عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفيد فوزى أى برنامج تليفزيونى خالٍ من الصورة الجميلةهو برنامج إذاعى ركيك
نشر في صباح الخير يوم 27 - 07 - 2010


من أصعب الموضوعات أن تحاور محاوراً
ومن أشرس المواقف أن تتحدث إلى شخصية هى أصلاً مشاكسة
من أجمل الأشياء أن تناقش عقلاً يمتلئ بالأفكار والعمل والبحث المستمر لا أستطيع أن أنكر توترى الشديد وأنا أقطع الطريق من منزلى إلى حيث يقيم، وكما قال لى أمام الباب الخلفى لنادى الصيد، وباقتضاب شديد حدد الموعد الساعة الثانية عشرة ظهرا، أما المناسبة وعلى الرغم من أن حوارى معه لايحتاج مناسبة إلا أنه قد تم تكريمه مؤخراً فى مهرجان التليفزيون لمشواره مع الشاشة الصغيرة والذى امتد خمسين عاماً.. أستاذى مفيد فوزى. وبالطبع فإن مجرد الاسم يستدعى لدى الكثيرين خواطر كثيرة منها أنه كتلة من النشاط والحيوية، يباغتك بأسئلته يحرجك أحياناً، ويخرج ما بداخلك أحياناً أخرى إلا أنه وفى هذه المرة جلست أمامه أسأله فيجيب على:
قلت له: أفضل أن أبدأ من آخر محطة وهى تكريمك الذى أعتقد أنه متأخر بعض الشىء، أسأله كيف كان مشوارك منذ البداية هل كان برنامج «نجمك المفضل» هو الأول فى عملك التليفزيونى؟
قال لى: «البرنامج الأول كان مع أفضل من قدم نشرة الأخبار السيدة سميرة الكيلانى زوجة المفكر محمود أمين العالم، وكان البرنامج عبارة عن نشرة نقدم فيها ماسيشاهده المتفرج فى أسبوع، فكنا ندخل الاستوديوهات بالكاميرا وتقوم سميرة بإجراء حوارات مع أبطال العمل وكانت هذه هى المرة الأولى التى تخرج فيها الكاميرا خارج الاستوديو، ونفس الشىء أقدمت عليه فى برنامجى الثانى «نجمك المفضل» فكنت أجمع المعلومات عن النجم بالكاميرا، مثلاً سميرة أحمد كنا نصور فى منزلها داخل دولابها، أى الألوان تفضل، ثم نصور معها فى الاستوديو فى حضور جمهور ومن آن لآخر نستدعى ماصورناه خارجياً فكانت كذلك أول مرة فى تاريخ التليفزيون تصوير خارجى إلا أنه كان هناك مشكلة قابلت صلاح زكى وأنا
- وهو صاحب الفضل فى عملى بالتليفزيون
- وهو أن أختار مذيعة، وفى يوم صعدت إلى الدور الثانى بمبنى التليفزيون وتجولت بين مكاتب المذيعات فتوقفت عند سلوى حجازى وليلى رستم إلا أننى فضلت الثانية، فالأولى كانت هادئة مهذبة بلا مخالب أما الثانية فوجدت في عينيها تلك المخالب فاستقررت عليها، قدمنا 188 حلقة، لم تكن ليلى رستم هى مذيعة جميع الحلقات حيث إنها سافرت مع زوجها منير طقش مدير التليفزيون فى بيروت، كانت تجربتى هذه تجريباً فى تجريب وكان دافعى أن أقدم شيئاً أتخيله، كان هذا البرنامج بداية الصحافة التليفزيونية حيث اعتاد التليفزيون أن يأتى النجم داخل الاستوديو فقط فكما خرجت فى الصحافة مع الرسامين رجائى ونيس وجورج البهجورى وجمال كامل إلى خارج مؤسسة «روزاليوسف» هم يرسمون وأنا أكتب سافرنا إلى بلاد كثيرة لتنفيذ هذه التجربة هكذا كان عملى بالتليفزيون وهدفى أن أخرج إلى الخارج بالكاميرا أرصد وأجمع المعلومات عن الضيف.. صاحبنى فى هذه الفترة المخرج سعيد عبادة وزوجته المونتيرة النشطة السيدة تماضر وهى من أفضل المونتيرات فى مصر، أما سعيد عبادة فقد أصبح فيما بعد مديراً لقصر ثقافة السينما.
