«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التطهير .. ولعبة المكارثية !!
نشر في آخر ساعة يوم 15 - 08 - 2011

كان يا مكان يا سعد يا إكرام ما يحلي الكلام إلا بعد ذكر النبي عليه الصلاة والسلام.
كان فيه دولة.. ذكرت في القرآن وقيل عنها إن أهلها في رباط ليوم الدين.. بل إن اللجوء إليها كان قمة الإحساس بالأمان والاستقرار حين ذكرت في الكتاب الكريم.. {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين}!! ولكن لأن دوام الحال من المحال.. وأن صراع الخير والشر مستمر حتي آخر الزمان.. وقعت تلك الدولة الكريمة فريسة لعصابات الواحدة تلو الأخري تعاقبت عليها أقنعة القهر والاستبداد يخرجون من حفرة.. ليقعوا في دحديرة.. يا ولداه.. وما إن يؤسسون مباديء.. دولة الحق والعدل والاستقلال حتي يتكاتف عليها عصابات شتي طامعة في ثرواتها وخيراتها ومكانها المعجز علي الخريطة الجغرافية. أهلها .. طيبون.. صابرون.. مسالمون.. يعبدون الله بطريقة واعية.. عاقلة .. متنورة.. واعون بحكمة حضارة تمتد في عمق التاريخ لمعني التدين الذي لايفصل عبادة عن اجتهاد عن الأخذ بالأسباب وإعمال العقل.. هضموا دينا قيماً وأخرجوه في ممارسات وسطية بعدت عن الشطط والتسيب في منظومة إيمانية خاصة جدا جعلتهم نموذجا يحتذي به العباد والبلاد. ولكل تلك الأسباب السابقة كانت هدفا لكل أنواع المجرمين.
ذلك كان قدرها المرسوم في تاريخ الزمان .. واستمر العدوان ويعقبه ثورة وانتفاضات إنسانية ومعرفية للحفاظ علي هويتها الخاصة استوعبت وهضمت ثقافة كل من تجرأ علي الاقتراب من هويتها.. ذهبوا هم وبقيت هي أصيلة.. مؤمنة محافظة علي تراث ثقافتها الدنيوية والدينية.
وذهب كل المستعمرين والمجرمين إلي الجحيم.. وهكذا كانت سيرة وتاريخ.. تلك الأمة العريقة. ولكن..
كان لابد أن تمر عليها عصور الفساد والانحطاط وأن تخبو شمس حضارتها وتعيش في ظلمة طويلة المدي.. امتدت إلي 03 سنة وأكثر.
ولأن قانون الحضارات يغلب وينتصر في النهاية بأنه أما أن تبلغ هذه العجلة إلي القاع فكان عليها أن تنطلق إلي أعلي بقوة الدفع والقهر والظلم والجبروت والحرمان وقد حدث ما انتظروه طويلا.
ولكن..
كان لابد من أن تعرف أن حجم الشر المتجذر في عمق تربتها ماكان له أن يستسلم بسهولة وبحجم المصالح والمكاسب.
كان قوة الدفاع المستميت عن الباطل.. لذلك ما إن هدأت ثورتها قليلا لالتقاط الأنفاس ولإعطاء فرصة للذين وقعت الثورة في حجورهم: بدون أن يدفعوا ثمنها.
إيمانا بهم وطمأنينة جاءت للثوار من وقوفهم معهم حماية للنور الذي سوف يضيء لنا مستقبلنا جميعا.
حتي بدأت طيور الظلام تحاول الوقيعة بين القوي الشعبية والقوي الدفاعية.
فقانون فرق .. تسد..
لم يخيّب أبدا علي مر العصور..
ومع ذلك يقع فيه الأذكياء والمقاتلون ورفاق السلاح.. وندماء الثورة والتضحية..
لماذا ياناس ؟
لأنه يأتي إلينا في كل مرة لابساً قناعاً مختلفاً متخفياً تحت ألف ادعاء وادعاء.
لذلك .. عيب علي هذا البلد الكريم..!
أن يقع في تلك الهوة بمثل هذه السهولة.
❊ ❊ ❊
هذه حكاية قد تتشابه بحكاية من بلدنا ومن واقعنا نحكيها لأطفالنا وعيوننا علي أيامنا الحالية.
بماذا تذكرني تلك الحكاية الموحية المعلمة؟
تذكرني بحالنا اليوم .. بعد الثورة.
وعن سيناريو كان لابد أن يطبق حتي يطمئن الناس بأن من أعطيناهم الأمان.. بعد أن قدموا مسوغات التأييد والحماية والتكاتف مع الثورة.
ثم هوب ولا حس ولا خبر!!
