ثلاثون عاما قضيتها في دولة ماسبيرو مذيعا ومعدا ومقدما للبرامج ومحررا لأخبار التلفزيون سمعت وشاهدت مالا عين رأت ولا أذن سمعت من مخالفات وانحرافات لاتقل خطورة عما حدث لمصر الأم من تجريف اقتصادي وأخلاقي وسياسي !! وبعد الثورة تعاقب المصلحون علي وزارة الإعلام فلم ينجح أحد لأن أعشاش الفساد مازالت عامرة بطيور جارحة وأفراخ جائعة طالما استنزفت أرزاق العاملين الجادين بماسبيرو، فضلا عن المتحولين الذين لبسوا قميص الوطنية وهم ألد أعداء الثورة من أول دقيقة، ولأن الوزير الصديق صلاح عبد المقصود من ألمع نجوم العمل النقابي بالصحفيين فقد تفاءلت بوزارته خيرا ،ومازلت متفائلا ولكني أشفق عليه فأبواب الفساد علي مصاريعها والمقاومة مسلحة ومازالت المناوشات مستمرة ، في رمضان قدمت الإذاعة برنامجا أقل من عادي تحت عنوان : الشعب يسأل ...ولم يشعر به أحد لضعفه لكن تداعيات الخلاف حول المكافآت عنه لكل من عمل ومن لم يعمل تحولت إلي نكتة سخيفة يتندر بها شعب ماسبيرو ، فبالمخالفة للائحة الجديدة التي تقضي بعدم صرف مكافآت خارج الحد الأقصي للأجور المتغيرة وهي المكافآت التي كانت تصرف سرا ومجاملة وطمعا تم صرف مكافآت بالآلاف سرا لبعض العاملين بالشبكة الرئيسية وبعضهم بالمعاش فلما اختلفوا أزكمت رائحة المال المغتصب أنوف الجميع خاصة أن الخلاف بين سيدة المعاش ورئيس الشبكة وصل إلي حد مطالبته بالتنازل عن نصف مكافأته لها مدعية أنه لم يعمل شيئا، وكلهم لم يعمل ..القصة كبيرة وتفاصيلها مخجلة ولكني أسأل السيد الوزير ،من أي بند صرفت هذه المكافآت ..ومن هم المستفيدون ..ومن هذا الذي تجرأ علي تخطي اللائحة بلاخوف ولا خجل؟ كما أن هذه اللجان الوهمية والحضور الشكلي تستنزف ثلث ميزانية ماسبيرو في وقت لايصرف أكثر العاملين حوافز السهر والسفر بزعم مفيش فلوس ! أوليس حضور الجلسات من صميم مقتضي العمل..في ساعات العمل الرسمي ؟ أهمس في أذن الوزير نجاحك مرهون بتطهير دولتك من جيش المتحولين الذين أسسوا صروح الفساد وحاربوا الثورة ومازالوا يستنزفون جهدك حتي لاتنتبه لهم ولا تسرع في قرار تغيير العقل الوحيد المضيء حولك إبراهيم العراقي المبدع الأمين .