مازال الحديث للأستاذ مفيد يعود بالذاكرة إلى خمسين عاماً إلى الوراء فيقول: «صاحبنى سعيد عبادة فى أكثر من برنامج، مثلاً كاميرا 9 وعزيزى المشاهد مع أمانى ناشد عمل معى كذلك فى برنامج الغرفة المضيئة والتى كنا نصور فيها السيرك والمطافى داخل الاستوديو، صاحبنى عندما أكملت لبنى عبدالعزيز مشوارى فى برنامج «نجمك المفضل» بعدما تركته ليلى رستم إلا أن النجمة الكبيرة كانت مترددة فهناك من أصدقائها من نصحها بأن تقدم على هذه التجربة لأنها نافذة لها على الجمهور، ومنهم من نصحها بعدم الظهور حتى لاتحرق نفسها بالظهور أسبوعياً وكان صاحب هذا الرأى هو زوجها رمسيس نجيب إلا أن لبنى قررت فى النهاية ولعلاقتى الوطيدة بها أن تقدم على هذه التجربة قمت كذلك بالإعداد لسمير صبرى فى «النادى الدولى» ومع حمدى قنديل وبرنامج اسمه «هو وهى» وكان أبطالنا فى هذا البرنامج شخصيات عادية مثلاً سيدة اسمها شاهندة كان لها علاقة بالإقطاع صورنا داخل الاستوديو وخارجه»..
ويستطرد أستاذ مفيد قائلاً: «من أهم المحطات فى حياتى برنامج «تحت الشمس» مع السيدة سلوى حجازى بدأه زميلى رءوف توفيق انضممت إليهما بناء على طلب الأستاذ سعد لبيب ..ويبتسم أستاذ مفيد قائلا: «سبحان الله: هل يتخيل أحد أننى قمت بإعداد حلقة عن الكلاب، صورت مع أشهر مقتنى الكلاب فى مصر: هند رستم سناء جميل، صورت مع طبيب بيطرى وكذلك مقبرة الكلاب فى نادى الجزيرة، أشهر مدربى الكلاب.. كل هذا فى وقت لم يكن به إنترنت ولاتكنولوجيا، لايوجد غير مكتبة ومجموعة من المعلومات لكنى كنت حريصاً أن أصنع شيئاً مختلفاً فمثلاً عندما تكون ضيفتى مديحة يسرى المعروفة بقامتها الممشوقة، أستعين بقزم يقف أمامها استعين بشخص كفيف ليتحدث إلى فنانة شديدة الجمال فى «نجمك المفضل»، استضفت فاتن حمامة وعمر الشريف كذلك مصطفى وعلى أمين، ومحمد عبدالوهاب، ولا عجب من أن أستضيف عبدالحليم حافظ الذى كان صديقاً من قبل أن يشتهر هو وأشتهر أنا ويوم هذه الحلقة فقد اتصلت بقسم بوليس كوتسكا فى قصر النيل لأبلغ عن أنه من المتوقع وجود جماهير كثيرة اليوم أمام المبنى وقد كان لدرجة أن المذيعة وقتها السيدة ليلى رستم كانت تطلب من الحضور الهدوء حتى يستطيع حليم أن يتحدث».
بمناسبة ذكر عبدالحليم حافظ هل صحيح أنه هو الذى أعادك إلى العمل بعد أن أوقفك سامى شرف عن الكتابة فى الصحافة والعمل التليفزيونى لفترة اقتربت من العام؟
- نعم، فقد اتصل بسامى شرف وقال له باللفظ «إذا كان مفيد فوزى يتآمر على النظام فإنه يتآمر من بيتى»!! فأعادنى سامى شرف إلى العمل فوراً.