ثورة إيه اللي جاية تتكلمي عنها؟ هكذا صدمني أصغر ضابط شارك في ثورة 23 يوليو .. وهو الآن في بداية الثمانينيات من عمره.
للثورة شواهد يا أستاذة.
أن يحكم من قام بالثورة وهو مالم يحدث.
أن يقبض علي جميع أفراد النظام السابق ويوضعوا تحت التحفظ الاحترازي جميعا بدون استثناءات حتي تؤمني الثورة.. ثلاثة أن تصدري قرارات سريعة يشعر بها الناس أن الثورة قد وصلت لديارهم وأكل عيشهم.. وأن تصدري قرارات ثورية في أول أيام وشهور الثورة.. تردع من يخطر علي باله مناهضة الثورة.. وأن يكون عقاب المتسببين في إفساد البلاد والعباد. وهو ماحدث في مصر بطريقة لم تتكرر من حجم فسادها وانحطاطها في أي لحظة من لحظات تاريخها القديم والحديث.
عقابا قاسيا رادعا.. بحجم ما سببوه من نتائج كارثية علي كل الأصعدة.
ولأي ثورة ضحايا.. وذلك من وقائع الأمور.. تعمل الثورة علي تجنبها.. ويعمل الضحايا علي إثبات براءتهم ولكن مايحدث في مصر الآن:
لا هي نص ثورة ولا هي ثورة مضادة.. ولا تقرر شيئاً لاتعرف فيها عدوك من صديقك.
ويكاد الناس تتشتت عقولهم فبعد دفع ضريبة الدم .. يضربون ويهانون.
ومن تآمر علي الثورة.. يطل علينا بلا حياء وبفجور يحسد عليه وقد تصورنا أنه سوف يختفي من العار والجرسة.. من جرائمه السابقة.
ولكم ما نراه اليوم .. لا تخطئه عين راصدة ولا عقل مازال يعمل رغم المؤامرات التي شنوها عليه ليجننوه.
إذن فيه حاجة غلط!!
هذه ليست أعراض الثورة التي أعرفها والتي عركتها وعشت فيها ووصلت إلي الشعب.
قطعا كان فيها أخطاء وعيوب.. كل الثورات ولكن.. لا أحد يستطيع أن ينكر أنها انحازت إلي الفقراء والمعدمين.
وحققت طفرة طاغية وإنجازاً كبيراً في مجالات كثيرة. وكان لها أخطاؤها وأهمها.. بعد العمر والتجربة بعدها عن الديمقراطية.
وأنها أصلت لمبدأ حكم العسكر الذي عانت منه مصر حتي مبارك.
عرفت أنها كانت خطيئة الثورة الكبري.
ولكن يشفع لها .. ولا يبررها.. أنها كانت وطنية وأنها كانت رائدة وأنها ساوت بين الجميع وأنها أعطت الفرصة للفقير عن طريق التعليم أن يصل إلي أعلي المراكز ولم ينتحر أحد من البطالة.
إن المصري علي المستوي العربي كان له قيمته ومركزه.. ولم يهن كما أهين في عصر المأسوف علي حكمه.. مبارك.. وانتهي حديث الثوري القديم وبكيت بحرقة.
❊ ❊ ❊
مازالت جملة الكاتبة الجميلة أحلام مستغانمي في ثلاثيتها الرائعة ذاكرة الجسد إلي عابر سرير.. تؤرخ فيه للثورة الجزائرية.. موثقا لثورات العرب المبتورة المسروقة المذبوحة التي وصل فيه حكم أبنائها درجة من القسوة لم يبلغها أي مستعمر علي مدي عصوره .. تقول الكاتبة :
(يقوم بالثورة النبلاء ويدفع ثمنها الشهداء.. ويحصد إنجازاتها .. المجرمون والدهماء)!!
ويارب استر علي ثورتنا من تلك النبوءة الخارجة من واقع ثورات سابقة.
آمين يا رب العالمين.
أحاول في تلك الأيام التي أعقبت محاكمة مبارك أن أقاوم أمواج الشك والريبة ووقائع الأمور التي تجري أمامي وتخزق عين الثوري من سوادها التمثيلية الهزلية من حضور مبارك علي سرير المرض الوهمي والحفاوة بالقاتل والوريث كأنهم في نزهة.
انتقال مبارك إلي الجناح الرئاسي ماشي يا عم!!
عدم دخول محامين عن الشهداء منع إعلاميين بعينهم من دخول القاعة.
أمارة ثانية تعزز أمواج التشاؤم لدي..
خروج طيور الظلام أصحاب آسفين يا ريس ورؤساء الصحف الحكومية المخلوعين بعضهم وليس كلهم فمازال المتحولون يصولون في جرائدنا التي من المفروض أنها عادت للشرفاء والثوريين والوطنيين بجد.
