بين الجزء الاول والثاني لفيلم THE HANGOVER " فقدان السيطرة، او صداع الكحول، عامان فقط، ومع ذلك لم يفكر المخرج تود فيلييبس في تغيير عناصر السيناريو الذي قام عليها الجزء الأول الذي حقق إيرادات مدهشة وصل إلي ما يزيد علي أربعمائة مليون دولار رغم تسرب نسخة الفيلم بعد اسبوع من بداية عرضه في عام 2009! يعتمد سيناريو الفيلم بجزءيه الأول والثاني علي فكرة شديدة الطرافة، عن مجموعة من الرجال يقيمون حفلا لوداع العزوبية قبل حفل زفاف احدهم، وفي هذا الحفل يحاول كل منهم أن يستمتع بحياة الحرية لآخر مدي، حتي لو ادي الأمر إلي المجون والخروج عن كل ما هو منطقي، ويبدأ الحفل بتجرع كميات كبيرة من الخمور، تنتهي بوصولهم لمرحلة السكر البين، ويفيقون في صباح اليوم التالي، وهم في حالة يرثي لها، بعد أن يدس أحدهم قليلاً من الحبوب المخدرة للخمر، والغريب أن كلا منهم ينسي تماما تفاصيل ماحدث في ليلة المجون، ويكتشفون غياب احدهم "في الجزء الاول العريس نفسه" وفي الجزء الثاني "شقيق العروس"! محاولة تذكر تبدأ محاولة تذكر ما قاموا به في الليلة السابقة، من خلال فلاش باك للبحث عن الشخص المفقود!احداث الجزء الأول كان مسرحها مدينة لوس انجلوس، وأحداث الجزء الثاني مدينة بانكوك في تايلاند، حيث يقرر طبيب الأسنان"العريس" أن يتزوج بفتاة تايلاندية من اسرة ثرية، ويسافر مع اصدقائه، لحضور العرس، وتظهر بعض الخلافات بين اسرة العروس وبين العريس وأصدقائه، ناتجة عن اختلاف الثقافات، ويقرر اصدقاء العريس قضاء ليلة توديع العزوبية وهو تقليد مسموح به في الدول الغربية، حيث يقوم العريس بعمل كل اللي نفسه فيه، قبل الزواج، ويصطحب مجموعة الاصدقاء الشقيق الاصغر للعروس وهو شاب مراهق اصر علي اصطحابهم، ثم يكتشفون غيابه مع وجود إصبعه فقط! مما يدل علي انه تعرض لحادث ما فالعريس يكتشف أن وجهه مرسوم عليه وشم"تاتو"قبيح الشكل ولا يتذكر من الذي فعل به ذلك. خارج الوعي في رحلة اكتشاف مادار بينهم وما فعلوه وهم خارج الوعي، تدور احداث الفيلم، الذي يقدم كل الوان الخروج عن المنطق، ويصبح لزاما علي مجموعة الأصدقاء العثور علي شقيق العروس قبل موعد الزفاف! مطاردات مجنونة يقدم الفيلم رحلة سياحية في العالم السفلي لمدينة بانكوك، حيث بيوت الدعارة، وتجارة المخدرات والعصابات الشرسة، والمطاردات المجنونة، دون أن يدعي أي طرف أن الفيلم يسيء لسمعة مدينة بانكوك، ويعتمد السيناريو علي المواقف المضحكة التي تتصاعد رغم عدم منطقيتها، انطلاقا من أن للكوميديا منطقها الخاص! قد تم تصنيف الفيلم لمن هم فوق سن الثالثة عشرة، نظرا لاحتوائه علي بعض الالفاظ والمشاهد الجنسية، بالاضافة للعنف! وإذا كانت دور العرض في امريكا وأوروبا تلتزم بهذا التصنيف، فإن تحميل الفيلم من علي الانترنت يعطي فرصة لمن هم دون الثالثة عشرة لمشاهدته، ولذا تقرر الشركة المنتجة، ان تقدم نسخة خالية من المشاهد الجنسية ورفعها علي مواقع الأفلام، لتتيح للمراهقين مشاهدته دون الاخلال بفكرة التصنيف العمري! وسوف تندهش أن الفيلم يحقق ايرادات ضخمة وضعته في المرتبة الاولي في قائمة شباك التذاكر رغم أن النسخة متوافرة في كل المواقع السينمائية، مع ترجمات لعدة لغات ليس منها العربية! لقد ضحكت مع الجزء الاول من الفيلم ولكني لم استمتع بالجزء الثاني، لانتفاء عنصري الدهشة والمفاجأة! ومع ذلك فإن فكرة استخدام نفس عناصر السيناريو في اكثر من فيلم، تؤكد المهارة والحرفة، وقد حدث هذا اكثرمن مرة، في افلام مثل وحدي في المنزل"HOME ALONE الذي يعتمد علي فكرة واحدة وهي ذهاب اسرة امريكية في رحلة خارج البلاد، ويتخلف اصغر طفل في العائلة، ليجد نفسه وحيدا في المنزل في مواجهة عصابة تحاول اقتحامه! وقد تم تقديم ثلاثة اجزاء ناجحة من الفيلم الذي لعب بطولته الطفل "ماكولاي كالكين" الذي كان في الثامنة من عمره اثناء قيامه ببطولة الاجزاء الثلاثة التي حققت ايرادات خرافية في نهاية الثمانينات من القرن العشرين! نفس الصيغة تم التعامل معها في سلسلة افلام" الموت الصعب" لبروس ويليس، ولكننا إن فعلناها في السينما المصرية فسوف يعتبره البعض إفلاسا! وسامة واضحة بطل الفيلم الممثل برادلي كوبر، من مواليد 1975وهو أحد الوجوه التي تصعد بقوة للصف الاول، يسانده في ذلك وسامته الواضحة وقدرته علي اداء أدوار متنوعة، وكان قد بدا شهرته عندما شارك في فيلم "الجنس والمدينة"، ثم في مسلسل اسرار المطبخ حيث لعب دور شيف "رئيس طهاة" في احد الفنادق يتمتع بجاذبية تجعله مثار اهتمام النساء، وقد عرض له في بداية العام فيلم"بلاحدود" LIMITLESS الذي قدم من خلاله شخصية شاب يتمتع بقدرات خارقة، تسبب له مشاكل كثيرة ومعقدة، فيسعي ليسترد حياته الطبيعية، ورغم نجاح الفيلم إلا أن برادلي كوبر لم يختبر حتي الآن في افلام ذات طبيعة جادة، ولم يتعامل مع اي من المخرجين الكبار، ولذلك فهو قد حقق الشهرة ولكنه لم يصنف حتي الآن ضمن الممثلين العتاة الذين يقدمون افلاما ذات قيمة فنية، ولذلك فهو يسعي جاهدا من خلال مدير أعماله للبحث عن فرصة ليثبت انه يمكن أن يكون ممثلا للادوار الصعبة بالاضافة لكونه نجما يتمتع بشعبية وتحقق أفلامه إيرادات ضخمة.