عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد الماضي، اجتماعًا مع المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان. واطلع الرئيس علي الجهود المبذولة لتطوير منظومة الصحة في مصر، خصوصًا فيما يتعلق بتوفير الدواء في ضوء تحريك الأسعار نتيجة تحرير سعر الصرف. وعرض وزير الصحة والسكان، خطة الوزارة للتغلب علي مشكلة نقص الدواء من خلال محور قصير الأجل، يتضمن تحريك أسعار الأدوية وتوفير النواقص من خلال وزارة الصحة، ومحور متوسط الأمد يشمل البدء في إعادة تأهيل مصانع الدواء المملوكة للدولة، ومحور طويل الأجل يرتكز علي التوسع في صناعة الدواء. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال الاجتماع علي ضرورة الاستمرار في تعزيز المعروض من الأدوية بالأسواق، ووجه الرئيس بقيام الدولة بتوفير الأدوية المستوردة، التي ليس لها بدائل محلية، وضمان توفر مختلف أنواع الأدوية بأسعار مناسبة مع توفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ ذلك. وشدد الرئيس علي ضرورة استمرار العمل المكثف علي تحسين مستوي الرعاية الصحية التي يتلقاها المواطنون، بما في ذلك استمرار تطوير صناعة الدواء المحلية وتحسين تنافسيتها، والعمل علي جذب استثمارات جديدة في مجال صناعة الدواء، فضلاً عن نقل التكنولوجيا المتقدمة في هذا المجال إلي مصر. وقال السفير علاء يوسف، المُتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس اطلع علي الجهود المبذولة لتطوير منظومة الصحة في مصر، خاصة فيما يتعلق بتوفير الدواء في ضوء تحريك الأسعار نتيجة تحرير سعر الصرف. وقدم الدكتور أحمد عماد، خلال الاجتماع تقريراً للرئيس حول جهود تطوير المستشفيات الحكومية والمراكز العلاجية في مختلف أنحاء الجمهورية، مشيراً إلي تخصيص ما يزيد عن 8 مليارات جنيه لإصلاح وتطوير المستشفيات والمنشآت الطبية الحكومية التي تحتاج إلي تطوير خلال العامين المقبلين، وذلك من واقع الزيارات الميدانية التي قام بها في عدد من المحافظات. كما عرض وزير الصحة، الجهود الجارية للاستفادة من مستشفيات التكامل، حيث أكد أنه تم تشغيل عدد 25 مستشفي تكامليا كوحدات ومستشفيات للتأمين الصحي في المناطق الأكثر احتياجاً، كما تم تشغيل 90 مستشفي للغسيل الكلوي والحضانات، مؤكداً أنه يتبقي حوالي 374 مستشفي جاري وضع حلول لتشغيلها واستغلالها علي النحو الأمثل، بما في ذلك عرضها علي الجامعات لضمها إلي كليات الطب حتي يمكن ضمان استدامة العمل بها.. أضاف الوزير، أن هذه المستشفيات متوقفة عن العمل منذ أن تم إنشاؤها عام 1997 وحتي الآن، وقد صدرت قرارات إزالة لعدد 12 منها، وتعمل الدولة جاهدة خلال هذه المرحلة علي تشغيلها لخدمة المواطنين. وأشار المتحدث الرسمي، إلي أن الرئيس وجه في هذا الإطار، بضرورة بذل مزيد من الجهد لتطوير الخدمات الطبية في مصر، علي أن تركز جهود التطوير علي رفع كفاءة العنصر البشري العامل في القطاع الطبي مع الاستمرار في تحديث المنشآت والإمكانات الطبية، وبما يساهم في الارتقاء بالخدمة الطبية المقدمة إلي المواطنين وتحسين مستوي الرعاية الصحية التي يتلقونها، مشدداً علي ضرورة امتداد جهود التطوير الجارية لتشمل سيناء ومحافظات الصعيد والمناطق النائية. كانت أزمة الدواء قد اشتعلت بين كل من شركات الأدوية ووزارة الصحة ولجنة الصحة في مجلس النواب انتهت إلي إقرار الموافقة علي زيادة أسعار عدد غير قليل من الأدوية ستحددها كل شركة، وهو ما دعا الرئيس السيسي للتدخل لحل الأزمة بما يحقق التوازن الدقيق بين المصالح المتناقضة للمرضي وشركات الأدوية والصيدليات ووزارة الصحة، بشكل يوفر الدواء ولا يدمر المريض الفقير الذي حقه علي الدولة هو الحصول علي العلاج وأيضًا لا يشرد آلاف العاملين بشركات الدواء متعددة الجنسيات.