الذين حاربوا الفساد والنظام ودفعوا كل أنواع الثمن في زمن الرئيس الخائن.. لا بارك الله فيه!
خرجوا علينا بعد أن اختبأوا في الجحور شهورا طويلة منتظرين العقاب ماديا ومعنويا ولما تأخر ولما وجدوا فلولهم.. مازالوا يختارون للمناصب القيادية خرجوا علينا بعد توبتهم من وصلات البكاء والعويل علي الرئيس السارق عادوا ليتبجحوا غير آسفين معلنين أن التاريخ سوف يحكم علي مبارك فيما قدمه لشعب مصر.. ياسماكة جلودكم.. ولكن عندكم حق.. لم يحاسب أحد فعليا إلا الأسماء المشهورة.. بل تشجعتم عندما وجدتم.. الثوار يضربون في الشوارع ويفض اعتصامهم بالقوة.
ويعتقلون ويكهربون ويعذبون.
ثم يطلق سراح البعض بعد أن تعلم الدرس
بأن الثورة في الأغاني والتليفزيون فقط ..
أما علي أرض الواقع فموت يا حمار.
❊ ❊ ❊
شعورنا أن التطهير الذي انتظرناه من أول يوم وأعلن عنه الأسبوع الماضي فقط بعد ستة أشهر من الثورة فطس ونامت عجلة التطهير.. قالوا سوف نطهر الإعلام من المفسدين مع سبق الإصرار والترصد للوعي المصري.. خرج لنا المحسوبون علي المخلوع وأعوانه يقولون كلمة حق يراد بها باطل.. إنها المكارثية مرة أخري تعود لتحصد الأبرياء والذي لا يعرف أن المكارثية وهي إقصاء الشيوعيين عن الحياة في أمريكا في الستينات من القرن الماضي.. وقد وقع لها ضحايا في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والفنية.
وكانت فرصة للانتقام ممن كان في قلوبهم مرض.
ولكن الحال هنا مختلف
نحن بصدد ناس شاركوا في انهيار دولة وفي سرقة ثرواتها وأمراض وتجويع وقبلها إهانة شعب بأكلمه بطريقة مرعبة لم تمر علي تاريخه من قبل علي الأقل ليس من أهل البلاد ولن أقول مستعمر.. أناس .. الواقع يدينهم ليس مرة بل آلاف المرات ومع ذلك.. يقدمون إلي المحاكمات لتنصفهم أو لتدينهم..
ليرفعوا هم قضايا إن جرؤوا بحكم علاقاتهم الصارخة بالفساد والظلم ليعودوا لمواقعهم أو يبرئوا تاريخهم إن استطاعوا وليسيروا بين الخلق رافعي الرأس..
ولكن إن تنام عجلة التطهير تحت تهديد نقابتنا الغراء وهي الصحفيين تحت شعار أنها سوف تحصد الأبرياء.
إذن وماذا عن الأعداء؟ والمفسدين الذين نكلوا بالشعب المصري.. حتي فضلوا الانتحار علي شواطئ الغربة عن مواصلة البطالة القاتلة للرجولة والأمل.. أين محاسبة هؤلاء؟
في كل مكان من الشركات للمصانع للبنوك للتليفزيون والإعلام وصحفه.
يسألونني سؤالا واحدا يقتلني؟ كيف لم يتم تغيير الظلمة والمفسدين والمشاركين في نظام مبارك حتي اليوم؟
أكان من الصعب علي المجلس العسكري كنوع من التطهير لطمأنة الذين عانوا الظلم في أماكنهم طوال 03 عاما.
خلاص.. خلص الناس الشرفاء من الدنيا؟
الثورة.. يعني التغيير الفوري المؤثر يطمئن الناس ويؤكد لهم أن الثورة .. فاتت جنبنا!!
أكان من الصعب أن يوضع حد أعلي للأجور الذي وصل إلي الملايين ليوفروا الحد الأدني بعد أن عرف الشعب المصري الجوع والأكل من الزبالة وسكن القبور والعشوائيات التي هي عار طال جبين مصر.. ولن يزيله إلا ثورة علي اللصوص؟
لم يحدث؟
مازالت القيادات المختارة من أمن الدولة بعناية فائقة في مراكزهم.. يقبضون المليون والنصف والربع وبقية الموظفين .. يتقاتلون وللصدمة يتسولون الجنيهات القليلة ليواجهوا بها انفلات الأسعار التي هي من الثورة المضادة بالتأكيد.
