بين الجزء الأول والثاني لفيلم THE HANGOVER " فقدان السيطرة، أو صداع الكحول ، عامان فقط، ومع ذلك لم يفكر المخرج تود فيلييبس في تغيير عناصر السيناريو الذي قام عليها الجزء الأول الذي حقق إيرادات مدهشة وصلت الي مايزيد علي أربعمائة مليون دولار رغم تسرب نسخة الفيلم بعد أسبوع من بداية عرضه في عام 9002 يعتمد سيناريو الفيلم بجزئيه الأول والثاني علي فكرة شديدة الطرافة، عن مجموعة من الرجال يقيمون حفلا لوداع العزوبية قبل حفل زفاف أحدهم، وفي هذا الحفل يحاول كل منهم أن يستمتع بحياة الحرية لآخر مدي، حتي لو أدي الأمر الي المجون والخروج عن كل ماهو منطقي. ويبدأ الحفل بتجرع كميات كبيرة من الخمور، تنتهي بوصولهم لمرحلة السكر البين، ويفيقون في صباح اليوم التالي، وهم في حالة يرثي لها، بعد أن يدس أحدهم قليلا من الحبوب المخدرة للخمر، والغريب أن كلا منهم ينسي تماما تفاصيل ماحدث في ليلة المجون، ويكتشفون غياب أحدهم "في الجزء الأول العريس نفسه" وفي الجزء الثاني "شقيق العروس"!وتبدأ محاولة تذكر ما قاموا به في الليلة السابقة، من خلال فلاش باك للبحث عن الشخص المفقود! أحداث الجزء الأول كان مسرحها مدينة لوس انجلوس، وأحداث الجزء الثاني مدينة بانكوك في تايلاند، حيث يقرر طبيب الأسنان"العريس" أن يتزوج من فتاة تايلاندية من أسرة ثرية، ويسافر مع أصدقائه، لحضور العرس، وتظهر بعض الخلافات بين أسرة العروس وبين العريس وأصدقائه، ناتجة عن اختلاف الثقافات ، ويقرر أصدقاء العريس قضاء ليلة توديع العزوبية وهو تقليد مسموح به في الدول الغربية، حيث يقوم العريس بعمل كل اللي نفسه فيه، قبل الزواج ، ويصطحب مجموعة الأصدقاء الشقيق الأصغر للعروس وهو شاب مراهق أصر علي اصطحابهم، ثم يكتشفون غيابه مع وجود أصبعة فقط! مما يدل علي انه تعرض لحادث أما العريس فيكتشف أن وجهه مرسوم عليه وشم"تاتو"قبيح الشكل ولايتذكر من الذي فعل به ذلك، وفي رحلة اكتشاف مادار بينهم ومافعلوه وهم خارج الوعي، تدور أحداث الفيلم، الذي يقدم كل ألوان الخروج عن المنطق، ويصبح لزاما علي مجموعة الأصدقاء العثور علي شقيق العروس قبل موعد الزفاف! يقدم الفيلم رحلة سياحية في العالم السفلي لمدينة بانكوك، حيث بيوت الدعارة، وتجارة المخدرات والعصابات الشرسة، والمطاردات المجنونة، دون أن يدعي أي طرف أن الفيلم يسيء لسمعة مدينة بانكوك، ويعتمد السيناريو علي المواقف المضحكة التي تتصاعد رغم عدم منطقيتها، انطلاقا من أن للكوميديا منطقها الخاص وقد تم تصنيف الفيلم لمن هم فوق سن الثالثة عشرة، نظرا لاحتوائه علي بعض الألفاظ والمشاهد الجنسية، بالإضافة للعنف! وإذا كانت دور العرض في أمريكا وأوروبا تلتزم بهذا التصنيف، فإن تحميل الفيلم من علي الإنترنت يعطي فرصة لمن هم دون الثالثة عشرة لمشاهدته، ولذا تقرر الشركة المنتجة، أن تقدم نسخة خالية من المشاهد الجنسية ورفعها علي مواقع الأفلام، لتتيح للمراهقين مشاهدته دون الإخلال بفكرة التصنيف العمري!وسوف تندهش أن الفيلم يحقق إيرادات ضخمة وضعته في المرتبة الأولي في قائمة شباك التذاكر رغم أن النسخة متوافرة في كل المواقع السينمائية، مع ترجمات لعدة لغات ليس منها العربية!لقد ضحكت مع الجزء الأول من الفيلم ولكني لم أستمتع بالجزء الثاني، لإنتفاء عنصري الدهشة والمفاجأة! ومع ذلك فإن فكرة استخدام نفس عناصر السيناريو في أكثر من فيلم، تؤكد علي المهارة والحرفة، وقد حدث هذا أكثرمن مرة، في أفلام مثل وحدي في المنزل"HOME ALONE" الذي يعتمد علي فكرة واحدة وهي ذهاب أسرة أمريكية في رحلة خارج البلاد، ويتخلف أصغر طفل في العائلة، ليجد نفسه وحيدا في المنزل في مواجهة عصابة تحاول اقتحامه! وقد تم تقديم ثلاثة أجزاء ناجحة من الفيلم الذي لعب بطولته الطفل "ماكولاي كالكين" الذي كان في الثامنة من عمره أثناء قيامه ببطولة الأجزاء الثلاثة التي حققت إيرادات خرافية في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين! ونفس الصيغة تم التعامل معها في سلسله أفلام" الموت الصعب" لبروس ويليس، ولكننا إن فعلناها في السينما المصرية فسوف يعتبره البعض إفلاسا! بطل الفيلم الممثل برادلي كوبر، من مواليد 5791 وهو أحد الوجوه التي تصعد بقوة للصف الأول، يسانده في ذلك وسامته الواضحة وقدرته علي أداء أدوار متنوعة، وكان قد بدأ شهرته عندما شارك في فيلم "الجنس والمدينة"، ثم في مسلسل أسرار المطبخ حيث لعب دور شيف "رئيس طهاة" في أحد الفنادق يتمتع بجاذبية تجعله مثار اهتمام النساء، وقد عرض له في بداية العام فيلم"بلاحدود" LIMITLESS الذي قدم من خلاله شخصية شاب يتمتع بقدرات خارقة، تسبب له مشاكل كثيرة ومعقدة، فيسعي ليسترد حياته الطبيعية، ورغم نجاح الفيلم إلا أن برادلي كوبر لم يختبر حتي الآن في أفلام ذات طبيعة جادة، ولم يتعامل مع أي من المخرجين الكبار، ولذلك فهو قد حقق الشهرة ولكنه لم يصنف حتي الآن ضمن الممثلين العتاة الذين يقدمون أفلاما ذات قيمة فنية، ولذلك فهو يسعي جاهدا من خلال مدير أعماله للبحث عن فرصة ليثبت أنه يمكن أن يكون ممثلا للأدوار الصعبة بالإضافة لكونه نجما يتمتع بشعبية وتحقق أفلامه إيرادات ضخمة.