تواجه مصر تحديات عديدة في مجال الزراعة، لعل أهمها تناقص الرقعة الزراعية، بسبب التعديات والبناء الجائر، وانهيار محاصيل مهمة مثل القطن والقمح، إضافة إلي الضغوط التي يتم ممارستها علي الفلاح من قبل بنوك الائتمان، والتسليف الزراعي، وأيضًا تزايد مخاطر نقص مياه الري، إضافة إلي نقص الأسمدة وعدم توافرها بالجمعيات الزراعية مما يدفع الفلاحين للشراء من السوق السوداء بأسعار مُرتفعة لسد حاجتهم الزراعية. خبراء الري والزراعة، الدكتور ضياء القوصي خبير المياه ومستشار وزير الري الأسبق، والدكتور محمد عثمان الباحث بمركز البحوث الزراعية بالإسكندرية، والدكتور إسماعيل عبد الجليل رئيس مركز بحوث الصحراء السابق، والدكتور بسيوني زايد، أستاذ بمركز البحوث الزراعية، والدكتور جلال عثمان رئيس جمعية الطاقة المتجددة، والمهندسة فادية عبد الرؤوف عضو مجلس إدارة جمعية عين البيئة، والدكتور سعيد سليمان رئيس قسم الوراثة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، والدكتور محمد نصر علام وزير الري الأسبق، والدكتور جلال علي أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الزقازيق، يطرحون 14 حلًا لمواجهة تلك المشكلات والقضاء عليها. الأسمدة 1-هناك حلولًا فعالة للاستغناء عن الأسمدة المازوتية، وتحافظ علي البيئة أيضًا، ولا تشكل خطرا علي جينات النباتات أهمها روث المواشي أو السماد العضوي الناتج من مخلفات مزارع الدواجن مع إمكانية استخدام المخلفات الزراعية مثل قش الأرز و»تبن» القمح وأوراق البنجر وغيرها في عملية التسميد، سواء تم إضافتها بشكل مباشر بعد تحللها، أو حقنها بالأمونيا من خلال وحدات تابعة لوزارة الزراعة بالمحافظات وإعادتها للفلاح كسماد جاهز، مشيرا إلي أن استخدام تلك المخلفات سيحد من السحابة السوداء ويحافظ علي البيئة. 2- هناك بعض الأسمدة العضوية التي يتم تجهيزها بمركز البحوث الزراعية أهمها العقدين وهو منتج حيوي يستخدم في تسميد جميع المحاصيل البقولية مثل الفول والبرسيم والبسلة والعدس وغيرها وهذا المنتج يوفر حوالي 75%من كمية الأسمدة المازوتية الموجودة المطلوبة للمحصول البقولي وأيضا يحسن من إنتاجية المحصول من 10إلي 20% بالإضافة إلي اكتساب النبات مقاومة ضد الآفات الزراعية وهو رخيص الثمن وفي متناول الجميع وينتج في مركز البحوث الزراعية وطريقة استخدامه بسيطة حيث يضاف كيس العقدين إلي كوب من الماء مع ملعقة سكر كبيرة ويقلب جيدا ثم يضاف إلي التقاوي وقت الزراعة فيعطي نتائج رهيبة ويمنع تلويث التربة والبيئة بمواد كيماوية ضارة إضافة إلي زيادة إنتاجية المحصول. نقص المياه 3 لابد أن تبذل وزارة الري جهودًا مُتصلة لحل تلك المشكلة من حيث القيام بعدة مشروعات لمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، إلا أنه يعيب عليها أنها لا تقوم سوي بالمعالجة الأولية مما يجعل المياه محملة بالعناصر الثقيلة كالرصاص والأمونيا مما يؤدي إلي تلويث التربة وإصابتنا بأمراض كثيرة لذا عليها استخدام المعالجة الثلاثية إضافة لتغطية الترع والمصارف لمنع بخر مياهها وتقليل الفاقد منها وتتكلف تلك العملية ما بين 0.75 قرشا إلي 1.75 جنيه للمتر المكعب علي غرار اليابان التي وفرت ملايين الأمتار من المياه. 4 لابد من تقليل المياه ولا ننسي أن سياسات الري التي يستخدمها الفلاح سبب في الأزمة كالري بالغمر وهذا دور مديريات الزراعة التي لابد أن تقيم حلقات توعوية وإرشادية للفلاح بضرورة استخدام الري بالتنقيط. 