أعيادنا يجب أن تكون وسيلة للتواصل مع تراثنا الديني والثقافي وفرصة للتأكيد علي هويتنا العربية والإسلامية. هذا بالضبط ما سعت لتقديمه مصممة الأزياء المعروفة سارة مصطفي في أحدث أفكارها لملابس العيد، مؤكدة أن الزي الذي تستقبل به المرأة المسلمة ضيوفها في أيام العيد يجب أن يكون له طابع تراثي مميز يعبر عن شرقيتنا ويضفي جمالاً من نوع خاص علي أجواء العيد وفي الوقت ذاته تتوافر فيه صفات الزي الإسلامي من حشمة. سارة عشقت التراث ونهلت منه العديد من الأفكار التي قدمتها في مجموعتها الأخيرة لأزياء تحاكي طبيعة المناسبات الاجتماعية والدينية عبر ألوان وخامات ارتبطت بالتراث مثل الخيامية سواء المطبوعة أو اليدوية التلي الصعيدي، القطن، الحرير، الجرسيه فيما يشبه كرنفال أزياء تراثي في العيد. التصاميم الجديدة تناسب المرأة في كافة الأعمار وتراعي الحشمة كونها فضفاضة وواسعة، فعلي سبيل المثال منها القفاطين الواسعة المصنوعة من الحرير الهندي متداخلة الألوان، العباءات غير التقليدية التي تمتزج فيها الألوان الفرعونية كالأزرق والأحمر والأبيض وأيضا استخدام القماش الجرسيه المقلم وفي الوقت ذاته يكون مطعماً بقطع الخيامية وهي تجربة فريدة وجريئة. استطاعت سارة أن توظف دراستها للهندسة المعمارية في مجال الأزياء لتعيد إحياء التراث الشرقي من خلال بناء تصميم علي فكر وطابع شرقي. وتتعامل مع التصميم وكأنه عمل معماري، فكل موديل يختلف عن الآخر معتمدة علي كل ما له قيمة في الموديل الواحد، فتزين الموديل بالفضة القديمة وتستخدم وحدات التطريز المصنوعة من الخرز الأفغاني الذي تأتي به كوحدات أنتيك من الثياب القديمة. وتقول سارة إن تلك التصاميم أبهرت الجميع من سيدات أجنبيات وعربيات ممن اعتدن علي ارتداء الملابس من أرقي بيوت الأزياء العالمية، فالسيدات الآن يتسابقن علي كل ما هو غريب وجديد وغير تقليدي، ولكن الاختلاف من وجهة نظر سارة ليس التصميم ذاته، بل أيضاً في الخامات المستخدمة لإخراخ الموديل فقامت باستخدام قماش الغُترة الخليجي ووظفته في تصاميم مختلفة تتمثل في "بونشهات" مزينة بالكروشيه وموديل آخر من الغترة الخليجي المزينة بقطعة من قماش البابوشكا المشهورة برسوماته الممتلئة بالورود التي تشبه الوردة الفلاحي في مصر. وتري سارة أن هذه التصاميم الفريدة للأزياء يجب أن تتماشي مع الإكسسوار لتكون إطلالة المرأة في العيد مكتملة وذات طابع خاص في بيتها وبين ضيوفها، لذا فهي تراعي اختيار وتصميم قطع إكسسوار تتماشي مع تصاميمها التراثية الشرقية كالحقيبة والعقد والإسورة المصنوعة من الإيتامين والفضة القديمة وتتداخل فيها بعض أنواع الأحجار.