أحد أبناء مصر.. أو أحد أبناء كالجاري في الغرب الكندي.. مسافر حيث يعمل علي بعد تسع ساعات متواصلة من السفر بالأتوبيس الي الشمال من كالجاري.. اسمه عمر أكرم النجار ويعمل في إحدي شركات البترول الباحثة عنه في رمال الشمال والمخلوطة بالكثير مما يسمونه: البترول الثقيل.. وسألت عمر، وكم بقي لك حتي تصل الي الدائرة القطبية؟ قال: تسع ساعات أخري.. أي أن الدائرة القطبية لا تبعد إلا مسافة قريبة. وسألت المهندس شريف النجار: وهل تحتوي رمال الغرب الكندي التي تتجه إلي الشمال: هل تحتوي علي احتياطي بترول كاف؟ قال بالتأكيد ...لكن كندا لم تبدأ عمليات استغلال هذا البترول إلا بعد ارتفاع اسعار البترول العالمية. لأن البرميل الواحد ترتفع تكلفته هنا في غرب كندا وعلي أساس عمليات الاستخلاص والتنقية الي ثلاثين دولارا أو يزيد.. ومن غرب كندا بدأت كندا العمل فعلا.. بل تفكر جديا في مد أنابيب بترول وغاز إلي نواح أخري من العالم. سألت وأنا أنظر إلي خارطة كندا وإلي البقاع الكثيرة والمتعددة الضخمة من نواحي كندا الأخري والضاربة في شمال الأرض والداخلة في المنطقة القطبية: سألته: وهل تحتوي هذه أيضا علي البترول؟ أجاب: بالتأكيد لكنني أتصور أن كندا لن تعمل بها أو أنها لن تبدأ استخدامه واستخراجها إلا إذا أصبحت الحاجة ملحة لها. سبحان الله .. هنا في شمال الأرض.. في آخر منطقة غرب الكرة الارضية تمتد حقول البترول تحت الثلوج.. أو تحت الجبال الصخرية في شمال الدنيا والثلج الذي يغطيها في أوقات السنة كلها.. لم تعد الحقول البترولية حكرا علي المناطق الدافئة في الشرق الأوسط.. ولم يعد الاحتياطي هنا فقط وإنما أصبح لشمال الدنيا.. ولمنطقتها القطبية نصيب عظيم منها. وربما يأتي اليوم الذي تنافس فيه كندا منطقة الشرق الأوسط ومناطق أخري من العالم علي قيادة الأوبك والتحكم في أسعار البترول في الدنيا.. لتصبح فعلا واحدة من أغني دول العالم بعد أن أصبحت كالجاري وأشغال البترول فيها قد حولتها إلي واحدة من أكثر المدن في العالم جذبا للسكان إلي أراضيها!