القعدات والإعداد
تجربتك مع الإعداد تجربة غزيرة لايستهان بها ما رأيك فى الإعداد هذه الأيام..؟
- أذكر كلمة قالها الراحل كامل الشناوى ذات يوم قال إن الفرق بين مفيد فوزى والآخرين هو أن مفيد يقوم بالإعداد أما الآخرون فإنهم يعزمون القعدات، فالإعداد ليس فقط أن أعطى أسئلة للمذيعة تلقيها على الضيف وإنما كنت أعطيها كذلك معلومات عن الضيف تستخدمها فى حوارها معه وخاصة ليلى رستم التى كانت بحاجة إلى معلومات كثيرة عن الحياة المصرية حيث إنها ابنة إحدى العائلات الكبيرة وخريجة الجامعة الأمريكية.
أستوقفه قائلة: قلت فيما سبق أنك اخترت ليلى رستم لأن بعينيها مخالب هل يجب أن تمتلك المذيعة أو المذيع مخالب؟
- قال وبلا تردد: نعم، فهذه المخالب هى التى تستطيع أن تخرج من الضيف المعلومات وتفك مفاتيح شخصيته، ولكل شخصية مخالب فى شىء فمثلاً الفنانة رغدة مخالبها فى عينيها وهكذا.
أعود إلى فن الإعداد وأسأله: فى العصر الحالى الذى يتمتع بالتكنولوجيا الكبيرة التى كثيراً ما تساعد المعدين الآن أيهما أكثر حظاً أنت أم هم؟
فرد علىٌ وبلا تردد: - أنا بالطبع أكثر حظاً لأنى أقوم بجهد حقيقى فمثلا، بماذا سيفيدنى الإنترنت فى لقاء مع وزير الداخلية؟ لا النت ولا الجرايد وصفحات الحوادث وإنما اللقاءات مع المقربين منه ومع الذين يعملون معه هو الذى يفيدنى، هذا لاتصنعه التكنولوجيا وعلى فكرة أنا لدى لاب توب وبرنتر ولكنى لا أستخدمهما فالكمبيوتر لايعوض الإنسان ولن ولم يكن مطلقاً بديلاً له فالبشر أنجح وأهم من الآلة.. والمعلومات وحدها لاتصنع برنامجاً ناجحاً وإنما كيف تصيغ هذه المعلومات وكيف ترضى فضول المتفرج هذا هو المهم، وكذلك الصورة فالبرنامج التليفزيونى بلا صورة جميلة إنما هو برنامج إذاعى وركيك.
ما الفرق بين فضول المتفرج زمان وفضوله الآن؟
- للأسف فإن فضول الناس الآن يرضى بالشتائم والفضايح والضرب تحت الحزام أما فضول الناس زمان فكان أبسط بكثير مثلاً ماذا تفعل هند رستم مع ابنتها، كيف ترسم سميرة أحمد مستقبل ابنها كذلك ماهى عذابات يحيى حقى الداخلية، مامدى الشر فى شخصية محمود المليجى شرير الشاشة؟.. لمسات بسيطة لكن بها عمقا فى التناول، وهنا يجب أن أذكر أن السيدة درية شرف الدين من أرقى المذيعات اللاتى شاهدناهن ولكن للأسف لشدة أدبها غادرت التليفزيون المصرى.
تورتة الإعلانات
هذا الاختلاف هل هو بسبب تغير الشخصية المصرية أم بسبب كثرة القنوات واشتعال المنافسة بينها؟
أولا الناس طبعا تغيرت، استقبال الناس تغير، ثانيا أصبح هناك تورتة اسمها الإعلانات.. كل واحد يريد أن يحصل على جزء من هذه التورتة لذلك فإن ميزة القناة العربية الجديدة كما قلت سابقا أن المتفرج يشاهد البرامج بلا انقطاع، بلا إعلانات تعكر صفو المشاهد، اختلفت الأمور أيضا لظهور آلاف القنوات، وكل محطة تحاول أن تغازل المشاهد بشتى الطرق حتى وإن كانت الوسيلة هى أشياء خاطئة.