يحدث هذا بعد الثورة وعلي رأي محمد سعد فنان الأفلام الهابطة ثورة إيه وليس حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه؟
يامثبت العقل والدين يارب
❊ ❊ ❊
للثورة مظاهر وقرارات وأعراض ثورية وللتغيير المحدود مظاهر وأعراض ولغير المؤمنين بالثورة أعراض وقرارات لا تخطئها العين ويأبي قلبي المطعون في حلم الثورة أن يسلم بها.
وللمنتفعين والقافزين علي أي ثورة ملامح وأسلوب ومنهج توضحه الكتب المتخصصة في العلوم السياسية.
وكما قال الكاتب ابراهيم عيسي (لن ندفع ثمن وجود مبارك في القفص) من انفضاضنا عن مطالب الثورة فهو حتي لم يُحكم عليه ولا علي أولاده وعلي رجاله بعد.. ومع ذلك.. بدأ دفع الثمن!!
الموضوع ليس الرئيس.. الموضوع نظامه.. الموضوع أن يشعر الناس أن الثورة قد أفادتهم ولن تضرهم كما خطط لها بعناية فائقة!! غياب الأمن.. ثورة مضادة.. إطلاق البلطجية.. ثورة مضادة.. اختيار القيادات بهذا التصنيف المباركي ثورة مضادة .. عدم التطهير.. ثورة مضادة.
فض الاعتصامات بالقوة وضرب أهالي الشهداء.. شرحه.
الإيهام بعجز الاقتصاد عن تلبية احتياجات الناس كلاكيت عاشر مرة.. شرحه.
استمرار الضباط مطلقي السراح ليهددوا أهالي الشهداء ويتلاعبوا بالأدلة ثورة مضادة الكيل بمكيالين مع محامي المخلوع وأعوانه القتلة عن محامي الشهداء مصيبة كبري..
اتهام شباب الثورة بالعمالة والوقيعة بينه وبين الأغلبية الصامتة.. وتشجيعهم علي الاعتداء عليهم..
لا تعليق!! من الصدمة وليس من الخوف فاضل إيه.. بقي؟
وتذكرت مقولة الصحفي أوبرت فايبك.. عندما قال في بدايات الثورة.
لو نجحت الثورة.. سوف تعرفون حقائق تشيب لها الأجنة في أرحام أمهاتهم.
ولو فشلت سوف ينكل بكم بطريقة تجعل الماضي المرعب المتمثل في أقبية أمن الدولة. نزهة لما سوف يحدث لكم إذا انهزمتم.
هل انهزمنا؟ هل بدأ الحساب؟
أرجو أن يكون كل ماسبق تخاريف صيام وهذيان محب.. مجنون بالحبيبة حتي أنه لايري أي أمارة حب منها.. والغيرة تعميه عن رؤية وأعراض الوصال والإخلاص وإبعاد أطياف المنافسين.. والعوازل.. حتي يهدأ قلبه.. الشكاك قالها بمنتهي الوضوح الكاتب الوطني (علاء الأسواني) في مقاله السابق في المصري اليوم ست خطوات لإفشال الثورة..
❊ ❊ ❊
وقيمت ما نمر به.. وقلبي وقع في رجلي وبعدها بأسبوع كتب كيف تنقذ الثورة..؟ وقلت فيه أمل.. فلا تراجع ولا استسلام.. فإذا أجهضت الثورة أو قفز عليها أو تحولت إلي تغيير وإصلاح محدود..
فالخطأ خطؤنا..!! وإذا زهق الناس وبدأوا في الشك في الثورة وثوارها رغم ما ضحوا به.
فالخطأ خطؤنا.
وإذا تم استغلال البسطاء من التيارات الدينية السياسية فالخطأ أيضا خطؤنا كيف لم نستطع أن نوصل صورة سليمة للثورة بعيدا عن الانشقاقات والمصالح الضيقة أو حتي الواسعة والمراهقة الثورية أو مثاليتها الرومانسية فالواقع تجاوز.. كل ذلك. والآن .. لتبدأ الثورة.. ثورة واقع وحكمه.. وإدارة أمورنا البسيطة.. بأدواتها الواقعية.. بفن الممكن.. بالتواؤمات ومعه الإصرار والعمل.. وإعطاء النموذج والمثل لمعني الثورية الواقعية.
اليوم لن تقع فريسة منهج (فرق تسُد) اليوم.. نتكاتف.. للتأكيد علي مطالب.. تطهير.. مصر.. من مجرمي عصر المخلوع وبهذا القرار الذي يؤكده تطبيقه علي أرض الواقع نسأل المجلس العسكري نريد أمارة؟
وإذا سألنا كما سأل العزيز إبراهيم عليه السلام.. أو لم تؤمن؟ قال بلي ولكن ليطمئن قلبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.