مؤتمر للوفاق الوطني وآخر للحوار الوطني، أخشي أن يكون القائمون عليهما متأثرين بفكر الحزب الوطني. بعض الشخصيات تعلن أنها لن تترشح للرئاسة، دون أن تعلن من طلب منها الترشح. لو لم أولد مصرياً، لوددت أن أكون مصرياً، قالها مصطفي كامل، ويقولها بكل عزة وفخر كل المصريين، بعد ثورة الشباب، التي أذهلت العالم، ومع ذلك هناك من يحاول بقصد، ودون قصد أن يهيل التراب، علي ما حققته الثورة حتي الآن. الفساد مازال شاهرا سيفه، أليست البلطجة فسادا، وماذا نسمي تهريب آلاف الأطنان من السولار، وأن يصل سعر أنبوبة البوتجاز لأرقام فلكية، والارتفاع غير المبرر لأسعار الكثير من السلع الضرورية، وتعطيل مصالح الناس بحجة الإضرابات الفئوية. في سبعينيات القرن الماضي أجري في أمريكا استفتاء بين قراء الصحف، ثبت منه أن الأغلبية الساحقة تعتقد أن جريدة معينة هي أكذب الجرائد، وأنها علي ذلك أوسع الجرائد انتشارا، وخلص الاستفتاء إلي أنه قد أصبح في جاذبية الصحيفة أحيانا ما يغني عن مبادئها، والحدق يفهم. بعد الثورة صار الأمل والمستقبل في الشباب، ولكن يبقي ترجمة ذلك علي أرض الواقع، ولنا في الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين أسوة، فعندما سئل عن الطريق الأمثل في التعامل مع الشباب، قال إن الشباب لا يتأثر بالوعظ ويتأثر بالقدوة، ولا يسير بالكرباج وإنما بالإقناع، لا يعمل لأن ذلك روتين الحياة، ولكن يعمل إذا أشعلنا مخيلته بمهمة عظيمة، ولا يعتدل إلا بالأمل ولا يتطرف الا باليأس.