ما هى تلك الأشياء الخاطئة؟
مثل الإثارة والضغط على الناس، انتشار لغة الإهانة، فالمذيع أو المذيعة السليطة اللسان ليست جريئة، فلم ولن تصبح قلة الأدب جرأة فى يوم من الأيام، ولكن هناك الجرأة الفكرية، مثلما كانت ليلى رستم نموذجاً لجرأة العفة فأذكر أن أقصى شىء قالته كان سؤالا لأحمد رمزى عن السلسلة التى ارتداها حول عنقه، فقال لها ماما أهدتنى إياها، فردت عليه قائلة «ياختى عليه».. جملة بسيطة إلا أنها قلبت الدنيا وأصبحت حديث الناس بعدها.. أما الآن فقد تعددت وسائل جذب المشاهد بمنطق الغاية تبرر الوسيلة وهو منطق غير مقبول، وأذكر واقعة المحامى الكبير والمعلق الرياضى الشهير فى برنامج «مصر النهارده» واقعة لم تحدث خلال تاريخ التليفزيون كله.
ما رأيك فى الخلط الشديد بين الإعلان والإعلام؟
- هذا شىء يجب أن ينأى التليفزيون عنه، لأن عرض البرامج القادمة من وكالات الإعلان سيسيد قيما جديدة.
برنامج «حديث المدينة» بلا إعلانات، هل قصدت ذلك؟
نعم، والذى وضع هذه القاعدة هو «صفوت الشريف»، لأن هذا البرنامج يظهر فيه الوزراء ورئيس الوزراء سيما إذا كانت إعلانات الدولة مثل «القراءة للجميع»، إلا أن الإعلانات فى البرامج الأخرى أفسدت القيمة الإعلامية للبرنامج فقد تجدين برنامجاً تتخلله 15 دقيقة إعلانات وهى مدة لا يمكن أن تحتفظى بالمشاهد خلالها، فحتماً سيتركك ويذهب إلى محطة أخرى، فالإعلان أعطى الإبهار وأفقدنا القيمة.
ما رأيك فى الإعلانات التى يقدمها النجوم؟
- هى بلا شك سبوبة ليس إلا، فالنجم الآن أصبح هاجسه الأول المال، فى حين كان فنانو زمان لا تشغلهم إلا القيمة الأدبية، وفى ذات الوقت هناك من رفضوا تقديم إعلانات مثل نور الشريف، عادل إمام، صلاح السعدنى، نجلاء فتحى، يحيى الفخرانى، محمود ياسين وجميعهم أسماء كبيرة ولكن هناك من كانوا يرفضون فى البداية إلا أنهم قدموا بعد ذلك مثل جميل راتب.
هل ساهمت رفاهية الإعلانات فى تغيير الشخصية المصرية ؟
- بالطبع الإعلام أحد الأسباب فعندما تسألين علماء نفس متخصصين عن ذلك سيقولون إن الإعلام له تأثير كبير على الناس فإنه يؤدى إلى التمرد والسخط الذى يتحول إلى نوع من العنف عند الرجال، واللامبالاة عند الشباب والحقد الاجتماعى عند ربة البيت.
عشر سنوات فوازير
أستاذ مفيد.. لك تجربة طويلة فى الفوازير الإذاعية.. ماذا تقول عنها؟
البداية كانت عندما شاهدت أمال فهمى وهى تبكى وقد كنا نجلس فى شبرد: محمد علوان، الشاعر عبدالوهاب محمد، وجدى الحكيم وكامل البيطار وأمين بسيونى وأنا ولم نكن فى جلسة عمل، وما كان إلا أن دخلت علينا آمال فهمى باكية وعندما سألناها عن السبب قالت كلمتين بس: بيرم مات، فما كان منا إلا أن قمنا بتهدئتها وطلبنا منها الاتصال بصلاح جاهين، وبالفعل قامت على الفور إلا أنه قال لها «أتريدننى أن أرتدى بدلة أبى» وجاءت لتخبرنا بالرد وهى منهارة، فلم يتبق على رمضان سوى 13 يوماً، أما عنى فقد تسللت من بينهم وجلست على طاولة مجاورة وبدأت أكتب وكانت الفوازير عبارة عن كلمات تكتب والمطلوب من المستمع أن يعرف اسم الشخصية التى نتحدث عنها وعدت إليهم أقرأ لهم ما كتبت وكانت هذه هى البداية، وفى اليوم التالى أخذتنى إلى محمد محمود شعبان «بابا شارو» مدير المنوعات آنذاك وعرفتنى عليه وقرأت له ما كتبت فما كان منه إلا أن قال لى جملته الشهيرة على المدى البعيد «ح أشوفك حاجة تانية»، وتمر الأيام وأسجل أنا مع بابا شارو التسجيل الوحيد الموجود الآن لهذه الشخصية الجميلة، والذى كان دائما ما يعلن أنه منحاز لى وبشدة، استمرت الفوازير عشرة أعوام إلى أن اختلفت مع السيدة آمال فهمى لأنها لم تكن تذكرنى ضمن من قدموا الفوازير، كانت تقول بيرم التونسى ثم تقفز بالزمن إلى نجيب بيومى.. وبهاء جاهين.
