حكما بالسجن قد يمتد لمدي الحياة.. أو لحيوات قادمة ؟!