طرابلس- عبير سعدي: في الوقت الذي يعزف فيه أبناء الشعب الليبي ملحمة حقيقية من الصبر في ظل انقطاع شبه دائم للمياه و الكهرباء و صعوبة الاتصالات بالعالم الخارجي و ندرة الوقود يتكشف لهم يوما بعد يوم كيف كان عقيدهم الهارب معمر القذافي يعيش... غضب شديد يشعر به المواطنون هنا في طرابلس و كافة أنحاء ليبيا من الفارق الضخم بين الحياة التي كان يحياها من أطلق علي نفسه لقب "الثائر ابن البادية و الخيمة" و بين الترف الذي وجدوه في أماكن معيشته و ابنائه و ليس في باب العزيزية فقط بل في مزرعته علي مشارف طرابلس و التي توصف بأنها قطعة من الجنة. "الأخبار" ذهبت إلي جنة القذافي و رصدت الفرق الشاسع الذي زاد من غضب شعبه. ويقع المجمع المترامي الأطراف الذي يضم منازل وملاعب للتنس وحمامات سباحة ومراعي في ابو قرين قرب خط الجبهة علي بعد نحو 100 كيلومتر الي الغرب من مدينة سرت مسقط رأس القذافي علي ساحل البحر المتوسط. وللوصول الي المزرعة، كان يجب قطع طريق طويل تتخلله نقاط حراسة مزودة بكاميرات. والمزرعة بحد ذاتها محاطة بحاجز مزدوج مكهرب ومزود بنقاط الكترونية. أما طريقنا للمزرعة فكان مفروشا بحطام سيارات تنم عن معركة جرت بين الثوار و قوات من كتائب القذافي كانت تحميها. ويضم المجمع الواقع في الصحراء عدة منشآت توفر الراحة لأسرة القذافي وأصدقائه ومعاونيه. وكانت الابل والخيول والابقار والاغنام ترعي وسط العشب في الخارج. و في إحدي المزارع تمشي أحصنة و جمال بجوار تماثيل لأسود ونمور ودببة، وفي يوم مشمس كان نوع من الأبل يرعي إلي جوار بركة فارغة. حمام سباحة ضخم كان يتصدر المشهد وبالقرب منه كان مدخل أحد السراديب التي كان القذافي يستخدمها للتنقل في كثير من الأحيان ووصل ولعه بها أن حفر المئات من الكيلومترات التي كان يستخدمها للوصول من تحت الارض الي مكان يريده.