أحمد عيد أثار عرض فيلمه الأخير "حظ سعيد" كثيرا من الجدل بسبب السخرية من تصريحات بعض الفنانين الذين كانوا ضد الثورة ووصفوا الثوار بالبلطجية، كذلك جاء العمل كأنه غزل لجماعة الإخوان المسلمين. ❊❊ سألته في البداية ماذا جذبك في فيلم حظ سعيد؟ العمل ككل كان ممتعا وعندما قرأت السيناريو أعجبتني الفكرة ووجدتها مناسبة لما نمر به الآن من أحداث خاصة أن الفيلم لايوجد به إقحام للسياسة بشكل مباشر أو مفتعل، وشاركني في بطولته عدة نجوم مثل مي كساب وأحمد صفوت والمؤلف أشرف توفيق والمخرج طارق عبدالمعطي. ❊❊ حدثنا عن شخصية سعيد في فيلمك وإلي أي مدي تتشابه معك ؟ »سعيد« شخصية مصرية تواجدت أثناء ثورة يناير دون أن يعرف لماذا قامت هذه الثورة من الأساس ولكنه غير مقتنع بها ولم يشعر "سعيد" بخطورة ما يحدث إلا عندما يعلم أن شقيقته في ميدان التحرير بمفردها ويسمع عن وجود قتل وسفك دماء وبلطجية، عندها يشعر بأن هناك أزمة وينزل إلي الميدان ويتعرف علي أحد الثوار الذي يحكي له عن تفاصيل الثورة ولكنه لم يقتنع أيضا بكل ما قيل وهذه العقلية كانت عند أغلب الشعب المصري البسيط الذي يعشق الاستقرار، وأنا اختلف تماما عن هذه الشخصية لأن الثورة كانت لي حياة أو موت وتواجدي في ميدان التحرير أجمل لحظات حياتي . ❊❊ هل شعرت بالتوتر من توقيت عرض الفيلم لأنه قد يكون مغامرة ليست محسوبة ؟ أنا أؤمن بنظرية أن العمل الجيد يخلق له جمهورا ويظهر علي الساحة السينمائية منفردا وأنا لا أتدخل أساسا بالنسبة لموعد العرض، لأن هذا القرار ليس من اختصاصي أما احتمالات المغامرة فلا أفكر فيها ولا يمكن التكهن أو التوقع بما سيحدث غدا. ❊❊ هل شعرت بالخوف من اتهامك بركوب الموجة وتقديم فيلم عن الثورة يعتبر مجازفة واستغلال الثورة؟ وهل الأفلام التي تناولت ثورة يوليو 25 أو حرب 67 أو اكتوبر73 كانت استغلالا للثورة، وأنا لم أستغل الثورة وعندما قررت تقديم هذا العمل كان هدفي أن أقدم فيلما محترماً يؤرخ لأيام هامة عاشتها مصر خاصة أن »حظ سعيد« يأخذ طابعا كوميديا ولا يتعرض للسياسة بشكل عميق ولا يؤرخ للثورة بقدر ما يرصد حكاية، بطلها مواطن بسيط. ❊❊ تعرض العمل لعدة انتقادات مثل مشاهد النهاية والبرومو وغيرها من أحداث داخل الفيلم ؟ نهاية الفيلم كانت أفضل ما يكون لأننا لانعلم إلي أين ستصل بنا الأمور وكل ما يدور حولنا غير واضح المعالم والمستقبل مصيره مجهول ولذلك كانت المشاهد الأخيرة في »حظ سعيد« كاريكاتيرية، أما بخصوص البرومو فالمخرج هو الذي اختار كلام الدعاية للفيلم ولم يقصد توجيه جمل وعبارات الإعلان لتيار سياسي معين، وأنا لم أسخر من الإخوان في الفيلم لأني أحترمهم وكان الحديث عنهم من منطلق أنهم الحزب المسيطر علي الأمور والأغلبية ولذلك فانا غير متفهم موقف الإخوان تجاه هذا العمل. ❊❊ ما موقفك لما يحدث مع فنان بحجم الزعيم عادل إمام واتهامه بالإساءة للإسلام ؟ جرم وخطأ كبير ما تبعناه من وقائع حدثت مع نجم ذي شعبية وجماهيرية ضخمة، فكيف نحاسبه علي الإبداع والأفلام التي اشترك فيها عناصر عديدة كمخرج ومؤلف وفنانين مشاركين في العمل وأخيرا يمر علي الرقابة الفنية التي تحذف ما تراه غير مناسب، فالزعيم له تراث وتاريخ فني ولايليق بنا أن نفعل به هكذا. ❊❊ وجدنا فنانين يتجهون نحو العمل السياسي . لماذا لم تنضم لأي حزب عقب الثورة ؟ مشاركتي شباب ثورة يناير أثرت بشكل كبير علي أسلوبي سواء في المعيشة أو علي المستوي الفني وأنا مواطن مصري وشاركت في الثورة منذ اندلاعها بعيدا عن كوني فناناً ولم يكن لي أهداف أو اطماع سياسية أو حتي رغبة في الانضمام لحزب سياسي ولكن كنت أشجع الفنانين الذين انضموا لتلك الكيانات في ظل نظرة الجمهور للفنان بأنه لا يهتم بالسياسة. ❊❊ من وجهه نظرك . هل هناك أمل في تحسن أوضاع الفن مستقبلا ؟ ما يحدث داخل الوسط الفني أمر طبيعي فالإنتاج ضعيف والأوضاع مشوشة وهناك حالة من التخبط واللخبطة. ❊❊ دائما ما نجد في أعمالك السينمائية صبغة سياسية ؟ أولا هناك أمور مسلم بها أهمها أنه لا يمكن فصل السياسة عن المجتمع فحياتنا تتأثر بالقرارات الاقتصادية وأمورنا تخضع للسياسة، أما الأفلام التي قدمتها فمعظمها تأخذ شكلا ساخرا وليست أعمالا أرشيفية توثق حدثا أو قرارات سياسية لأني أحرص دائما علي الابتعاد عن طرح القضية بشكل مباشر ولا أقدم حلولا ولا أطرح قضايا بل أعبر عن حالة إنسانية. ❊❊ هل تري أن مستقبل الفن أصبح تحت سيطرة الإخوان والسلفيين ؟ الفن حائر بين التشدد والتعصب والإبداع ولكن لا أجد خطورة حقيقية علي الفن من صعود التيارات الإسلامية سواء إخوان أو سلفيين وانا لا أعتقد أن التيار الاسلامي سيجبر الفنانات علي ارتداء الحجاب أو سيمنعون الفن ولكن أعتقد أنهم ضد الابتذال ومشاهد العري فقط فضلا عن الفنان الذي يسيء لهم، وعلي كل أنا أفضل الوسطية في الأمور الحياتية. ❊❊ سمعنا عن تقديمك لعمل سينمائي يتناول فانتازيا مرشحي الرئاسة ؟ بالفعل خاصة إذا نظرت لمن رشح نفسه ستجد كوميديا حقيقية ومن هذا المنطلق أجهز لمشروع فيلم سينمائي يقدم مرشحي الرئاسة.