يتصور البعض أن الزراعة المصرية توقفت عند الفلاح البسيط الذي يزرع, في مواعيد محددة, يعرفها بالخبرة.. لا بالعلم والدراسة, لكن الحقيقة غير ذلك. فقد دخلت التكنولوجيا الزراعة المصرية, لكنها اقتصرت علي المزارع الكبيرة, التي استفادت من تقنيات التكنولوجيا, والحاسبات الآلية, بينما يبقي المزارع التقليدي بعيدا عما يحدث حوله من تطور علمي وتكنولوجي, الا إذا لحق بقطار التكنولوجيا في المستقبل. وفي دولة كمصر, تتسم بمحدودية الموارد المائية,(55 مليار متر مكعب سنويا من مياه النيل), وفي ظل الزيادة السكانية المضطردة, تبدو التكنولوجيا خيارا استراتيجيا لضمان حسن استخدام حصة المياه بما يتناسب مع التوسع. الأفقي باستصلاح أكبر قدر ممكن من الأراضي الجديدة, وهذا يتطلب توفير موارد مائية بما يتناسب مع هذا القدر من التوسع وفي ظل هذا التطور التكنولوجي, استعانت المزارع المصرية الكبري ببرامج الحاسب الآلي التي صممها المعمل المركزي للمناخ الزراعي بوزارة الزراعة, لتوفير استخدامات الري من ناحية, وتقليل استخدام السماد, واتباع الطرق الحديثة في تحديد مختلف الأحتياجات الزراعية لإنتاج محاصيل صالحة للتصدير, بمواصفات أعلي من حيث الكم والجودة. من هنا, اتجه المعمل المركزي للمناخ الزراعي بوزارة الزراعة كما يقول الدكتور أيمن فريد أبو حديد رئيس مركز البحوث الزراعية الي البحث عن حلول غير تقليدية بالاعتماد علي التكنولوجيا, وبعد جهد متواصل تمكن المعمل من تصميم9 برامج حصلت جميعا علي حقوق الملكية الفكرية, وتتضمن البرامج التسعة برنامج حسابات الاحتياجات المائية, وبرنامج ري وتسميد العنب باستخدام الحاسب الالي, وبرنامج ري وتسميد النباتات تحت الصوب, بالإضافة الي برنامج تاريخ الزراعة المصرية, والأجندة الزراعية الالكترونية وبرنامج التنبؤ بمواعيد زراعة القطن, وبرنامج التحويلات, والقاموس الزراعي المصور الناطق. الاحتياج المائي خطوة خطوة وفي المعمل, تم تطوير العديد من برامج الحاسب الآلي سعيا لتطوير إدارة العمليات الزراعية المختلفة, والحفاظ علي الموارد الطبيعية المتاحة مثل المياه, والأراضي الصالحة للزراعة والأسمدة, وفي مصر الآن, يتم الاستعانة ببرنامج حاسب آلي يسمي(IRRR-CLAC) لحساب الاحتياج المائي اليومي أو جدولة الري لموسم النمو, وتم تقسيمه لثلاث شاشات رئيسية.. الشاشة الأولي تتعامل مع قائمة المحاصيل التي تحتوي علي المحاصيل الرئيسية, وهي الخضروات, والفاكهة, ويستطيع مستخدم البرنامج تحديد المحاصيل المطلوبة ضمن قائمة تشمل جميع أنواع المحاصيل التي تنمو في مصر, وعند تحديد عمر النبات, أو ميعاد زراعته يقوم البرنامج باختيار معامل المحصول, وعمق الجذر الفعال كعامل مرتبط بالزمن, ويعتمد البرنامج والكلام لرئيس مركز البحوث الزراعية علي معادلات رياضية دقيقة, وتشتمل حسابات تقدير الاحتياج المائي علي نوع التربة الذي يمكن البرنامج من حساب السعة الحقلية ونقطة الذبول الدائم, والذي من خلالهما يمكن تحديد الماء الميسر للنبات في هذا النوع من التربة, وعليه