مجيد مجيدى المخرج الإيراني مجيد مجيدي انتهي من تصوير مشاهد سينمائية تصور فرار أهل مكةالمكرمة أثناء هجوم أبرهة الحبشي قبل الدعوة الإسلامية، المشاهد تم تصويرها في إحدي المناطق القريبة من مدينة قم الإيرانية، تصوير الفيلم المثير للجدل يستمر وسط موجة من الاحتجاجات الرسمية والشعبية في العديد من الدول الإسلامية، كان آخرها ما صدر عن مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف، الفيلم يتجاوز كل المحاذير والثوابت والخطوط الحمراء، التي أكدت منع تمثيل شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام علي شاشة السينما، أو من خلال كافة الوسائل الفنية والإعلامية، وكانت البداية في الأربعينات، عندما استعد يوسف وهبي لتقديم مشروع فني يتناول حياة الرسول الكريم، ووقتها انتفضت كافة فئات المجتمع، ورفضت بشكل قاطع مجرد التفكير في مثل هذا المشروع، ثم توسع المنع ليشمل عدم تمثيل شخوص العشرة المبشرين بالجنة ، وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام. الفيلم الجديد الذي يستكمل تصويره حاليا في إيران يتحدي هذه الثوابت، حيث يقوم أحد الممثلين بتشخيص وتجسيد شخصية الرسول الكريم، بينما تتناول أحداث الفيلم المقرر ترجمته باللغات الفارسية والعربية والإنجليزية حياة الرسول في طفولته وشبابه وبعد الوحي، كتب السيناريو الخاص بالفيلم كامبوزيا باتروفي، وقال إنه استغرق نحو ثلاث سنوات، واعتمد علي فريق من الباحثين في السنة النبوية والمترجمين للوثائق، ويتردد مشاركة بعض الشخصيات من المغرب وتونس والجزائر والعراق في هذا المشروع ، ومن المؤكد أن ظهور هذا الفيلم للنور سوف يفجر موجات من الغضب وربما أيضا العنف، بخلاف عشرات القضايا التي قام كثيرون برفعها أمام محاكم في الدول الإسلامية، ولكن بدون موقف إيجابي من جانب السلطات الإيرانية، سوف يواصل المخرج وطاقم العاملين معه صناعة هذه الأزمة الكبيرة كان مجمع البحوث الإسلامية حدد موقفه بوضوح من ظهور الشخصيات الدينية في عصر الرسول عليه الصلاة والسلام منذ حقبة السبعينات، وبالتحديد عام 1969 عندما اتفق المخرج مصطفي العقاد علي إنتاج فيلم الرسالة، بتكلفة تصل إلي 2 مليون دولار، ساهمت في تحملها عدة دول إسلامية، وقام بكتابة السيناريو كبار الأدباء والمفكرين توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوي وعبد الحميد جودة السحار، وقام بتمثيل النسخة العربية عبد الله غيث وسناء جميل وعبد الوارث عسر ومني واصف، بينما قام ببطولة النسخة الأجنبية أنتوني كوين، وفي مقدمة الفيلم ظهرت لافتة تتصدر الشريط السينمائي مكتوبا عليها، توقيرا للرسول صلي الله عليه وسلم ، فإن صورته ولا ظله ولا ضوء يظهر أحدا من آل البيت، ولكن يظهر العشرة المبشرون بالجنة، ورغم عرض الفيلم في عدد كبير من دور العرض الأجنبية وبعض الفضائيات، مازالت محطات التليفزيون الرسمية في جميع الدول الإسلامية تلتزم بقرار مجمع البحوث الإسلامية بمنع ظهور العشرة المبشرين بالجنة علي الشاشة، لكن، ماذا بعد التحدي الإيراني السافر، كيف يواجه المسلمون في كافة أنحاء العالم ظهور مثل هذا الفيلم وعرضه علي بعض الفضائيات، سئوال كبير والنتائج المتوقعة لا يمكن التنبؤ بها.