ماجدة وسمير صبرى فى فيلم »جنس ناعم« عرفته منذ أن كان يقدم »ما يطلبه المستمعون« في البرنامج الأوروبي بالإذاعة بعد تخرجه في الجامعة.. وهو نفس الوقت الذي عرفت فيه لبني عبدالعزيز التي كانت تقدم برنامجا للأطفال أيضا في البرنامج الأوروبي.. وكان ذلك قبل افتتاح التليفزيون، كنت وقتها أقدم بابا في الإذاعة في مجلتنا هذه، هو إنسان مرح اجتماعي بشوش يجيد عدة لغات.. ومنذ أن تعرفه لأول مرة تحس أنك تعرفه من زمان.. وكنا نطلب منه يوم الجمعة الأغاني الأجنبية التي أحببناها في ذلك الوقت. إنه الفنان سمير صبري رائد الأغنية الاستعراضية.. والممثل السينمائي المعروف. وحين افتتح التليفزيون في بداية الستينات أقام مهرجانا هو الأول والأخير من نوعه.. ودعي إليه نجوم التليفزيون الأجانب.. بالإضافة إلي نجومنا، ورأيت سمير صبري أو (أبوسمرة) كما نناديه هو المتولي تنظيم الحفل والعلاقات العامة للنجوم الأجانب.. فسمير يعرف عدة لغات في الوقت الذي لم يكن فيه نجم واحد يجيد الإنجليزية بطلاقة.. وأيضا بقية اللغات الأخري، واستطاع أن يكون صداقات مع النجوم الأجانب الذين أحبوه أيضا.. ودعا الفنانين للاشتراك معه في الرقص الأجنبي والغناء.. وغني بالإنجليزية تلك الأغاني التي كانت متداولة في ذلك الوقت. ورقصت معه نجمة لا أذكر اسمها في رقصة جميلة لم أرها من قبل وهي رقصة »الشارلستون«. ومن هنا بدأ سمير صبري يعرف كنجم استعراضي غنائي.. وأعتقد أن أحدا من المطربين لم يحقق ذلك.. فالمطرب الآن يصعد علي المسرح ليغني فقط. لكن سمير يشرك معه كل الحاضرين بحواراته المرحة فتشعر بالألفة وكأنهم أسرة واحدة.. وقد أحببناه لأدبه الجم ومجاملاته الرقيقة في المناسبات والأعياد.. وقد اتصل بي مرة في أحد الأعياد ليقول لي »ازي فاتن وماجدة« وتعجبت للسؤال فقد كان يقصد ابنتي »شيرين وداليا« كما كان يسمي زوجي جلين فورد«. ❊ ❊ ❊ وكان سمير صبري يشاركنا في حفلات مهرجان القاهرة الذي كانت تقيمه جمعية كتاب ونقاد السينما.. وأيضا مهرجان الإسكندرية. وأذكر أنه في إحدي دورات مهرجان القاهره استطاع أن يقنع ليلي مراد بالحضور للحفل .. وجاءت ليلي ترتدي ثوبا جميلا من اللون الأسود. وغنت ليلي مراد أغنية من أغنياتها الجميلة وشاركها سمير . وكانت هذه هي المرة الاولي والأخيرة التي ظهرت فيها في ذلك الوقت بشكل رسمي . أذكر أيضا أن أقامت جمعية كتاب ونقاد السينما حفلا في فندق سان ستيفانو بالإسكندرية قبل أن يهدم ويتحول إلي »ناطحة سحاب« وكانت المرة الأولي التي يظهر فيها عزت أبوعوف الذي لم يكن معروفا وأخواته الأربعة التي تبدأ أسماؤهن بحرف »M« التي سماها »ال فور إم« فقد كانت الجمعية تحب أن تقدم الجديد.. كما قدمت من قبل »نادية مصطفي« و»إيمان البحر درويش« وغيرهما. وكانت مجموعة كبيرة من الفنانين والكتاب والصحفيين.. ومنهم صلاح چاهين الذي ألف أغنية خصيصا