أسعار الأسماك واللحوم اليوم 26 أبريل    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مايكروسوف تتجاوز التوقعات وتسجل نموا قويا في المبيعات والأرباح    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    «هنصحى بدري ولا متأخر؟».. سؤال حير المواطنين مع تغيير توقيت الساعة    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    البنتاجون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ «ATACMS»    بلينكن ل نظيره الصيني: لا بديل عن الدبلوماسية وجهاً لوجه    عاجل - قوات الاحتلال تقتحم نابلس الفلسطينية    سيول جارفة وأتربة، تحذير شديد اللهجة من الأرصاد بشأن طقس اليوم الجمعة    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    سرقة أعضاء Live.. تفاصيل صادمة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفيد فوزى أى برنامج تليفزيونى خالٍ من الصورة الجميلةهو برنامج إذاعى ركيك
نشر في صباح الخير يوم 27 - 07 - 2010


من أصعب الموضوعات أن تحاور محاوراً
ومن أشرس المواقف أن تتحدث إلى شخصية هى أصلاً مشاكسة
من أجمل الأشياء أن تناقش عقلاً يمتلئ بالأفكار والعمل والبحث المستمر لا أستطيع أن أنكر توترى الشديد وأنا أقطع الطريق من منزلى إلى حيث يقيم، وكما قال لى أمام الباب الخلفى لنادى الصيد، وباقتضاب شديد حدد الموعد الساعة الثانية عشرة ظهرا، أما المناسبة وعلى الرغم من أن حوارى معه لايحتاج مناسبة إلا أنه قد تم تكريمه مؤخراً فى مهرجان التليفزيون لمشواره مع الشاشة الصغيرة والذى امتد خمسين عاماً.. أستاذى مفيد فوزى. وبالطبع فإن مجرد الاسم يستدعى لدى الكثيرين خواطر كثيرة منها أنه كتلة من النشاط والحيوية، يباغتك بأسئلته يحرجك أحياناً، ويخرج ما بداخلك أحياناً أخرى إلا أنه وفى هذه المرة جلست أمامه أسأله فيجيب على:
قلت له: أفضل أن أبدأ من آخر محطة وهى تكريمك الذى أعتقد أنه متأخر بعض الشىء، أسأله كيف كان مشوارك منذ البداية هل كان برنامج «نجمك المفضل» هو الأول فى عملك التليفزيونى؟
قال لى: «البرنامج الأول كان مع أفضل من قدم نشرة الأخبار السيدة سميرة الكيلانى زوجة المفكر محمود أمين العالم، وكان البرنامج عبارة عن نشرة نقدم فيها ماسيشاهده المتفرج فى أسبوع، فكنا ندخل الاستوديوهات بالكاميرا وتقوم سميرة بإجراء حوارات مع أبطال العمل وكانت هذه هى المرة الأولى التى تخرج فيها الكاميرا خارج الاستوديو، ونفس الشىء أقدمت عليه فى برنامجى الثانى «نجمك المفضل» فكنت أجمع المعلومات عن النجم بالكاميرا، مثلاً سميرة أحمد كنا نصور فى منزلها داخل دولابها، أى الألوان تفضل، ثم نصور معها فى الاستوديو فى حضور جمهور ومن آن لآخر نستدعى ماصورناه خارجياً فكانت كذلك أول مرة فى تاريخ التليفزيون تصوير خارجى إلا أنه كان هناك مشكلة قابلت صلاح زكى وأنا
- وهو صاحب الفضل فى عملى بالتليفزيون
- وهو أن أختار مذيعة، وفى يوم صعدت إلى الدور الثانى بمبنى التليفزيون وتجولت بين مكاتب المذيعات فتوقفت عند سلوى حجازى وليلى رستم إلا أننى فضلت الثانية، فالأولى كانت هادئة مهذبة بلا مخالب أما الثانية فوجدت في عينيها تلك المخالب فاستقررت عليها، قدمنا 188 حلقة، لم تكن ليلى رستم هى مذيعة جميع الحلقات حيث إنها سافرت مع زوجها منير طقش مدير التليفزيون فى بيروت، كانت تجربتى هذه تجريباً فى تجريب وكان دافعى أن أقدم شيئاً أتخيله، كان هذا البرنامج بداية الصحافة التليفزيونية حيث اعتاد التليفزيون أن يأتى النجم داخل الاستوديو فقط فكما خرجت فى الصحافة مع الرسامين رجائى ونيس وجورج البهجورى وجمال كامل إلى خارج مؤسسة «روزاليوسف» هم يرسمون وأنا أكتب سافرنا إلى بلاد كثيرة لتنفيذ هذه التجربة هكذا كان عملى بالتليفزيون وهدفى أن أخرج إلى الخارج بالكاميرا أرصد وأجمع المعلومات عن الضيف.. صاحبنى فى هذه الفترة المخرج سعيد عبادة وزوجته المونتيرة النشطة السيدة تماضر وهى من أفضل المونتيرات فى مصر، أما سعيد عبادة فقد أصبح فيما بعد مديراً لقصر ثقافة السينما.
