في إحدي رحلاته الخارجية.. فوجئ طاقم طائرة الرئاسة الروسية رقم 1.. بالرئيس فلاديمير بوتين وهو يدخل قمرة القيادة لتجربة الطائرة الأحدث من طراز ال 96 300.. التي صممت بشكل فني يخطف الأنظار وعالي الدقة لتكون مناسبة لثاني أكبر دولة في العالم.. وفي الداخل زوِّدت بأثاث فاخر.. وجلد وطلاء من الذهب في كل ركن من أركانها.. إضافة لصالة للألعاب الرياضية وحجرة للاجتماعات الهامة علي متنها.. إضافة لحجرة نوم فاخرة.. وحمام لا يقل فخامة.. وكل ذلك لم يكلف الخزانة الروسية سوي 5.2 مليار روبل أي ما يوازي نحو 90مليون دولار أمريكي. ويبدو أن الطائرة الجديدة للرياسة الروسية، قد صممت لتناسب ذوق بوتين: القيصر الذي جرب كل شيء تقريبا، قبل توليه مهام منصبه وحتي وهو رئيس للوزراء وقبل أن يكون رئيسا للجمهورية. ويبدو أيضا أن الطائرة بما تحويه من جديد.. قد أضيفت لهوايات القيصر المتعددة، التي احتار شعبه ومن بعده العالم، في حصرها. فبويتن.. مشهور عنه في بلده روسيا.. وفي كثير من بلدان العالم، بأنه رئيس من طراز خاص.. يعطي كل وقت العمل للعمل، ولا يبخس حق أوقات فراغه، فمرة تجده يهرب من الكرملين: مقر الرئاسة في قلب العاصمة موسكو، ليذهب إلي المنتجع الشهير «سوتشي» في الجنوب علي البحر الأسود، ليبدأ في ممارسة هواياته ورياضاته المختلفة، التي لا يربطها أي رابط سوي حب القيصر للمغامرة، وتجربة كل جديد. تجده مرة يمارس رياضة الجودو العنيفة، وهو بطل فيها، وحائز علي عدد من أحزمتها المعروفة، وكثيرا ما يمارسها مع طلبة المدارس، أو خلال تفقده لاستعدادات المنتخب الروسي للعبة، لدورة أوليمبية أو كأس للعالم، وفيها يبرز مهاراته، ولا يبخس حق منافسه، إذا تمكن من التغلب عليه. ومرة نجده.. هاويا صبورا لصيد الأسماك.. وله صورة شهيرة وهو يحمل سمكة كبيرة، اصطادها في إقليم توفا في أقصي روسيا بمنطقة سيبيريا أو تجده.. بصحبة أستاذ في علوم البيئة، وهو يضع جهازا للتعقب علي جسم نمر في إحدي غابات روسيا القاسية. أو يمضي إجازته كلها في ثوب الغطاسين في جزيرة تامان، أو يحاول الإمساك بحوت لأخذ عينة منه لإجراء الأبحاث العلمية عليها أو يمارس هواياته المثيرة للجدل.. مثل ركوب الطائرات الشراعية البدائية.. أو دراجة نارية في أحد شوارع جنوبموسكو.. أو خلال زياراته لإحدي دول الاتحاد السوفيتي السابق. والقيصر لا يخشي من ممارسة رياضات لا يتقنها مثل لعبة هوكي الانزلاق الخطيرة أو يغطس في الماء لساعات ليستكشف بيئته الغربية في إحدي مناطق سيبيريا التي يغطيها الثلج طوال العام أو بالقرب من خليج فنلندا.. الملاصق للقطب الشمالي المتجمد. ولا يخلو الأمر أحيانا.. من قيادته لطائرة مقاتلة من طراز سوخوي الشهيرة.. أو طائرة أخري مدنية.. وكثيرا ما يفاجأ به أطقم هذه الطائرات في قمرة القيادة.. وفي كل تلك اللقطات كما تقول صحيفة «برافدا» يريد القيصر أن يظهر في صورة مغايرة لكل الرؤساء الذين سبقوه.. إما في قيادة الاتحاد السوفيتي بجمهورياته السابقة.. أو رئاسة الاتحاد الروسي الحالي.. وهي صورة يريد بوتين أن يرسخها في ذهن كل مواطن روسي بسيط.. وتحت شعار كن مثل بوتين.. وهو شعار رددته كثير من الصحف الروسية.. خلال سنوات حكم القيصر الأخيرة.. فهو الرجل الذي يصطاد الأسماك مثل أصغر فلاح روسي.. وهو الذي يحلق بطائرات السوخوي 27 المقاتلة.. مثل أي طيار ومحارب.. وهو الذي يركب الجياد.. ويسبح في النهر شديد البرودة.. ويغطس علي عمق يصل 300 متر تحت سطح البحر.. وهو الذي يهدئ النمور ويصطاد الدببة والحيتان.. ليحافظ علي توازن البيئة.. وهو أخيرا بوتين: الأصل مثل الصورة.. تماما..