أكد مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث اللواء محمود فاروق أن الفقر والجهل من أهم أسباب ظاهرة أطفال الشوارع، وفي أول حوار صحفي له كشف ل"آخرساعة" أنه يجري الإعداد لتوقيع بروتوكول تعاون لتوفير سيارات ترحيلات مخصصة للأحداث وكذلك تخصيص حجرات داخل أقسام الشرطة لصغار السن، مشيراً إلي أن تعديلات الرئيس السيسي علي قانون الطفل أنقذت المؤسسات العقابية من التكدس.. وإلي نص الحوار. ما طبيعة عمل الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث؟ - هي إحدي الإدارات العامة التابعة لقطاع الأمن الاجتماعي الذي يرأسه اللواء خالد ثروت في وزارة الداخلية، فهي الإدارة المسئولة عن حماية ورعاية الأحداث علي مستوي الجمهورية ويوجد لها أقسام في كل مديريات الأمن تقع تحت إشرافها وتقوم بتنفيذ دورها في حماية الأحداث ورعايتهم، والعمل بالإدارة يقوم علي محورين أولهما المحور الأمني ويتمثل في محاربة مفسدي ومستغلي الأحداث من الكبار وضبط كل الجرائم التي تستهدفهم، أما الثاني فهو المحور الاجتماعي ويتمثل في التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية التي تعمل في مجال حماية الأحداث والأطفال، وتم عقد بروتوكولات للتعاون مع العديد من الوزارات والهيئات الدولية منها منظمة الأممالمتحدة. وما أنشطة "الأممالمتحدة" فيما يتعلق بالمحور الاجتماعي؟ - هذه المنظمة حاصلة علي موافقة من وزارتي الداخلية والتضامن الاجتماعي للعمل بالمؤسسة العقابية للأحداث بالمرج وأنشطتها متعددة منها علي سبيل المثال تطوير الورش الخاصة بتدريب النزلاء من جلود وأخشاب، وتقديم المساعدات القانونية للنزلاء مثل توفير محام للنزيل للدفاع عنه بدون مقابل، وكذا إنشاء مشروعات للنزلاء كنوع من الرعاية اللاحقة لمن أنهي العقوبة وإنشاء صوب زراعية بالمؤسسة العقابية وبيع منتجاتها بحيث يتم منح العائد المادي للنزلاء. يشكو الأحداث من سوء أوضاع الحجز في أقسام الشرطة وعملية وضعهم مع العناصر الجنائية.. لماذا لا يتم عزلهم عن الكبار؟ - في طريقنا لعقد بروتوكول تعاون مشترك مع وزارة السكان ومنظمة اليونيسيف للعمل علي تطوير الحجرات الخاصة بالأطفال في أقسام الشرطة وتفعيل المعايير الدولية في معاملة الأطفال بما يتفق مع مبادئ حقوق الإنسان التي تعتبر اتفاقية الطفل جزءا منها، وضمن بنود البروتوكول أنه يتم الاتفاق علي تطبيق النموذج الإنجليزي في معاملة النزلاء الأطفال بحيث يتم وضع قيود بلاستيكية في أيديهم عند القبض عليهم وليست حديدية وأن يتم عمل حجرات خاصة لهم في الحجوزات لعزلهم عن الكبار وأن يتم توفير سيارات جديدة تجوب الشوارع تحمل بادجات مكتوبا عليها شرطة نجدة الطفل للتعامل مع أطفال الشوارع والأحداث في الميادين العامة والطرق. معروف عن المؤسسات العقابية أن الأطفال الموجودين بها يتعاطون المخدرات ويمارسون أعمال البلطجة.. كيف تواجهون ذلك؟ -هناك حملات يومية علي هذه الأماكن، فالإدارة بها مجموعة متميزة من الضباط يواصلون العمل ليل نهار وخير دليل علي جهودهم عدد القضايا التي نجحوا في تحريرها في شهر أغسطس الماضي حيث بلغت 1483قضية وفي أغسطس 2014 تم تحرير 204 قضايا فقط، وهناك حملات ليلية علي هذه الأماكن لأن هناك أطفالا ممن ليس لهم مأوي يتخذون من هذه المؤسسات مأوي لهم وهو أمر مخالف لذلك يتم القبض عليهم، وهؤلاء الذين يمارسون البلطجة ويتاجرون في المخدرات غالباً يقضون مدة العقوبة وخرجوا بعد سن ال21، وحصلوا علي مساعدات من قبل وزارة التضامن إلا أنهم يفضلون المبيت في المؤسسة العقابية وهو أمر مخالف لذلك يتم القبض عليهم. ما نوعية الطعام المقدم للأطفال بالمؤسسات العقابية؟ وهل هناك نقص فيه؟ - عبارة عن وجبات آمنة وصحية مختلفة، والطفل له ثلاث وجبات يومياً من بينها وجبة لحوم وليس هناك نقص في الطعام، كما يتم مراعاة السن عند تقديم الوجبات وكمياتها فالطفل الذي يكون عمره 18سنة يأكل كمية أكثر ومختلفة عن نظيره الذي يكون عمره عشر سنوات، ومدير المؤسسة العقابية اللواء عماد شاكر يشرف بنفسه علي الطعام المقدم للأطفال. ما حقيقة ما يثار حول وجود حالات هتك عرض وضرب للأطفال داخل المؤسسات العقابية؟ - غير صحيح.. ولا نسمح بذلك، ووزيرة التضامن أولت اهتماماً كبيراً في اختيار الباحثين المتواجدين داخل هذه المؤسسات ودور الأيتام وهناك رقابة مشددة علي حسن التعامل مع النزلاء، وتم الاتفاق مع منظمة الأممالمتحدة علي تنظيم دورات تثقيفية لضباط الأحداث والأخصائيين الاجتماعيين لتأهيلهم ثقافياً واجتماعياً علي أن يستطيعوا التعامل مع الأحداث. المؤسسات العقابية متكدسة.. كم عدد الأطفال المتواجدين فيها؟ - ليس هناك تكدس.. الأعداد كانت تجاوزت الألف طفل لكن عندما تم تطبيق قانون الطفل الذي أقره الرئيس السيسي الذي ينص علي معاملة الحدث كرجل عندما يبلغ عمره 21عاما، بدأنا في ترحيل من وصلوا لهذه السن وأصبح المتبقي داخل المؤسسة العقابية 357طفلا. كم عدد أطفال الشوارع في مصر؟ - لا توجد إحصائية محددة ، لكن عددهم لا يتجاوز 15ألف طفل تقريباً، وما أشيع أن عددهم يصل إلي 2 مليون طفل غير صحيح. ما هي صور استغلال الأحداث؟ وأين تنتشر وكيف تواجهونها؟ - صورها كثيرة أبرزها استغلالهم في بيع السلع التافهة في وسائل المواصلات مثل المناديل أو أن تجد شخصا أو امرأة تحمل طفلا ويخرج من جسده كيس به دماء تدعي أنه مريض لكن في الحقيقة غالباً ما يكون هذا عبارة عن لون أحمر وليس دما.. إلخ ، وهناك تنسيق مع مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام اللواء كمال الدالي لشن حملات علي بطون الكباري التي ينام فيها الأطفال وكذلك محطات القطارات وورش السكة الحديد والحدائق العامة وأمام السينمات، كما تنتشر أيضاً في بعض المناطق الراقية والسياحية مثل شارع جامعة الدول العربية. كثير من الأطفال منتشرون في الشوارع يستجدون المارة.. لماذا لا تطبق عليهم عقوبة التشرد؟ - هذه العقوبة يتم تطبيقها علي كل من ليس له مأوي أو عمل أو وسيلة تعايش مشروعة، ويتم تطبيقها من قبل رؤساء مباحث الأقسام، وضمن دور الإدارة أيضاً القبض علي بائعي السلع التافهة مثل الورد والفل.. إلخ لأنهم يتسترون وراء هذه السلع ويعيشون عالة علي الآخرين. كيف ستواجهون عملية تسرب الأطفال من المدارس ؟ - توجيهات وزير الداخلية أن يتم وضع خطة جديدة لمواجهة عملية تسرب الأطفال من المدارس علي أن يتم تنفيذها مع بداية العام الدراسي الجديد ترتكز علي التواجد بمحيط المدارس لتحقيق عنصر الردع لمن يفكر في الهروب من المدرسة، لأن هذه العملية هي بداية انحراف الحدث فبعد التهرب تأتي عملية استغلاله ثم توريطه في ارتكاب الجرائم..إلخ. كيف تم استغلال الأطفال سياسياً؟ - غالبية المظاهرات التي خرجت عقب أحداث ثورة يناير 2011 لاحظنا تواجد الأطفال بها واستغلالهم من قبل الجماعات الإرهابية ومن خلال اعترافات بعض من تم القبض عليهم، علمنا أن الطفل الذي يشارك في المسيرة لمجرد الهتاف ضد الدولة فإنه يأخذ 20جنيها، أما إذا ألقي الحجارة علي قوات الشرطة والجيش فإنه يأخذ 50 جنيها، وفي حالة إعطائه سلاحاً لاستخدامه في المظاهرة لإلصاق التهمة في الشرطة يأخذ مائة جنيه. الأنثي أم الذكر الحدث الذي يحظي باهتمام أكثر منكم؟ - نخاف علي الأنثي الحدث أكثر من الذكر والتعامل معها يكون بحساسية شديدة لأنها معرضة للاستغلال الجسدي، لذلك نوليها اهتماما أكثر لحمايتها ورعايتها. هل كل أطفال الأحداث ليس لهم أهالي ومستواهم الاجتماعي ضعيف؟ - لا.. فبعض أبناء الأثرياء نتيجة التضييق عليهم بشكل كبير يجعلهم يبحثون عن الحرية في الشوارع فيهربون وغالباً ما يكون السبب ظروفا نفسية وهروب من القيود المفروضة عليه وهؤلاء عددهم قليل. متي يخرج الطفل الحدث من المؤسسة العقابية؟ -إذا كان لم ينه مدة العقوبة الصادرة ضده فعندما يصل سنه إلي 21سنة يتم ترحيله إلي السجن، وبعد خروجه نهائياً توفر له وزارة التضامن وسيلة تعايش مشروعة ومأوي، وللعلم البعض من المتواجدين بدور الأيتام عندما يتم سن الزواج تجري عملية عقد قران لمن يرغبون في الزواج ويتم ذلك تحت إشراف وزارة التضامن التي توفر للاثنين شقة وبعض المساعدات المالية. برأيك ما سبب ظاهرة أطفال الشوارع في مصر؟ - هذه مشكلة عامة ليست في مصر فقط، وسببها الفقر والجهل فبعض الأسر من محدودي الدخل تنجب عدداً كبيراً من الأطفال بقصد جعلهم مصدر دخل لهم، وحالياً يتم إعداد مشروع قانون لتغليظ عقوبة عمالة الأطفال بحيث تصل إلي الحبس لأن العقوبة الحالية عبارة عن غرامة من مائة جنيه إلي خمسمائة جنيه فقط وهذه الغرامة غير رادعة. ما أغرب القضايا التي تم ضبطها؟ - ألقينا القبض علي شبيهة فنانة مشهورة كانت تستجدي المارة وتستغل وجه الشبه بينهما. هل هناك أفكار جديدة للحد من ظاهرة أطفال الشوارع والأحداث؟ - في طريقنا بالتنسيق مع وزارة الصحة والتضامن لإنشاء كومباوند للأحداث، يوفر لهم كل احتياجاتهم من الحياة والوسائل الترفيهية والألعاب بحيث يكون مفتوحا أمامهم يدخلون فيه وقت ما يريدون دون إجبارهم علي ذلك.