مازال الحديث للأستاذ مفيد يعود بالذاكرة إلى خمسين عاماً إلى الوراء فيقول: «صاحبنى سعيد عبادة فى أكثر من برنامج، مثلاً كاميرا 9 وعزيزى المشاهد مع أمانى ناشد عمل معى كذلك فى برنامج الغرفة المضيئة والتى كنا نصور فيها السيرك والمطافى داخل الاستوديو، صاحبنى عندما أكملت لبنى عبدالعزيز مشوارى فى برنامج «نجمك المفضل» بعدما تركته ليلى رستم إلا أن النجمة الكبيرة كانت مترددة فهناك من أصدقائها من نصحها بأن تقدم على هذه التجربة لأنها نافذة لها على الجمهور، ومنهم من نصحها بعدم الظهور حتى لاتحرق نفسها بالظهور أسبوعياً وكان صاحب هذا الرأى هو زوجها رمسيس نجيب إلا أن لبنى قررت فى النهاية ولعلاقتى الوطيدة بها أن تقدم على هذه التجربة قمت كذلك بالإعداد لسمير صبرى فى «النادى الدولى» ومع حمدى قنديل وبرنامج اسمه «هو وهى» وكان أبطالنا فى هذا البرنامج شخصيات عادية مثلاً سيدة اسمها شاهندة كان لها علاقة بالإقطاع صورنا داخل الاستوديو وخارجه»..
ويستطرد أستاذ مفيد قائلاً: «من أهم المحطات فى حياتى برنامج «تحت الشمس» مع السيدة سلوى حجازى بدأه زميلى رءوف توفيق انضممت إليهما بناء على طلب الأستاذ سعد لبيب ..ويبتسم أستاذ مفيد قائلا: «سبحان الله: هل يتخيل أحد أننى قمت بإعداد حلقة عن الكلاب، صورت مع أشهر مقتنى الكلاب فى مصر: هند رستم سناء جميل، صورت مع طبيب بيطرى وكذلك مقبرة الكلاب فى نادى الجزيرة، أشهر مدربى الكلاب.. كل هذا فى وقت لم يكن به إنترنت ولاتكنولوجيا، لايوجد غير مكتبة ومجموعة من المعلومات لكنى كنت حريصاً أن أصنع شيئاً مختلفاً فمثلاً عندما تكون ضيفتى مديحة يسرى المعروفة بقامتها الممشوقة، أستعين بقزم يقف أمامها استعين بشخص كفيف ليتحدث إلى فنانة شديدة الجمال فى «نجمك المفضل»، استضفت فاتن حمامة وعمر الشريف كذلك مصطفى وعلى أمين، ومحمد عبدالوهاب، ولا عجب من أن أستضيف عبدالحليم حافظ الذى كان صديقاً من قبل أن يشتهر هو وأشتهر أنا ويوم هذه الحلقة فقد اتصلت بقسم بوليس كوتسكا فى قصر النيل لأبلغ عن أنه من المتوقع وجود جماهير كثيرة اليوم أمام المبنى وقد كان لدرجة أن المذيعة وقتها السيدة ليلى رستم كانت تطلب من الحضور الهدوء حتى يستطيع حليم أن يتحدث».
بمناسبة ذكر عبدالحليم حافظ هل صحيح أنه هو الذى أعادك إلى العمل بعد أن أوقفك سامى شرف عن الكتابة فى الصحافة والعمل التليفزيونى لفترة اقتربت من العام؟
- نعم، فقد اتصل بسامى شرف وقال له باللفظ «إذا كان مفيد فوزى يتآمر على النظام فإنه يتآمر من بيتى»!! فأعادنى سامى شرف إلى العمل فوراً.
