إنه الجنون الذي يصاحب الإحساس بالنهاية.. إنه النفس الأخير لنظام يرفض الاعتراف بالموت الإكلينكي.. إنه وقت الحساب والانتقام معا.. ممن رفضوا أن يصدقوا أنها ثورة حقيقية.. ومستمرة.. وأننا لن نعود أبدا إلي شرنقة الذل والعار والقمع والإهانة.. إنها لطمة الشعب المصري .. للسلطة الحاكمة بذراعيها التنفيذية والتشريعية متمثلة في مظاهرات يوم 25 يناير 2012 وشعاراتها الثورية إنه الخروج الذي لا عودة فيه.. للقضاء علي كل رجال وأغوات مبارك.. إنه حكم الشعب الذي لا رجعة فيه. الشعب يريد إعدام.. الخونة.. لا مجال اليوم .. للبكاء ولا العويل ولا حتي تقبل العزاء. اليوم هو يوم الفعل.. يوم الثأر.. يوم الأخذ بيد الثورة والخروج بها إلي الساحة إلي مراكز الحكم.. إلي البرلمان.. لتنفيذ مطالب الثورة.. غصبا عن أي أحد.. لقد انتهي وقت الرومانسية الثورية وأصبحنا نعيش الواقعية البراجماتية التي تقول إن الثورة لابد أن تحكم .. برجالها وقوانينها وأخلاقها ومحاكمتها لكل الخونة السابقين واللاحقين والذين يقفون عند الحد المهين للحياد اللا أخلاقي. إنها لحظات حاسمة.. لابد أن تقرر فيها بكل شفافية هل أنت مع الثورة.. أم أنت ضدها. نعم للأسف لقد دفعوني لأن أقول مقولات الديكتاتوريين من ليس معي.. فهو ضدي. أقولها بعدما ودعت المثالية الثورية.. وأن لا مجال هنا لاختلاف وجهات النظر.. التي تكون نتيجتها قتل الشباب نعم لم نعد نتكلم عن تشويه سمعة الثوار وخطفهم وتعذيبهم أو وضعهم تحت مقصلة المحاكمات العسكرية السريعة يعني 24 أو 48 ساعة علي الأكثر إنما نحن نتكلم اليوم عن التصفية الجسدية المباشرة. إنه نزيف القتل الشهري الذي يجعل استمرار بقاء الحكم العسكري شهرا آخر كارثة للأسر المصرية فكلنا أصبحنا نتساءل علي من عليه الدور لتلقي العزاء في أولادهم وتعيش معهم لحظات يوم القيامة وأهوالها وهم يستقبلون خبر مقتل أولادهم. ليه؟ وتصرخ المكلومة ليه ابني راح ماتش كورة يموت ليه؟ يا مجرمين .. يا قتله ياولاد ال....!! ذنبه إيه؟ قتلتوه ليه علشان مين؟ علشان مبارك ولا العادلي؟ ولا جمال ولا الست سوزان؟ ولا علشان المصالح والفلوس. هاتولي أولادكم لأقتلهم وأخلع عيونهم، ثم أقايضكم بأموال الأرض وسلطان الدنيا.. أتقبلون .. أيها المجرمون؟ كان صراخ الأمهات والأسر المصرية وهي تبحث عن أجساد أبنائها الصغار 9 سنوات و14 و17 سنة.. خريجي أفضل الكليات وأولاد بسطاء خريجي أرض مصر الطيبة.. الصابرة .. المنتقمة المقاتلة في الحياة اليومية البائسة.. والمقاتلة بعد الثورة في الدفاع عن الكرامة والحق في الحياة أسمع صراخهن.. يا أصحاب المؤامرة التي لم تنطل علي طفل رضيع.. لقد قتلتم أولادنا شكرا لكم ففي هذا القتل سوف تكون نهايتكم التي كتبتموها علي أرض الاستاد. هنا خنق مراهق بالكوفية (المخابراتية).. هنا ألقي بالشاب الجميل علي أيدي المحترفين وهنا أحرق وجه وليدي بالشمروخ.. وهنا اختنق أولادي تحت في النفق المظلم المؤدي إلي باب صهر حديده حتي تكتمل مؤامرة ومذبحة ليس المماليك ولكن بني وطنكم إلي أي مدي ممكن أن تصل بكم القسوة؟ إلي حد لايمكن أن يتصوره (شباب مصر الثوريون إلي أي مدي.. إلي أشذها وأحقرها ممارسة.. نعم السلطة والمال قادران علي ارتكاب أحط الجرائم حتي لا يجرموا أو يفضحوا أو يحاسبوا ومن ثم ينتهون مثل نهاية القذافي. نعم تلك كانت غلطتنا. إننا لم نصر علي محاكمات ثورية سريعة وفورية وعزل كل من زامل مبارك الرئيس المخلوع القاتل اللص الخائن.. الكنز الاستراتيجي للعدو الصهيوني. لماذا لم نصر علي ألا نترك الميدان حتي يصل نوابنا للحكم الثوري ومن ثم تنفذ مطالب الثورة. لكن سنسقط هذا العام من حسابنا ونبدأ من جديد وها قد بدأت الثورة المعدلة بلا ثقة خائبة ووضع كل التيارات في حجمها الحقيقي. اليوم القوة للشعب والحكم للشعب.. ماحدث في بورسعيد مؤامرة خائبة وما صحبها من عمليات سرقة وهجوم علي البنوك وخطف أولاد الأثرياء.. كلها .. جزء من خطة مكشوفة.. من عقل ضعيف ويشعر بالخطر نعم خطر.. النهاية الآتية بعد 70 أو 70 ألف شهيد كل رصاصة بتقوينا وكل صرخة أم بتشد ضهرنا. أيها الخائبون لن تنفع كل خطط أمن الدولة لن تفلح ميليشيات ماما سوزان ولا ابنها المحروس ولا أموال الأرض ولا ضغوط دول النفط وسلاطين الجزر المنفية ولا صفقات العسكر مع البرلمان ولا عمليات الإفقار والتخويف.. ألا تفهمون؟. لم يعد أحد يخاف لا من العسكر ولا من الداخلية ولا من الموت.. أتسمعون حتي الموت لم يعد يخيفنا.. ألم تسمعوا الثوار.. يانجيب حقهم يانموت زيهم.. فشهداؤنا في الجنة وقاتلوكم عند ربهم يحاسبون بعدل الله وليس بالقطع رحمته. ويقول مريد البرغوثي: منصورة يا مصر مش بفضل العسكر! إحنا اللي مشينا بدري مش أكتر.. ❊❊❊ أكتب وأنا أحاول أن أحفر ملامح شباب الورد الذين قتلوا غدرا وغيلة علي يد المعلومين من رجال الأمن بالتواطؤ والتحريض والأسلحة وغلق منافذ الهروب وقطع الأنوار وهذه المرة ليس الاتصالات ولكنه نفس السيناريو .. في كل مرة.. يموت شهداء ويخرج بعدها الملايين وفي ذلك الخروج نهايتكم. وأنا هنا لا أحدد أحدا بالذات بل أشير بأصبعي وكفي وجسدي إلي كل الخونة.. داخل طرة وخارجها.. ضباط العادلي .. مخابرات عمر سليمان.. وكل مخبريهم من رجال الإعلام والصحافة واضعي السم في العسل أو السم الزعاف في كل كلمة تخرج لتزيد ساعة في حكم قاتلي شباب مصر. أي حكم وأي سلطة.. وفي أي مكان .. محافظة .. مجلس محلي .. بنك .. مصالح حكومية مرشدين وعلي كل لون يا باتيسته!! أحاول وأنا أكتب أن أحفر ملامح أولادنا الذين غدروا بهم وأتخيل مستقبلهم .. وأيام العمر الممتدة أمامهم في أحضان أهاليهم ثم أوطانهم. وأقول سبحان الله وحسبي الله ونعم الوكيل. ولكن من أجل هؤلاء.. والقادمين والذين هم في الميادين بمشاريع الشهداء الذين يطالبون بالقصاص للشهداء من 25 يناير 2011 حتي