ويستطرد قائلا: قدمت كذلك فوازير أنا ومحمد عبدالوهاب سجلنا ثلاثين حلقة فى باريس بتكليف من السيدة مديحة نجيب، قدمت مع عمر الشريف كذلك فوازير تتحدث عن النجوم فى مصر وأحب أن أذكر هنا تجربة مهمة مع السيدة مديحة نجيب وكانت عبارة عن ست دقائق بصوتى وكانت تقدمنى بخواطر مفيد فوزى.. كنت أقدم طلقات من نار، كنا نختلف أحيانا، وكانت تطلب منى تخفيف العبارات.
فن قيادة المجموعة
ثمانى سنوات هى عمر رئاستك لتحرير مجلة «صباح الخير» ماذا أضافت لك هذه التجربة؟
- الحقيقة كانت تجربة مهمة فى حياتى، لأنها اختبرت فىَّ شيئاً لم أمارسه من قبل، فلم أكن يوما مدير تحرير أو رئيس قسم لذلك كانت إدارة مجموعة من الصحفيين تجربة مهمة فى حياتي. إلا أننى وكما قال لى الأستاذ أحمد بهاء الدين أننى عاشق التحقيق، لذلك انعكس هذا العشق على عملى في التليفزيون، وكذلك الحوار الذى أمارسه حتى الآن أجد فيه متعة كبيرة، وهذا ما حدث مع محمد عبدالنور عندما كان يقدم «صباح الخير أيها العالم»، إلا أنه قام بحوار مع لطفى الخولى كان جيداً جداً، لذلك طلبت منه أن يتوقف عن الترجمة ويجرى حوارات، وقد كان.
أستاذ مفيد أنت من أكثر الشخصيات التى تم تقليدها وأنت كذلك من أشهر من قلد الشخصيات المهمة، وذلك على عهدة زميلتك السيدة زينب صادق!!
- نعم قلدنى الكثيرون: عزب شو وأحمد السقا فى أحد أفلامه، وأحمد آدم فى فيلم له كذلك عندما وضع أحد الأطفال فى بالوعة فأمسك بميكروفون وقال للأطفال موتوا لازم تموتوا وإلا لن تصبحوا حديث المدينة، أما عن تقليدى للشخصيات فكنت عندما أسافر مع رسامى «صباح الخير» كنت أقوم بتقليد من نقابلهم عندما أعود للأوتيل.
أنت بصدد إصدار كتابك التاسع فى مسيرتك بعنوان «كلام مفيد».. لذلك أسألك: هل فقدت الكلمة المقروءة بريقها؟
- لم ولن.. سيظل الكتاب وستظل الكلمة المقروءة هى الونس الحقيقى.
قابلت من الشخصيات العامة الكثير جدا، من هى الشخصية التى تود أن تذكرها الآن؟
أسامة الباز وأنا حزين لما انتهى إليه وحزين لصمته لأنه يمثل قيمة مهمة فى ظل تواضعه الشديد، أتذكر نزار قبانى الذى قدمت كتابا عنه، السيدة سعاد الصباح..
وقبل أن أنهى حوارى مع شخصية شديدة التميز أسأله سؤالاً كثيرا ما يراودنى: من أين تأتى أستاذ مفيد بالحماس الشديد الذى يغمرك؟
فرد على قائلا: نعم فطالما حسدتينى على حماسى إلا أنه فى البداية كان من أجل الكينونة والطموح أما الآن فهو من أجل المحافظة على التاريخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.