عزف له السلام الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية ورفع العلم المصري خفاقا عاليا في سماء ريو دي جانيرو البرازيلية بعدما عزف بيديه أروع ألحان البطولة وحمل اللواء لاستعادة مكانة لعبة رفع الأثقال، اسمه محمد إيهاب ولد في 21/11/1989 في مدينة الفيوم.. ينتمي إلي عائلة رياضية التحق بمدرسة الأثقال أول مرة في سن العاشرة عندما أخذه أبوه لأحد تدريباته خاصة أنه بطل في رياضة الأثقال الأمر الذي لفت انتباه محمد لهذه اللعبة وقد أعجب برشاقة وقوة أبيه وبأدائه وقال له إني أريد أن أكون مثلك ومن هنا بدأ محمد إيهاب التدريب وحقق العديد من الألقاب والبطولات المتميزة في المحافل الدولية والعالمية. أعشق تراب مصر ورفضت التجنيس راتبي الشهري 800 جنيه ولم اتزوج • سألناه عن بدايته وكيف تعلم رياضة رفع الأثقال؟ - قال: لم أختر لعبة رفع الأثقال بل هي التي اختارتني حيث ولدت في الفيوم وسط أسرة تعشق اللعبة، فوالدي كان لاعبا رائعا في الأثقال وبطلا للجمهورية مرات عديدة. وبعدها أصبح مدربا متميزا ثم حكما دوليا ثم عضو مجلس إدارة منطقة الفيوم للأثقال ومن خلاله عشقت اللعبة. لدرجة أنه ترك لي العنان للإبحار في عالم الحديد بعد أن استمع لنصيحة ثلاثي المدربين العظماء الأشقاء في الفيوم وهم بلال عويس ومحمد عويس وصبري عويس بعدما أكدوا لوالدي أنني سيكون لي مستقبل كبير في رفع الأثقال وكم كانت سعادته لأنه أيضا كان يتنبأ لي بأني سأصبح بطلا عالميا - ولا أخفي سرا أن والدي رحمه الله كان يضع (يافطة) علي باب حجرتي بالمنزل مكتوب عليها حجرة البطل العالمي محمد إيهاب. وهذا كان يدفعني للاهتمام بالحفاظ علي قوتي البدنية عن طريق ممارسة ألعاب القوي أيضا وأنا في سن صغيرة. • ماذا تمثل لك برونزية ريو دي جانيرو بالتحديد؟ - رغم فوزي بميداليات عديدة ومنها الذهبيات في بطولات عديدة إلا أن للميدالية الأوليمبية فرحة لاتوصف ومذاقا متميزا لكون حصولي علي ميدالية أوليمبية شرفا كبيرا فهي أعظم إنجاز رياضي في العالم وأعتبرها بداية جديدة لي لتحقيق المزيد من الإنجازات ويكفيني شعوري وإحساسي الجميل بعد أن طوقني أفراد البعثة أنا والجهاز الفني بأطواق الورود والفل داخل صالة المنافسات ودموع الفرحة لم تتوقف وظلت تنهمر من عيني ولم يوقفها إلا لحظات تقبيلي لعلم مصر ويكفيني مع كل المصريين أننا انتظرنا هذا التتويج منذ عام 1948. ولمن تهدي برونزية أوليمبياد البرازيل؟ - أهديها لست الحبايب أمي ولروح أبي الذي كنت أتمني أن يراني في هذا النجاح وأهديها لمصر المحروسة وقائدها العظيم الرئيس عبد الفتاح السيسي والمؤسسة العسكرية. وماحقيقة أنك تدربت في أكثر من مكان؟ - هذا حقيقي فبدايتي كانت في الفيوممسقط رأسي وكانت بالتحديد في مركز شباب الفيوم (1) وبعدها ذهبت للتدريب بمدرسة الموهوبين بمدينة نصر علي يد الكابتن ماهر أمين رحمه الله ثم انتقلت للمدرسة العسكرية بالهايكستب وتولي تدريبي الكابتن القدير فتحي زريق وتباعا انتقلت للمدرسة العسكرية بالإسماعيلية وتدربت علي يد الكابتن الخبير عمر رمضان. صرحت بأن أجندة بطولاتك كثيرة . فما هي؟ - بالفعل حققت العديد من الألقاب سواء المحلية أو الإقليمية أو العربية وهذا قبل أن يكتمل عمري 18 عاما حيث شاركت في البطولة العربية في وزن 56كجم في مصر عام 2007 وحصدت ثلاث ذهبيات بالرغم من صغر سني لأنتقل بعدها للمستوي العالمي وحققت المركز الخامس علي مستوي ناشئي العالم في بطولة العالم لرفع الأثقال نفس الوزن للناشئين بدولة التشيك ونجحت في تحقيق مجموع (خطف ونطر) وصل 238كم وللعلم هو رقم لم يستطع أي ناشئ مصري أن يحققه حتي الآن.. ثم انتقلت للعب في فئة وزن 62كجم حتي 2011 وشاركت في بطولة البحر الأبيض المتوسط في قبرص 2008 وحصدت المركز الأول والميدالية الذهبية. وهل توقفت مسيرة إنجازاتك عند ذلك؟ - من يذوق حلاوة طعم الانتصار لايتوقف نهائيا عن تحقيق المزيد فقد حصدت الميدالية البرونزية في البطولة العالمية للشباب برومانيا كما شاركت في بطولة العالم للكبار في كازاخستان 2014 وفزت فيها بثلاث ميداليات دفعة واحدة بعدما شاركت في وزن 69كجم. ولماذا يقال إن إنجازك في هذه البطولة غاب عن مصر لسنوات؟ - نجحت خلال منافسات الخطف في رفع ثقل وزنه 152كجم واحتللت المركز الثالث محققا الميدالية البرونزية وهو رقم مصري جديد لم يسبق لأي لاعب تحقيقه بفارق 2 كجم فقط خلف أوليج تشين الروسي صاحب المركز الثاني وخلال مسابقة النطر نجحت في رفع ثقل وزنه 182كجم متساويا مع الأسطورة الكوري الشمالي كيم ميونج إلا أن وزني كان أكثر منه في المنافسة الأمر الذي منحه الميدالية الفضية خلال تلك المنافسة وأضفت إنجازا جديدا لي ولمصر خلال البطولة - هذا بخلاف حصادي للميدالية الفضية في مجموع الخطف والنطر وتفوقت علي اللاعب الكوري نفسه بسبب الوزن أيضا - وحققت لمصر إنجازا غاب عن مصر لسنوات طويلة وعن لعبة رفع الأثقال المصرية. وماحقيقة العرض القطري الذي ترددت الأنباء عنه مؤخرا؟ - بالفعل عرضت دولة قطر تجنيسي واللعب باسمها وكنت علي وشك قبول العرض بسبب غضبي الشديد من الإهمال ومعاملة الاتحاد ومسئولي الرياضة لي - وقدمت أوراقي للحصول علي الجنسية القطرية قبل انطلاق البطولة - ولكن الأوراق تأخرت. رغم أن هناك لاعبين وأبطال أثقال مصريين حصلوا علي الجنسية القطرية. ولكني تراجعت في اللحظات الأخيرة لعدم إهدار تاريخي في مصر. ولم أتخيل للحظة أني سألعب باسم دولة أخري وأرفع علمها وأتمني ألا أفعلها أبدا حتي ينتهي مشواري فأنا أعشق تراب هذا الوطن ومصر منحتني الكثير من حب الناس، وإحقاقا للحق رفع اسم مصر وإسعاد الملايين وحبي لبلدي جعلني أرفض تجنيسي أيضا من دولة السويد والإمارات. ولا أزايد بعروض التجنيس ولكني أتحدث عن وقائع. ومامدي دليلك علي الظلم الواقع عليك؟ - هل تصدق أني أمارس رياضة الأثقال وكنت موظفا في شركة الكهرباء براتب 125 جنيها شهريا وتدرجت حتي وصلت إلي 800 جنيه وحتي الآن لم أتزوج لارتباطي بلعبة الأثقال ذات المصاريف العالية جدا التي تتخطي مصاريف الزواج، ويكفي مثلا أني حصدت 3 ميداليات عام 2008 والمسئولون منحوني مكافأة ميدالية واحدة فقط مخصوم منها الضرائب. وما هو تصورك لتعويضك عن هذا الظلم؟ - مطلوب أولا الاهتمام بالاتحاد حتي يقدم أبطالا جددا ويستمر في الحفاظ علي مكانه في الصدارة ولابد من تكريم أبطال كمال الأجسام علي المستوي الأدبي قبل التكريم المادي لأن ذلك شيء مهم للغاية.. وأمنياتي أن يتم بناء تمثال لي في بلدي بالفيوم وهذا ما وعدني به الفنان العالمي المبدع د.علي حبيش. ماذا عن دعم الأسرة لك؟ _ هناك دعم كبير مستمر من الأسرة ووالدتي تشجعني بقوة علي ممارسة التدريبات وكذلك أشقائي الثلاثة أمير ووليد وشوقي أبطال في لعبة الأثقال.. وأتمني تحقيق حلمهم جميعا بالتربع علي المركز الأول في بطولة العالم القادمة بإذن الله.. ووقتها لن أتنازل عن تركها للحظة واحدة. ماذا يمكن أن يعوق مطالبك؟ بصراحة الفلوس فميزانية الاتحاد محدودة ونحن في حاجة إلي دعم من أجل زيادة الاحتكاك للاعبين ومشاركتهم في البطولات الخارجية.. ولابد من الإشارة إلي أن رفع الأثقال بالتحديد لعبة مكلفة للغاية وتحتاج إلي أغذية خاصة ومكملات غذائية باهظة الثمن. وهل انتهت مطالبك؟ هناك مطلب أخير.. وهو تكرار اللقاء بالرئيس السيسي لكونه الرمز والقدوة لكل المصريين.. وهذه المرة لأهديه كل ميدالياتي الذهبية التي حصلت عليها.. وأعده بالحصول علي ذهبية بطولة العالم القادمة بل وكل بطولات المحافل الدولية بإذن الله. وما حقيقة علاقتك بنادي الزمالك؟ أنا جذوري كلها زملكاوية.. وما أجمل شعور هذا النادي برئاسة المستشار مرتضي منصور الذي أهداني عضوية النادي الشرفية ونظم لي حفل تكريم ثم التقاط العديد من الصور التذكارية التي تؤكد انتمائي للزمالك.. وقد وعد المستشار مرتضي منصور بعودة رياضة الأثقال للنادي وسيتم تجهيز مكان للعبة ويسعدني وقتها التواجد في بستان القلعة البيضاء داخل صالات الحديد لتكون نواة لتخريج كوادر وأبطال متميزين في اللعبة.