يمكن تحديد أقصي كمية مياه يمكن إضافتها لهذه التربة, وعند هذا يمكن تحديد كمية المياه التي تعطي لمحصول معين في منطقة معينة وفقا لنوع التربة, وعمر المحصول, ويعتمد البرنامج علي معادلة بنمن مونتيز وقريبا سوف نتمكن من استخدام أكثر من عشر معادلات مختلفة وعند هذا نكون قد اجبنا عن سؤالين هما: الأول, عن كمية الماء, والآخر عن ميعاد الري وفترة الراحة بين الريات, أما الجزءالأخير فيتعلق بكفاءة نظام الري, والمسافة بين خراطيم الري, وتصرف المتر الطولي من الخراطيم, وعليه يتحدد زمن تشغيل شبكةالري, ويمكن أيضا من خلال البرنامج حساب جدولةالري للمحصول بدءا من الزراعة, وحتي الحصاد اعتمادا علي بيانات تاريخية, أو بيانات العام السابق أو البيانات المناخية الخاصة بمحطة أرصاد المزرعة, وهناك موقع علي شبكة المعلومات الدولية يحتوي علي بيانات الأرصاد الجوية الزراعية لحساب الاحتياجات المائية. وقد روعي في تصميم برنامج حسابات الاحتياج المائي اليومي أوجدولة الري لموسم النمو سهولة استخدامه والاستفادة منه بأقصي صورةممكنة,حيث يعمل باللغتين العربية, والانجليزية طبقا للاختيار,من خلال الضغط عليأيقونة بيانات النبات من الشاشة الرئيسية, فتظهر الشاشة التي تحتوي علي بيانات النبات وبها نوعه, واسمه, وعمره باليوم والسنة. كما تم تصميم برامج حاسب آلي متكاملة لتقدير احتياجات النبات للاسمدة للنبات خلال مراحل نموه المختلفة تحت الظروف المناخية المختلفة خلال العام لمختلف المناطق وفق نوعيات الأراضي المختلفة, ومصادر المياه المختلفة للمحاصيل المختلفة, وتم توفير هذه البرامج للمزارع لكي يتم الاستفادة منها بما يعود بالنفع علي المزارع والبيئة. ولتيسير استخدام هذه البرامج علي المزارع, تم عمل جدولة للتسميد خلال الموسم لإعطاء المزارع توصيات يومية بكميات الأسمدة التي يحتاجها النبات, وكيفية إضافتها باستخدام الاسمدة المتوفرة في الأسواق المحلية, وقد ساعد علي ذلك وجود طرق حقن الأسمدة من خلال شبكة الري, والتي لها القدرة علي إعطاء النباتات احتياجاتها يوميا مع مياه الري, وذلك للحصول علي أعلي محصول من حيث الكم والجودة. ويعتمد برنامج التسميد مع مياه الري علي نتائج تحليل التربة والنبات لتعديل كميات الأسمدة بناء علي الأسمدة الفعلية المتوفرة والمقننات المائية الملائمة لكل محصول, وذلك في الأعمار المختلفة للمحصول, وتحديد أنسب وقت لإضافتها, والفترة بين الريات, وتحديد نوعية الأسمدة وقت الإضافة, والمقننات السمادية لكل محصول, وأفضل العمليات الزراعية في ضوء الظروف السائدة في المنطقة والعمر الفسيولوجي للنبات, وكذلك توفير وسائل الحماية المختلفة للنباتات. كما تتضمن الأجندة الزراعية بيانات الأرصاد الجوية الزراعية التي تساعد علي التنبؤ بمواعيد الزراعة, وكذلك التنبؤ بحدوث الأمراض من عدمه, وبالتالي إجراء العمليات الوقائية المناسبة التي من شأنها وقف المرض من التقدم نحو الوباء. القاموس الزراعي ويتكون القاموس من جزءين رئيسيين: الاول يتكون من الكلمة, ومعناها