لمهرجان الإسكندرية تحكي تاريخها وتاريخ الإسكندر الأكبر. ❊ ❊ ❊ اتجه سمير للتليفزيون بعد أن حقق الكثير من النجاح ليدعم مركزه ببرنامج »النادي الدولي«.. الذي كان يعتبر من أهم وأحسن البرامج. قدم سمير صبري حوالي 80 فيلما وربما أكثر.. حضرت تصوير أحد الأفلام »نصف ساعة جواز« من إخراج فطين عبدالوهاب بطولة شادية ورشدي أباظة.. كان يلعب فيه رشدي دور طبيب وشادية ممرضة في عيادته.. والتي تحبه لكنه لم يحس بها.. ويقرر الزواج بغيرها.. فتحاول أن تشغله فتخلع البالطو الأبيض وتهتم بأنوثتها وملابسها البراقة.. وترقص مع سمير صبري في أحد الملاهي التي تعلم أن حبيبها وخطيبته يترددان عليها.. ويري فيها أنثي حقيقية وليست الممرضة.. فيعرض عليها الزواج لمدة »نصف ساعة« فقط لأنه وعد خطيبته بالزواج ليجد نفسه في حالة حب مع ممرضته ويتزوجها. كنت قد حضرت هذا الاستعراض التي رقصت فيه شادية وشاركها سمير صبري.. وكان استعراضا ظريفا جدا.. غني فيه الاثنان أغنية: سكر والله الدنيا سكر افرح حب الدنيا أكتر ليلة واتمتعنا بليلة حلوة جميلة زي السكر سألت شادية لماذا سمير صبري؟ قالت: »أنا طلبت سمير لأنه الوحيد الذي يمكن أن يراقصني«. ❊ ❊ ❊ وجد سمير أنه لم يحقق النجاح المنشود من خلال أفلامه.. فأقام شركة إنتاج سينمائي ليختار ما يعجبه.. فقام بدور البطولة مع فريد شوقي في فيلم »وبالوالدين إحسانا« والذي يقوم فيه بدور الابن العاق للساعي بإحدي الشركات.. وكان يستعر منه. أيضا من أدوار البطولة فيلم »ومضي قطار العمر« وهو أيضا ميلودراما.. يقوم فيه أيضا بدور الشرير. ومن أهم أفلامه »جحيم تحت الماء« مع ليلي علوي« إنها قصة الثلاثي السينمائي المعروف.. الحبيب والخطيب والزوج.. لكن أهم ما في الفيلم أن معظمه صور في أعماق البحر.. وصوره سعيد شيمي بكاميرا ابتكرها للتصوير تحت الماء. وحين حقق الفيلم نجاحا كبيرا أراد أن يستثمره فقدم فيلم »جحيم 2« ويعتبر تكملة »لجحيم تحت الماء« حيث يعمل سمير غواصا. أما أهم فيلم له فهو »دموع صاحبة الجلالة« قصة موسي صبري.. والذي أدي فيه دور الصحفي المنافق.. الذي جاء من قاع المجتمع ليصبح رئيسا للتحرير. ❊ ❊ ❊ من برامجه الناجحة الأخيرة برنامج »هذا المساء« في التليفزيون.. وكانت أشهر حلقة قدمها عن السندريلا سعاد حسني التي دارت الشبهات حول مقتلها.. هل انتحرت سعاد أم انتحروها؟ وطبعا كان هذا قبل سقوط النظام ودعا إليه كل الذين كانوا معها من أطباء وأصدقاء وتأكدنا من إجاباتهم أنهم قتلوها وأنها لا يمكن أن تنتحر بعد أن عالجت أسنانها للعودة إلي مصر.. وقد بدأ سمير صبري يكتب مذكراته في »أخبار اليوم« يتحدث فيها عن علاقاته بقمم الفن.. وعن التحولات في حياته. إنه يتمتع بالكثير من المزايا التي لم يتمتع بها مطربونا الآن.. فهو فنان شامل. ربما لأن الدنيا تغيرت.. ولكنه في النهاية فنان من الزمن الجميل.