الطابور الخامس .. فى بنك مصر

الطابور الخامس الوظيفي .. هذا هو أقل وصف يمكن إطلاقه على جيش المستشارين المعينين – فوق السن – فى عديد من الوزارات والهيئات الرسمية بالدولة، لكى يمدو أيديهم ويغترفو من خزانة الدولة، وجيوب المواطنين مئات الملايين سنويا، ضمن مئات أخرى من الملايين التى يدفعها النظام الحاكم رشوةً للآلاف من لصوص الوطن وناهبي ثرواته، قبل الثورة وبعدها، من أجل شراء سكوتهم وقت اللزوم وأصواتهم، أيضا وقت اللزوم... وكله بحسابه.
بالطبع فإن البنك المركزى المصري، يعد من أهم مغارات "علي بابا" التى لا يملك مفاتيحها إلا عصابة الأربعين حرامي، حيث يعشش تحت سقفه العشرات من المستشارين – كلهم على المعاش – وذلك فى عديد من المناصب الكبري، لكي "يلهفوا" كل آخر شهر شيكات من ذوات الواحد وأمامه خمس أصفار..... وذلك كما يؤكد "أحمد السنديونى" – منسق حركة "رقابيون ضد الفساد".
ويقول "السنديوني": إذا تناولنا حالة محددة، تتعلق ببنك مصر – على سبيل المثال – نجد أن عدد المستشارين المعينيين (على قلب) الهيكل الوظيفي للبنك، يبلغ عددهم نحو 89 مستشارا، بحسب موازنة 2009 / 2010، وتبلغ جملة مكافآتهم 23 مليونا و179 ألف جنيه، مضافا إليها ما يحصلون عليه من مزايا عينية مثل تخصيص سيارات فاخرة لنقلهم من وإلى موقع العمل، بما لا يتفق مع نص المادة 12 مكرر من لائحة العاملين بالبنك.
ويقوم البنك بإسناد أعمال تنفيذية لهم – بالمخالفة للقانون – وذلك بعقود محددة المدة، على أن يتم تجديد المدة تلو المدة إلى مالانهاية وحتى ينتقلو جميعا إلى الرفيق الأعلي.
كما يتم منحهم مبالغ تفوق ما هو وارد بالعقود المبرمة معهم تحت بنود متعددة، "مكافآت تشجيعية" مثلا، وهى المكافآت التى لا يحصل عليها الموظفون الرسميون أنفسهم، بالمخالفة لشروط منح المكافآت التشجيعية، وقد بلغت جملة هذه المكافآت فى آخر موازنة: 2 مليون ونصف.
كذلك يجري صرف بدلات تمثيل وحضور جلسات ولجان تقييم لهم، بمبالغ تزيد عن المكافآت الشاملة المحددة فى عقودهم المبرمة مع إدارة البنك، وهذه وحدها بلغت قيمتها: 6 ملايين و868 ألفا... فيما بلغت جملتها فى الموازنة السابقة لها، 560 ألف فقط، وهو ما يعنى أن مؤشر الفساد كان ومازال صاعدا بسرعة الصاروخ.
الأغرب والأكثر إثارة للسخرية المريرة، كما يكشف "السنديونى"، هو أن أغلب هؤلاء المستشارين الساكنين فى مغارات "علي بابا"، باعتبارهم أعضاء فى عصابة "الأربعين حرامي"، لا تزيد مؤهلاتهم دبلوم التجارة، فى كثير من الأحيان...!!!