مع انتقال مقر الحكم من قصر عابدين إلي منشية البكري في الحقبة الناصرية ثم إلي الجيزة في فترة السادات ثم إلي منطقة مصر الجديدة في ظل حكم الأسرة المباركة.. ظهر العديد من المخططات العمرانية للقاهرة التاريخية التي لاتتناسب مع تراث المدينة وتاريخها وآثارها.. وبعض هذه المخططات تم تنفيذها بالفعل مما أدي لاختفاء بعض معالم النسيج العمراني بها وضياع جانب من التراث المعماري الذي لايعوض. والمخطط الأخير للقاهرة 2050 جاء ليواكب انتقال الأغنياء الجدد إلي مدينة نصر والقاهرةالجديدة والمقطم، وماصاحب ذلك من إقامة مرافق خاصة تخدم هؤلاء في أماكنهم الجديدة. أما طبقة الفقراء المظلومين التي توارت عن الأنظار في منطقة القرافات أسفل جبل المقطم ليعيشوا بصحبة الأموات في سكون وصمت.. فالمخططات التي نفذت من خلال الأنظمة السياسية السابقة أزالت العديد من المقابر الأثرية وكانت في طريقها لإقامة أطول جنازة في العالم لنقل رفات الأموات ومعهم الأحياء لدفنهم في الصحراء واستغلال مواقعهم المتميزة في إقامة مشروعات استثمارية لأصحاب النفوذ ورجال النظام.. ومن خلال السطور التالية سنقف علي بعض الأحداث والوقائع الصارخة التي غيرت من شكل العمران في القاهرة التاريخية.