5 الطاقة الشمسية لم يتم استغلالها استغلالا أمثل حتي الآن فبعض الدول العربية كالسعودية والإمارات استخدمتها في تحلية مياه البحر مما جعلها توفر ملايين الجنيهات وتعطي نتائج رائعة إضافة إلي أن ملاعب الجولف وحمامات السباحة للقري السياحية تهدر مياها عذبة لذا لابد من تقنين إنشائها. 6 الاستفادة من مياه الأمطار حيث إن الأمطار تسقط في مصر سنويًّا بمقدار مليار ونصف المليار متر، إلا أنه لا يتم استغلال تلك الكمية بالطريقة المثلي في ظل علم »حصاد الأمطار» وهو علم يدرس في العديد من البلدان المختلفة ذات القوة الاقتصادية. 7 استخدام مياه الأمطار في زراعة بعض أنواع الخضراوات وخصوصا زراعة التين والزيتون، حيث تستهلك تلك الزراعات كمية كبيرة من المياه العذبة وقد تم تطبيق التجربة في الساحل الشمالي الغربي ونجحت ومن الممكن تعميمها في صحاري مصر وخاصة سيناء بإقامة سدود لتخزين تلك المياه واستغلالها بعد ذلك. زراعة الأرز 8 اختيار طريقة لزراعة الأرز معروفة عالميا بSکI وقد تبين أن تلك الطريقة ساهمت في توفير كمية من المياه تتراوح بين 1600 إلي 1700 متر مكعب خاصة أن الأرز هو المحصول الأول في إهدار المياه مما دفع وزارة الري لإعطاء تعليماتها بزراعته بمحافظات معينة مع سن غرامات باهظة علي من لا يمتثل لتوصياتها. 9 ابتكار طريقة جديدة لزراعة الأرز مقاوم للجفاف أطلق عليه »سلالة عرابي» وتم زراعته بالبحيرة والشرقية وأعطي نتائج مذهلة فيخفض استهلاك الأرز من 7000 متر مياه إلي 3500 متر مياه وفي نفس الوقت يعطي إنتاجية 4 - 5 أطنان للفدان، بزيادة طن في الفدان عن النوع العادي كذلك نجاحه في توفير السولار اللازم لعمل مضخات المياه. 10 - إنشاء عدة محطات لتحلية مياه البحر عن طريق طاقة الرياح لإنتاج 10 آلاف متر مكعب في اليوم دون استخدام الطاقة الكهربائية أو توصيلها بخطوط مياه، وتقوم فكرة تحلية مياه البحر عن طريق إزالة الشوائب والملح وعنصر الصوديوم والاستفادة منها بعد ذلك علي نطاق واسع ثم رفعها إلي خزان كبير بواسطة طاقة الرياح إلي خزان مؤقت ثم يتم تسخينها وتبخيرها بالطاقة الشمسية ثم تكثف ويتم تجميعها في خزان آخر للاستخدام وهذا يجعلنا نحتاج إلي 70 ألف ميجا من معدات طاقة الرياح والطاقة الشمسية وهناك مناطق متعددة يمكن إقامة مثل تلك المحطات عليها تلك المساحة الواقعة غرب خليج السويس ومواقع جنوبالبحر الأحمر والعوينات والوادي الجديد والساحل الشمالي. 11 مشروع قناة جوجلي سيعود بالفوائد علي القطاع الزراعي ويزيد من حجم الأراضي الزراعية مما يوفر فرص عمل للعديد من الشباب ويحقق لنا الأمان المائي الذي ننشده، كما يطالب الدكتور ضياء القوصي مستشار وزير الري السابق، بأن تبدأ وزارة الري في توثيق صلتها بحكومة الجنوب من خلال المشروعات الثنائية فتلك القناة أصبحت أهم من سد النهضة. 12 - إنشاء قري ريفية نموذجية تحمل الطابع المصري بتخصيص أراضٍ في الزمام الصحراوي للفلاحين، وحصر الأراضي الزراعية ثم مخاطبة الجهات المختلفة لتخصيص زمام صحراوي لكل زمام زراعي مع السماح للفلاحين بتملك الأراضي وبناء قري نموذجية علي الطابع الريفي بأشجار النخيل أو البامبو مع استخدام الطاقة الطبيعية في كافة احتياجات القرية وحول الدعم المالي لإنشاء مثل تلك القري عن طريق رجال الأعمال أو رئيس بنك الائتمان الزراعي ووزارة الزراعة والإسكان. 13 عودة البنك الزراعي ليقوم بدوره في خدمة الفلاح دون سياسات احتكارية أو ضغوط. 14 تقسيم البنك إلي عدة بنوك متخصصة كالبنك الزراعي الذي يشمل جميع القري ويعمل علي تسليف صغار المزارعين وآخر استثماري إضافة إلي القطاعات المختلفة التي تتكون من الشون والمخازن وبهذا يستطيع ممارسة عمله دون الضغط علي الفلاحين.