عندما تجلس معها تشعر أنك تتحدث مع موسوعة ثقافية متكاملة. يجذبك هدوؤها ومنطقيتها في مناقشة القضايا المختلفة. إنها الدكتورة عزة هيكل عميدة كلية اللغة والإعلام في الأكاديمية العربية وعضو المجلس القومي للمرأة وعضو المجلس الاستشاري لتنمية المجتمع وعضو المجلس الأعلي للثقافة. والدتها عطيات حافظ أول فتاة مصرية تلتحق بدار العلوم وكانت تقرض الشعر كما كانت الطالبة المثالية علي مستوي الجامعة عام 1954 تعلمت منها الكثير مثل التنظيم وحسن العمل إيمانا بأن المرأة العاملة تستطيع تخريج أبناء ناجحين فجميع أخواتها أساتذة في الجامعات. أما والدها فهو الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة الأسبق وكان عميدا لكلية دار العلوم وكاتبا وأديبا حصل علي جائزة الدولة التشجيعية عام 1970 و1984 وتقول الدكتورة عزة إنها تعلمت منه أن دور الأستاذ الجامعي ليس مقصوراً علي المحاضرات وأسوار الجامعة والكتب فقط، لكن دوره خارج الجامعة أيضا بأن ينقل العلم والمعرفة والثقافة لمن حوله وكان له دور في الحركة الثقافية والتنويرية. اهتمت الدكتورة عزة بقضايا المرأة وهمومها، ولذا تري أن أهم التحديات التي تواجه المرأة المصرية الآن هي مشكلة محو الأمية التي تعد من أخطر القضايا التي يجب الاهتمام بها للقضاء علي الجهل في المجتمع، فذلك يساعد أيضا علي منع التطرف والإدمان والتسرب من التعليم لأن منح المرأة قوة مجتمعية يعني تقدما في المجتمع ومحو الجهل عنها يعد بمثابة الباب الذهبي لمحاربة الفقر والنهوض بالمجتمع. تتابع الدكتورة عزة: تعد قضية المرأة المعيلة من أهم القضايا لدي النساء ولذلك يجب تفعيل دور محاكم الأسرة التي عادت كالمحاكم العادية مكدسة بالقضايا وتأخرها يسبب ضياع حقوق المرأة وظلمها ولذلك يجب أن يكون هناك سرعة في التقاضي لحفظ حقوقها فهناك مشكلات كثيرة مرتبطة بهذه القضية كمشكلة أطفال الشوارع والتي تعد قنابل موقوتة في المجتمع وكذلك التطرف والبلطجة والإدمان الذي يستطيع أي اتجاه أن يستغله لصالحه، ولذا يجب سرعة التقاضي في محاكم الأسرة وحتي قضية الزواج بأكثر من امرأة فهي مشروعة ما دامت في العلن مع حفظ حقوق الزوجة الأولي والأبناء في عدل وسلام في المجتمع حتي نتجنب قضايا الزواج العرفي أو الزنا لأننا نريد تنظيف المجتمع. سألنا الدكتورة عزة عن كيفية نشر الثقافة في المجتمع فقالت إن والدها كان يري أن إحدي الخطط المستقبلية أن تتحول قصور الثقافة إلي مدارس وجامعات مفتوحة ومسارح ودار للفنون والثقافة وبذلك تستطيع أن تكون بديلا للجمعيات المتطرفة التي تستقطب الشباب باسم الدين، لأن هذه القصور الآن تعاني من سوء الإدارة وغياب الرؤية وفقد الفكر والثقافة، ويجب أن يعرض كبار الفنانين أعمالهم في كل المجالات، وأن يعزف الموسيقار عمر خيرت في كل قصور الثقافة المختلفة بجميع المحافظات. ومن الوسائل الأخري أيضا لمحاربة التطرف تغيير الخطاب الديني الذي لا يجب أن يترك للمؤسسة الدينية وحدها، لكن يجب تغيير مناهج الأزهر حتي تتناسب مع اللحظة الفارقة التي نعيشها وكذلك يجب محاربة الأعمال الفنية الهابطة التي تدعو الشباب للانحلال والإدمان والرزيلة فهذه الأعمال دعوة صريحة للتطرف الذي يري في مواجهتها عمليات جهادية لصالح الدين. وتابعت: التعليم في مصر ينقصه غياب الرؤية ووجوب وضرورة وقف المدارس الدولية والشهادات الدولية باستثناء الدبلوماسيين وأن تكون الشهادة المصرية هي الوحيدة التي تؤهل للالتحاق بالجامعات المصرية، وأن يكون التعليم في المرحلة الجامعية بمصروفات إلا للمتفوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، لأن هذا يمنع الطالب أن يكسر أو يحرق، وحتي لا يرسب أيضا ويتحمل المسؤولية.