اليوم مرورا بكل أنواع الغدر. لن نترك أحدا من أكبر رأس إلي أصغر مخبر فيك يا داخلية دون أن يحاسب ويأخذ أكبر عقاب .. يريح قلب أمهات الشهداء سنظل في الميادين.. يا مريد يا برغوثي.. ولن نتركها هذه المرة. لقد تعلمنا الدرس جيدا.. معلومة.. قبل خروج الفرنسيين من الجزائر بعد إعلان ديجول استقلالها خرج الفرنسيون الذين ولدوا في الجزائر وعاشوا في الاحتلال منذ نعومة أظافرهم وتصوروا أنها ملك يمينهم.. وماتصوروا أن يؤخذ منهم المال والأرض والسلطة فنزلوا إلي شوارع الجزائر وقتلوا الجزائريين قتلا عشوائيا بما يقدر ب 100 ألف جزائري قبل الرحيل وهؤلاء سموا les Pieds noirs أو الأقدام السوداء. تلك كانت شهقات المحتضرين قبل خروج الروح. فعند الإحساس بالنهاية.. يرتكب المحتل وكل أنواع المحتلين أفظع الجرائم.. قبل الرحيل.. إنها سكرات الموت ورعب الأيام الأخيرة وخشية المحاسبة وعقاب المظلومين وبعدها .. يأتي عقاب السماء. إذن .. حتي الإعدام .. لن يكون نهاية عذابهم. إنما هو بداية.. العذاب الأبدي من الله سبحانه وتعالي الذي يقول لصرخة المظلوم وهي هنا .. كثرة .. وعزتي وجلالي لأنصرنك.. ولو .. بعد حين .. فهل أتي هذا الحين في هذه الأيام المباركة. التي يشتد فيها القتل والسحل وهتك الأعراض؟ أتلك علامات نهاية.. عصر.. المجرمين والقتلة. أهي بداية.. نهاية مبارك علي المقصلة ومعه الزوجة والأولاد والمساعدون وخدمه وحشمه وكل رجال نظامه. أهي ظلمة الليل تشتد لأن النهار قد حان استيقاظه؟ لأن رءوس كل الخونة والظلمة والقتلي قد حان قطفها؟ إذن .. اقتلوا .. اقتلوا ثم اقتلوا. ففي كل شهيد يهرع جريا إلي الجنة. يقرب ميعادكم إذن أهلا ثم أهلا وبعدها .. ألف سهلا. ❊❊❊ يقول هشام الجخ في قصيدته مكملين وذلك إهداء مني لحزب الكنبة الذي أفاقته جريمة بورسعيد والتي قالتها امرأة في السبعين وهي تبكي ضحكوا علينا قالوا في كل مرة يقتلوا فيها الشباب دول مخربين ممولين كانوا عايزين يقتحموا وزارة الداخلية كانوا عايزين يستولوا علي مبني ماسبيرو كانوا عايزين يحرقوا مصر. والنهاردة حتقولوا إيه علي الشباب الصغير إللي راح بيشوف مباراة. آه يا قتلة أنا نازلة في سني ده.. التحرير ومش حاروح حتي نأخذ بحق كل الشهداء.. يا كذابين يا مجرمين. يقول هشام الجخ. اللي مش فاهمين نزولنا.. اللي ما عاشوش ظلمنا وقهرنا.. إللي ماداقوش ذل خضوعنا. اللي ماناموش في الشوارع.. كالذبائح. إللي يكملوا في الليل عشاهم كالصفايح. إحنا إلي شفنا النيل بينشف في البيوت. لما يجي ينفرش حمام سباحة في قصر باشا.. ومستكترين .. فينا الغضب؟ أيوه يا عم هشام فيه ناس مستكترين فينا الغضب.. علي قتلانا علي سرقتنا وإفقارنا. علي صحتنا اللي ضاعت.. علي الأمل اللي خللي الشباب تنتحر من اليأس والبطالة. تصور مستكترين علينا الثأر والانتقام.. ولو بالكلام؟ بالمظاهرات السلمية ولو رجعنا علي اللي بيموتنا طوبهم ومولوتوفهم وغازاتهم السامة. يقولوا علينا بلطجية وشوية عملاء ومأجورين وبتوع أجندات. فعلا إللي اختشوا ماتوا. فالإناء.. ينضح بما فيه. فهم يتصورون أننا مثلهم.. قابلون للشراء والخيانة والعمالة مثلهم؟ متعجبين رغم كل ما فعل فينا.. مازالت الرجولة وجدعنة الستات وقتالهن كتفا بكتف في الميدان.. مازال عندنا قيم الوطنية والتضحية وأخلاق الميدان. الذي أفزعهم تصوروا أن الوقت معهم وضدنا تصوروا أن الصفقة العسكرية الإخوانية سوف تمر بسلام. وتفاجأوا أن الزمن كان معنا وضدهم. خرج المصريون من كل فج عميق يحيوا الثورة من جديد وهذه المرة.. منصورة يا مصر فعلا ليس بفضل العسكر إنما إحنا إللي مشينا بدري مش أكتر. ❊❊❊ وهذه المرة سوف يحاسب الجميع غصبا عن الجميع.. سوف نجبر البرلمان (مابين قوسين كلمة ثوري علي القيام بدوره المنوط به أي التشريع والمراقبة والمحاسبة سوف نجبره بحكم ثمن الشهداء الذي مازال يدفع يوميا منذ عام. علي أن يقوم بتنفيذ طلبات الناخبين الذين وكلوهم ليكونوا اليد التي تبطش بالفاسدين.. وعيونهم التي سوف تراقب كل فاسد ولص.. ومستغلي النفوذ. سوف نجبرهم علي محاكمة كل الفاسدين من مبارك ورجاله سوف نجبرهم بحكم أنهم خدم للشعب للخدمة العامة أن يشرعوا قوانين لتطبيق العدالة الاجتماعية. لتوزيع الثروة مال مصر وأبنائها بالتساوي علي الجميع سوف نجبرهم ولا نطالبهم. علي تحسين التعليم والخدمة الطبية. سوف نجبرهم. علي تطهير القضاء وليس هيكلتهم فهي كلمة مهذبة لا يستحقها من خان الأمانة وتلقي الأحكام بالتليفون من مبارك وأغواته وظلم خلق الله. سوف نجبرهم.. علي تطهير الداخلية وليس هيكلتها من رجال العادلي. وسياسة الآلهة وأنتم أسياد الشعب ولنأتين برجال جدد ولو لزم الأمر بتكليف خريجي الحقوق في خلال 6 أشهر ليكونوا نواة رجال شرطة محترمين يعرفون معني خدمة الشعب وحقوق الإنسان. ولم يتلوثوا بقيم الداخلية الفاسدة التي تري في نفسها ميليشيات لخدمة أي صاحب سلطة وتري في الشعب مشروعات عبيد قابلين للتعذيب لتسلية ضباطها في أوقات الفراغ. هذه السياسة قد ماتت واختفت من قاموسنا إلي الأبد لا هيبة لهم عندنا إلا بقدر حمايتنا وخدمتنا واحترام كرامتنا.. كما ينص عليه أي قانون لأي شرطة محترمة سوف نجبر نواب الشعب ولن نطالبهم. علي تطهير الإعلام المجرم الأصيل في مثلث السلطة الفاسدة الرهيبة. الذين يقتلون وعي الشعب مع سبق الإصرار والترصد ويزيفونه ويلعبون في العقول والأفئدة حتي يصيروا كالزونبي وهم الأموات الأحياء يسيرون وراء السياسة التي تحركها السلطة لهم كالأنعام. وماهذا يستحقه الشعب المصري. إذن هذا هو يومك يا دمشقي! يا شعب مصر .. لا تغادروا الميادين.. وسووا الصفوف حتي تتحقق مطالب الثورة. والمجد للشهداء.. ولا تقبلوا التعازي حتي يخرج آخر محتل من أرض مصر. ولا تخذلوا الثوار .. بصمتكم ولا مصمصة الشفاه اليوم الحياد جريمة واليوم. الجدع .. جدع والجبان .. جبان!!