القعدات والإعداد
تجربتك مع الإعداد تجربة غزيرة لايستهان بها ما رأيك فى الإعداد هذه الأيام..؟
- أذكر كلمة قالها الراحل كامل الشناوى ذات يوم قال إن الفرق بين مفيد فوزى والآخرين هو أن مفيد يقوم بالإعداد أما الآخرون فإنهم يعزمون القعدات، فالإعداد ليس فقط أن أعطى أسئلة للمذيعة تلقيها على الضيف وإنما كنت أعطيها كذلك معلومات عن الضيف تستخدمها فى حوارها معه وخاصة ليلى رستم التى كانت بحاجة إلى معلومات كثيرة عن الحياة المصرية حيث إنها ابنة إحدى العائلات الكبيرة وخريجة الجامعة الأمريكية.
أستوقفه قائلة: قلت فيما سبق أنك اخترت ليلى رستم لأن بعينيها مخالب هل يجب أن تمتلك المذيعة أو المذيع مخالب؟
- قال وبلا تردد: نعم، فهذه المخالب هى التى تستطيع أن تخرج من الضيف المعلومات وتفك مفاتيح شخصيته، ولكل شخصية مخالب فى شىء فمثلاً الفنانة رغدة مخالبها فى عينيها وهكذا.
أعود إلى فن الإعداد وأسأله: فى العصر الحالى الذى يتمتع بالتكنولوجيا الكبيرة التى كثيراً ما تساعد المعدين الآن أيهما أكثر حظاً أنت أم هم؟
فرد علىٌ وبلا تردد: - أنا بالطبع أكثر حظاً لأنى أقوم بجهد حقيقى فمثلا، بماذا سيفيدنى الإنترنت فى لقاء مع وزير الداخلية؟ لا النت ولا الجرايد وصفحات الحوادث وإنما اللقاءات مع المقربين منه ومع الذين يعملون معه هو الذى يفيدنى، هذا لاتصنعه التكنولوجيا وعلى فكرة أنا لدى لاب توب وبرنتر ولكنى لا أستخدمهما فالكمبيوتر لايعوض الإنسان ولن ولم يكن مطلقاً بديلاً له فالبشر أنجح وأهم من الآلة.. والمعلومات وحدها لاتصنع برنامجاً ناجحاً وإنما كيف تصيغ هذه المعلومات وكيف ترضى فضول المتفرج هذا هو المهم، وكذلك الصورة فالبرنامج التليفزيونى بلا صورة جميلة إنما هو برنامج إذاعى وركيك.
ما الفرق بين فضول المتفرج زمان وفضوله الآن؟
- للأسف فإن فضول الناس الآن يرضى بالشتائم والفضايح والضرب تحت الحزام أما فضول الناس زمان فكان أبسط بكثير مثلاً ماذا تفعل هند رستم مع ابنتها، كيف ترسم سميرة أحمد مستقبل ابنها كذلك ماهى عذابات يحيى حقى الداخلية، مامدى الشر فى شخصية محمود المليجى شرير الشاشة؟.. لمسات بسيطة لكن بها عمقا فى التناول، وهنا يجب أن أذكر أن السيدة درية شرف الدين من أرقى المذيعات اللاتى شاهدناهن ولكن للأسف لشدة أدبها غادرت التليفزيون المصرى.
تورتة الإعلانات
هذا الاختلاف هل هو بسبب تغير الشخصية المصرية أم بسبب كثرة القنوات واشتعال المنافسة بينها؟
أولا الناس طبعا تغيرت، استقبال الناس تغير، ثانيا أصبح هناك تورتة اسمها الإعلانات.. كل واحد يريد أن يحصل على جزء من هذه التورتة لذلك فإن ميزة القناة العربية الجديدة كما قلت سابقا أن المتفرج يشاهد البرامج بلا انقطاع، بلا إعلانات تعكر صفو المشاهد، اختلفت الأمور أيضا لظهور آلاف القنوات، وكل محطة تحاول أن تغازل المشاهد بشتى الطرق حتى وإن كانت الوسيلة هى أشياء خاطئة.