الانجليزي, والاسم العلمي إن وجد, وصورة, وكذلك توجد إمكانية لنطق الكلمة باللغة الانجليزية واللاتينية, وفي نهاية كل مرحلة اختبار بسيط للكلمات التي سبق عرضها., أما الجزء الثاني فهو قاموس عربي, انجليزي, للكثير من الكلمات الخاصة بالزراعة, وذلك باختيار الحرف التي تبدأ به الكلمة باللغة الانجليزية, كما يتضمن القاموس المصطلحات ومعناها باللغتين الانجليزية والعربية, ويمكن من خلال البرنامج الاستعلام عن معني الكلمات والمصطلحات الزراعية التي ليس من السهل الحصول عليها باللغة الانجليزية أؤ العربية, فضلا عن تدريب طلاب الزراعة, والمهتمين بها علي الكلمات, وأشكالها, وأنواعها. بالتربة, بالاضافة إلي معرفة مدي استجابة النبات للأسمدة المضافة من خلال تحليل النسيج النباتي. ويعتبر برنامج ري وتسميد النباتات تحت الصوب, هو الإصدار الثاني من سلسلة برامج المعمل المركزي للمناخ الزراعي المتعلقة بري وتسميد النباتات من خلال شبكات الري بالتنقيط.. هكذا بدأ الدكتور مسعد قطب مدير المعمل المركزي للمناخ بوزارة الزراعة حديثه, مشيرا إلي أن البرنامج يعتمد علي نفس الترتيب المنطقي لحساب الري والتسميد كما في برنامج ري وتسميد العنب. ويتكون البرنامج من جزئين رئيسيين, الأول: يتعلق بإدخال البيانات, وتشمل بيانات المنطقة, والصنف النباتي, وعمر النبات, وتحليل التربة والنبات, ومساحة الصوبة, وعدد الصوب, وعدد النباتات بالصوبة, الأسمدة المستخدمة. وغيرها من التفاصيل, والجزء الثاني وهو خاص باستخراج البيانات, ويعطي البرنامج المقنن المائي والسمادي وإدارة التسميد, كما يقدم رسما بيانيا يدل علي الاحتياجات الغذائية للنباتات تحت الصوب. ونظرا للأهمية القصوي لنظم الري الحديثة, ولما توفره من إمكانية زراعة مساحة كبيرة من الأرض, باستخدام كميات اقل من المياه مقارنة مع طرق الري التقليدية, مما أدي إلي التوسع في زراعة الأراضي الصحراوية الجديدة بمناطق الاستصلاح المختلفة, وبالتالي زيادة الرقعة الزراعية. من هنا كانت الحاجة ملحة لبرنامج تصميم شبكات الري بالتنقيط ويعمل البرنامج وفقا لمدير المعمل المركزي للمناخ الزراعي علي تصميم شبكة الري بناء علي أقصي احتياج مائي للنبات, باختيار أقطار المواسير البلاستيكية أو الحديدية بمساعدة البرنامج. كما يقوم البرنامج أيضا بالمساعدة في اختيار نظام الفلاتر المناسبة لنظام الري حسب مصدر المياه المستخدم في عملية الري, ونوع النقاط وتصرف النظام. مما يساعد في المحافظة علي نظام الري, وبدون حدوث مشاكل الانسداد. كما يساعد البرنامج أيضا في تحديد القدرة المائية للطلمبة المستخدمة في النظام ومعدل استهلاك الوقود. ولكي يتم حساب الاحتياجات المائية, لابد من إدخال البيانات الخاصة بموقع المزرعة ومساحتها, والمسافة بين النباتات, وبين الخطوط, وتصرف النقاطات, وكفاءة شبكة الري, وتوفر الأجندة الزراعية قاعدة كبيرة من المعلومات الخاصة بكل منطقة في ضوء الظروف الخاصة بكل منطقة من مناطق الجمهورية لتحديد الأفضل من طرق ووسائل الري.