مثلما هناك: الغرب الأمريكي الذي عرفنا قصصه وسمعناها علي امتداد القرن العشرين.. فإن هناك أيضا: الغرب الكندي الذي يحتفل اليوم بمائة عام علي وجوده وتقدمه. ولكي يكون الاحتفال حقيقيا والتقدم حقيقيا أيضا فلابد من الاعتراف بما كان .. لا شيء نخفيه ولا شيء يجعلنا نشعر بأننا كنا أقل مما وصلنا إليه الآن. نعم كان الوجود بدائيا، كما أصبح التقدم حقيقيا الغرب الكندي الذي يعتبر أن كالجاري هي واحته وجنته والصورة الجميلة علي أرضه - كالجاري- العالم الفسيح الذي يصل إليه أبناء الدنيا جميعا الآن ليروا كيف كان وحجم التقدم الذي أصبح عليه. وكالجاري هي أكبر مدن الولاية التي تقع في غرب كندا لايحجبها عن المحيط الهادي إلا ولاية فانكوفر واحدة أيضا من أجمل بقاع الأرض في هذه المنطقة من الدنيا وهي : أي كالجاري عاصمة البترول في شمال الأرض وهي المنطقة الشاسعة التي يملؤها العمار والعمران في هذا المكان بعد ساعات من الطيران الطويل، بعد أن يعبر هذا الطيران أرض شرق كندا ووسط كندا ثم مساحات شاسعة يصل بعدها أو يحط عندها : كالجاري وهي ليست عاصمة ألبرتا وإنما هي ربما أكبر المدن فالعاصمة هي إدنتون في شمال الولاية. لكن كالجاري هي الأشهر بكل ماكان عليها وما أصبحت فيه. ستامپيد مائة سنة. الاحتفالات اسمها ستامپيد سألت عن هذا الاسم لم يجاوب أحد ولكنني وصلت بما شهدته وفهمته أن معناه: وقع الأقدام علي الأرض. عندما كانت الأبقار المتوحشة الموجودة في أصل هذا المكان تمشي جماعات علي الأرض.. تمشي في حركة شبه منتظمة. تمشي معا وأقدامها تدب علي الأرض فتهزها.. هذا الوقع الذي بقي في آذان أهل هذه المنطقة لأزمان طويلة جنبا إلي جنب مع محاولة ترويض الخيول في أيامها الأولي. دبيب الأبقار الوحشية جنبا إلي جنب مع ترويض الخيول وسباق العربات والهروب من مكان إلي مكان في قديم الزمان كل هذا بقي ويبقي في الذاكرة لكنهم لايهربون منه وإنما لايحاولون نسيانه إنهم يحتفلون به هنا ويعيدونه كلما استطاعوا حتي أكملوا مائة عام من الذكريات فراحوا يحتفلون به مما دعا أبناء الدنيا جميعا إلي الحضور إليهم والاحتفال معهم والفرحة بما كانوا فيه وماوصلوا إليه والكل يحمل شعار مائة سنة علي وقع أقدام الأبقار الوحشية علي هذه الأرض: ستامپيد!!