ما هى تلك الأشياء الخاطئة؟
مثل الإثارة والضغط على الناس، انتشار لغة الإهانة، فالمذيع أو المذيعة السليطة اللسان ليست جريئة، فلم ولن تصبح قلة الأدب جرأة فى يوم من الأيام، ولكن هناك الجرأة الفكرية، مثلما كانت ليلى رستم نموذجاً لجرأة العفة فأذكر أن أقصى شىء قالته كان سؤالا لأحمد رمزى عن السلسلة التى ارتداها حول عنقه، فقال لها ماما أهدتنى إياها، فردت عليه قائلة «ياختى عليه».. جملة بسيطة إلا أنها قلبت الدنيا وأصبحت حديث الناس بعدها.. أما الآن فقد تعددت وسائل جذب المشاهد بمنطق الغاية تبرر الوسيلة وهو منطق غير مقبول، وأذكر واقعة المحامى الكبير والمعلق الرياضى الشهير فى برنامج «مصر النهارده» واقعة لم تحدث خلال تاريخ التليفزيون كله.
ما رأيك فى الخلط الشديد بين الإعلان والإعلام؟
- هذا شىء يجب أن ينأى التليفزيون عنه، لأن عرض البرامج القادمة من وكالات الإعلان سيسيد قيما جديدة.
برنامج «حديث المدينة» بلا إعلانات، هل قصدت ذلك؟
نعم، والذى وضع هذه القاعدة هو «صفوت الشريف»، لأن هذا البرنامج يظهر فيه الوزراء ورئيس الوزراء سيما إذا كانت إعلانات الدولة مثل «القراءة للجميع»، إلا أن الإعلانات فى البرامج الأخرى أفسدت القيمة الإعلامية للبرنامج فقد تجدين برنامجاً تتخلله 15 دقيقة إعلانات وهى مدة لا يمكن أن تحتفظى بالمشاهد خلالها، فحتماً سيتركك ويذهب إلى محطة أخرى، فالإعلان أعطى الإبهار وأفقدنا القيمة.
ما رأيك فى الإعلانات التى يقدمها النجوم؟
- هى بلا شك سبوبة ليس إلا، فالنجم الآن أصبح هاجسه الأول المال، فى حين كان فنانو زمان لا تشغلهم إلا القيمة الأدبية، وفى ذات الوقت هناك من رفضوا تقديم إعلانات مثل نور الشريف، عادل إمام، صلاح السعدنى، نجلاء فتحى، يحيى الفخرانى، محمود ياسين وجميعهم أسماء كبيرة ولكن هناك من كانوا يرفضون فى البداية إلا أنهم قدموا بعد ذلك مثل جميل راتب.
هل ساهمت رفاهية الإعلانات فى تغيير الشخصية المصرية ؟
- بالطبع الإعلام أحد الأسباب فعندما تسألين علماء نفس متخصصين عن ذلك سيقولون إن الإعلام له تأثير كبير على الناس فإنه يؤدى إلى التمرد والسخط الذى يتحول إلى نوع من العنف عند الرجال، واللامبالاة عند الشباب والحقد الاجتماعى عند ربة البيت.
عشر سنوات فوازير
أستاذ مفيد.. لك تجربة طويلة فى الفوازير الإذاعية.. ماذا تقول عنها؟
البداية كانت عندما شاهدت أمال فهمى وهى تبكى وقد كنا نجلس فى شبرد: محمد علوان، الشاعر عبدالوهاب محمد، وجدى الحكيم وكامل البيطار وأمين بسيونى وأنا ولم نكن فى جلسة عمل، وما كان إلا أن دخلت علينا آمال فهمى باكية وعندما سألناها عن السبب قالت كلمتين بس: بيرم مات، فما كان منا إلا أن قمنا بتهدئتها وطلبنا منها الاتصال بصلاح جاهين، وبالفعل قامت على الفور إلا أنه قال لها «أتريدننى أن أرتدى بدلة أبى» وجاءت لتخبرنا بالرد وهى منهارة، فلم يتبق على رمضان سوى 13 يوماً، أما عنى فقد تسللت من بينهم وجلست على طاولة مجاورة وبدأت أكتب وكانت الفوازير عبارة عن كلمات تكتب والمطلوب من المستمع أن يعرف اسم الشخصية التى نتحدث عنها وعدت إليهم أقرأ لهم ما كتبت وكانت هذه هى البداية، وفى اليوم التالى أخذتنى إلى محمد محمود شعبان «بابا شارو» مدير المنوعات آنذاك وعرفتنى عليه وقرأت له ما كتبت فما كان منه إلا أن قال لى جملته الشهيرة على المدى البعيد «ح أشوفك حاجة تانية»، وتمر الأيام وأسجل أنا مع بابا شارو التسجيل الوحيد الموجود الآن لهذه الشخصية الجميلة، والذى كان دائما ما يعلن أنه منحاز لى وبشدة، استمرت الفوازير عشرة أعوام إلى أن اختلفت مع السيدة آمال فهمى لأنها لم تكن تذكرنى ضمن من قدموا الفوازير، كانت تقول بيرم التونسى ثم تقفز بالزمن إلى نجيب بيومى.. وبهاء جاهين.
