حالة من الوجوم والذهول والاستغراب والدهشة اصابت الشعب المصري بعد تصويت نحو 5 ملايين ناخب للفريق شفيق في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية.فالكل متعجب والجميع غاضب والسؤال المتداول "مين إده صوته لشفيق!؟ وكيف صعد محمد مرسي؟ ولكن رغم حالة الحزن بين شباب الثورة إلا أن السخرية وخفة دم الشباب المصري لم تنتهِ فالشباب الثوري علي طريقته اتهم الكبار بأنهم أضاعوا الثورة بالتصويت لصالح الفريق. وخرجت كثير من المنشورات الساخرة علي صفحات التواصل الاجتماعي توضح الحالة التي يعاني منها شعب مصر عقب إعلان الإعادة بين مرسي وشفيق. هل يمكن أن تصبح ثورة مصر كثورة رومانيا ، فبعد أن ثار الشعب الروماني علي الديكتاتور شاوشيسكو انتخب الشعب الروماني أحد حُلفاء شاوشيسكو وهو إيون إيليسكو (!) ولذلك تُعرف الثورة الرومانية بأنها الثورة التي أضحكت العالم علي شعب هذا البلد..!! فبعد أن أحدثنا في مصر ثورة علي نظام مبارك ، ينتخب الشعب الآن أحد حُلفاء مبارك وهو شفيق أو مرسي..!! فهل ستُصبح الثورة المصرية هي الثورة الثانية التي تضحك العالم؟ لم يخرج الثوار في مصر إلي الشوارع والميادين كي يستبدلوا حسني مبارك برجل عسكري آخر أو ليسلموا السلطة لقيادي إسلامي لكنهم استيقظوا علي هذين الخيارين بعد الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة. ويشعر الشباب الذين وضعوا المشاعر الوطنية فوق الدين عندما خرجوا مطالبين بسقوط حكم مبارك العام الماضي ويقولون إن الثورة التي أطلقوا شرارتها سرقت سواء من جنرالات المجلس العسكري أو من الإخوان المسلمين. وتحقق أسوأ مخاوفهم يوم الجمعة عندما أشارت النتائج الأولية لأول انتخابات رئاسية حرة في مصر إلي صعود كل من مرشح الإخوان محمد مرسي والفريق أحمد شفيق القائد الأسبق للقوات الجوية وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك إلي جولة الإعادة التي تجري يومي 16 و17 يونيو القادم. جسد دائمًا رسام الكاريكاتير العالمي كارلوس لاتوف بريشته المشهد السياسي المصري برؤية كبار المحللين السياسيين فبعد أن أرخ بلوحاته الأحداث التي مرت بها مصر علي مدار عام كامل من ثورة 25 يناير. يأتي لاتوف اليوم بلوحة معبرة عن نتائج الانتخابات الرئاسية واقتراب الإعادة بين المرشح الإخواني محمد مرسي والمرشح المحسوب علي النظام السابق أحمد شفيق مشيرًا إلي حيرة الناخب المصري في تلك الجولة بين دولة العسكر متمثلة "في بيادة الجيش" ودولة الإخوان متمثلة "في السيف". أيضا كان من بين تلك المنشورات الساخرة علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حوار فوزي ونبيه رصد له كاتب الحوار عنوان "ضيعتني يا جدي" والذي جاء كالتالي: حوار عند كشك الجرايد: بين فوزي 87 سنة ونبيه 82 القصة درامية ومستوحاة من أحداث واقعية 100٪ التغيير فقط في أسماء الشخصيات فوزي: إديت شوتك لمين؟ نبيه: آه بتقول إيه مش شمعك فوزي: شوتك... شوتك نبيه: آه شفيق بأجن الله فوزي: أيوه كدة شيادة الفييق مفيش أحشن منه نبيه: أيوه الشيلة كيها اتفقت عليه أنا وتاحا وشكشك وزيكا وعم فتحي بتاع إعلان ميودي فوزي: أيوه كدة مش شوية عيال فيافير "فرافير - شباب الثورة يعني" هيتحكموا فينا نبيه: أقعد شاكت ده أنا من يوم البتاعة اللي عمايوها دي ومتغاظ غيظ... ومشدقت فشيت غيلي في الشندوق. فوزي: وأنا قلت لااااازم أخد شفيق حتي لو هممممموت... وخدت معايه كيسي وشيته ودوا السكي والطغط والحموضة. وفعلا هو ده اللي حصل الشعب كله جاله حموضة بعد ما سمع كلامك يا جدي انت وهو أيضا من التعليقات الساخرة الحزينة إن الفلول إذا اجتمعت شراذمها جعلت حياة الثائرين ظلاما.. وإذا أشرار قد تولوا أمرنا جعلوا الكرام بمكرهم خداما أيضا علق بعض الشباب بقولة ليس لمصلحة الشعب فهو (يستاهل الحرق) ولكن (بالعند في بتوع شفيق) سوف أنتخب مرسي. وهناك صورة تقول لو شفيق كسب مش محتاجين ننزل التحرير لأنه هو هيبعت يجبنا واحد واحد من البيت. اول جمعة بعد فوز شفيق (جمعة استخراج الباسبورتات ) مش هيمشي احنا اللي هنمشي. وصورة أخري تقول خبر عاجل هناك أنباء عن وفاة الرئيس المصري السابق حسني مبارك من كتر الضحك علي الشعب. ولكن اكثر الصور حزنا صورة لشاب يحمل لافتة كتب عليها أيها الأحياء تحت الأرض عودوا ..فإن الناس فوق الأرض قد ماتوا. أما الصورة الأكثر تعبيرا عن الأحداث فتقول محتار ليه انتخب الفلول ما هما السبب في دخول الشهداء الجنة وبكره تلحق أصحابك الشهداء لما حد يمسك فيهم. وفي النهاية الشباب يسخر من الكبار ويقول جيل عاش طول عمره ظالمنا بسكوته ..جاي النهاردة يموتنا بصوته!!!