عصابات لهدم المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال واقتحامات بالقوة ما أشبه الليلة بالبارحة.. ففي نهاية الأربعينيات من القرن الماضي.. قامت إسرائيل علي أكتاف عصابات مسلحة روعت الفلسطينيين وأجبرتهم علي النزوح من أراضيهم والعيش حول العالم.. مهجرين ولاجئين حتي الآن.. واليوم تعود صورة هذه العصابات في القدسالشرقيةالمحتلة لتطارد كل ما هو فلسطيني انتقاما منه.. ولمقولة إن هناك ثمنا مازال علي العرب أن يدفعوه مقابل هجماتهم ضد منازل اليهود وتجارتهم.. واستيلائهم علي جزء كبير من أراضي إسرائيل التاريخية!. والمشهد أصبح مألوفا.. وبخاصة في شوارع القدسالشرقيةالمحتلة القديمة، شباب من اليهود لم يكتفوا بمجرد ما ألفه منهم الناس من الكتابة علي الجدران.. بل انخرطوا في جماعة صهيونية متطرفة تطلق علي نفسها »تاج محير« أي »دفع الثمن«.. وأفرادها بالمئات ويقال بالآلاف ويتركزون في القدس وحول المقدسات والمباني الفلسطينية التاريخية.. وببعض البلدات المجاورة.. أما ما يقومون به.. فكان في البداية الكتابة البذيئة والتهديد لكل ما هو فلسطيني أو مسلم أو مسيحي.. أو مقدس من المقدسات غير اليهودية في المدينة القديمة.. ثم تطورت الأمور بالقيام ببعض أعمال التخريب ضد منازل الفلسطينيين ومحلاتهم.. ثم مهاجمة المنشآت الفلسطينية وإحراقها.. انتهاء بتدنيس المقدسات الدينية. وعندما تسأل أحدهم: ولماذا يقوم بذلك؟ يكون الرد جاهزا ومرتبا: إنه انتقام لما يقوم به المتطرفون الفلسطينيون علي حد قولهم من إحراق وتدنيس لمنازل اليهود ومحلاتهم بالمدينة القديمة بوجه خاص. ثم إنه بعد ذلك.. تحذير للحكومة الإسرائيلية من نتائج التفريط في الأراضي اليهودية التي يمكن أن تمنح للفلسطينيين في إطار أي تسوية أو معاهدة سلام مرتقبة معهم. وهؤلاء.. غالبا ما يأتون من المناطق المحيطة بالقدسالشرقية.. أو البلدات المجاورة للضفة الغربيةالمحتلة منذ نكسة 1967 وهي الأراضي التي بنت إسرائيل فوقها وطبقا للمنظمات الدولية نحو 120 مستوطنة يهودية تضم بين جنباتها حوالي 350 ألف مستوطن يهودي باستثناء القدسالمحتلة.. وفوق ذلك.. فهم يأتون من نحو مائة مستوطنة غير شرعية منتشرة حول القدس.. وقد أقسموا علي التضحية كما يقول مراسل لل B.B.C.. من أجل الحفاظ عليها وعدم منحها للفلسطينيين. وهم.. يقومون مع التخريب والتدنيس.. بوضع عبارات للانتقام من كل ما هو مسلم وسب النبي ([).. وسيدنا عيسي عليه السلام، بل ويعتقدون أن كل من يهاجمهم من مسئولين إسرائيليين أو حتي مواطنين عاديين، هم من ضعيفي النفوس والإيمان.. ومن واجبهم أن ينضموا لأعضاء العصابة لتحقيق أهدافها التي منها: إلقاء القنابل الحارقة علي سيارات الفلسطينيين، وإشعال النيران في بعض قراهم، والهجوم أحيانا علي المساجد وإحراقها بكل ما فيها، ثم إلصاق العبارات البذيئة وسب الإسلام والرسول ([) علي جدرانها. وفي المقابل.. تعتبر الحكومة والسلطات الإسرائيلية هذه العصابة وأمثالها وما تقوم به.. أعمالا إرهابية.. لأن تواجدها وانتشارها الملحوظ خاصة في المدن التي تضم أغلبية مسلمة فلسطينية.. يشجع التطرف تحت شعار مثل: حماية اليهود والنضال من أجل الحرية وأن العرب هم أعداء اليهود الأساسيون ويجب محاربتهم وطردهم خارج القدس والضفة الغربية وعدم السماح بأي صورة كانت لهم بإعلان دولتهم أو أن يكون لهم وطن مستقل بهم. وهذه العصابة.. امتداد لسلسلة لا تنتهي من الممارسات اليهودية المتطرفة ضد العرب المسلمين والمسيحيين علي حد سواء.. وسبقها جماعات مثل: »صندوق أراضي إسرائيل« التي تهدف لإخلاء العائلات من القدسالشرقية.. ووصفهم بالغزاة.. وإقامة أحياء يهودية فوق أنقاض عقاراتهم التي يتم شراؤها أحيانا عن طريق وسطاء غير يهود ثم تؤول إلي اليهود في النهاية؟! ويصاحب ذلك.. عصابات أكثر تطرفا تقوم باقتحام المسجد الأقصي بين الحين والآخر.. بل وإقامة شعائر وطقوس من التلمود في باحات المسجد!. وحسب مفتي القدس.. الأسبق تيسير التميمي فإن هناك نحو 03 جماعة يهودية متطرفة ترتكب الفاحشة وتشرب الخمور وتدنس بأفعال مسيئة باحات المسجد الأقصي. ناهيك.. عن الحفريات المستمرة تحت أساسات المسجد منذ عقود بدعوي البحث عن الهيكل المزعوم، والبناء المتعمد لبعض المعابد اليهودية فوق أراض لوقف إسلامي أو كنيسة. والهدف هو تهويد القدس.. وضمه لإسرائيل بصفة نهائية.. وضم باقي ما بقي من الأراضي الفلسطينية لدولة إسرائيل المزعومة التي ستكون يهودية خالصة.. أما السلطات الإسرائيلية.. فتغض البصر غالبا عما يحدث، ولا تتدخل إلا بعد تفاقم الأمور.. وبعد التدخلات الدولية، تاركة الحفريات علي قدم وساق تحت المسجد الأقصي، وعصابات التطرف اليهودية تمارس دورها في تهجير الفلسطينيين وشراء أراضيهم.. أما مؤسسة »الأقصي للوقف والتراث« وهي مؤسسة فلسطينية.. فلا تملك إلا الصراخ والتنديد.. ودعوة العالم للحفاظ علي ما تبقي من عروبة وإسلام ومسيحية القدس وما حولها.. وفي الضفة الغربيةالمحتلة.