ويستطرد قائلا: قدمت كذلك فوازير أنا ومحمد عبدالوهاب سجلنا ثلاثين حلقة فى باريس بتكليف من السيدة مديحة نجيب، قدمت مع عمر الشريف كذلك فوازير تتحدث عن النجوم فى مصر وأحب أن أذكر هنا تجربة مهمة مع السيدة مديحة نجيب وكانت عبارة عن ست دقائق بصوتى وكانت تقدمنى بخواطر مفيد فوزى.. كنت أقدم طلقات من نار، كنا نختلف أحيانا، وكانت تطلب منى تخفيف العبارات.
فن قيادة المجموعة
ثمانى سنوات هى عمر رئاستك لتحرير مجلة «صباح الخير» ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
- الحقيقة كانت تجربة مهمة فى حياتى، لأنها اختبرت فىَّ شيئاً لم أمارسه من قبل، فلم أكن يوما مدير تحرير أو رئيس قسم لذلك كانت إدارة مجموعة من الصحفيين تجربة مهمة فى حياتي. إلا أننى وكما قال لى الأستاذ أحمد بهاء الدين أننى عاشق التحقيق، لذلك انعكس هذا العشق على عملى في التليفزيون، وكذلك الحوار الذى أمارسه حتى الآن أجد فيه متعة كبيرة، وهذا ما حدث مع محمد عبدالنور عندما كان يقدم «صباح الخير أيها العالم»، إلا أنه قام بحوار مع لطفى الخولى كان جيداً جداً، لذلك طلبت منه أن يتوقف عن الترجمة ويجرى حوارات، وقد كان.
أستاذ مفيد أنت من أكثر الشخصيات التى تم تقليدها وأنت كذلك من أشهر من قلد الشخصيات المهمة، وذلك على عهدة زميلتك السيدة زينب صادق!!
- نعم قلدنى الكثيرون: عزب شو وأحمد السقا فى أحد أفلامه، وأحمد آدم فى فيلم له كذلك عندما وضع أحد الأطفال فى بالوعة فأمسك بميكروفون وقال للأطفال موتوا لازم تموتوا وإلا لن تصبحوا حديث المدينة، أما عن تقليدى للشخصيات فكنت عندما أسافر مع رسامى «صباح الخير» كنت أقوم بتقليد من نقابلهم عندما أعود للأوتيل.
أنت بصدد إصدار كتابك التاسع فى مسيرتك بعنوان «كلام مفيد».. لذلك أسألك: هل فقدت الكلمة المقروءة بريقها؟
- لم ولن.. سيظل الكتاب وستظل الكلمة المقروءة هى الونس الحقيقى.
قابلت من الشخصيات العامة الكثير جدا، من هى الشخصية التى تود أن تذكرها الآن؟
أسامة الباز وأنا حزين لما انتهى إليه وحزين لصمته لأنه يمثل قيمة مهمة فى ظل تواضعه الشديد، أتذكر نزار قبانى الذى قدمت كتابا عنه، السيدة سعاد الصباح..
وقبل أن أنهى حوارى مع شخصية شديدة التميز أسأله سؤالاً كثيرا ما يراودنى: من أين تأتى أستاذ مفيد بالحماس الشديد الذى يغمرك؟
فرد على قائلا: نعم فطالما حسدتينى على حماسى إلا أنه فى البداية كان من أجل الكينونة والطموح أما الآن فهو من أجل المحافظة على التاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.