تأجيل دعوى شطب منتصر الزيات من نقابة المحامين ل 25 مايو    هل المطاعم والكافيهات خاضعة لضريبية القيمة المضافة؟ مصلحة الضرائب توضح    الأحد 18 مايو 2025 .. نشرة أسعار الأسماك في سوق العبور للجملة اليوم    وزير الري يتابع موقف تسهيل إجراءات إصدار تراخيص المياه الجوفية    رئيس مركز صدفا بأسيوط يتفقد أعمال الصرف الصحي بقريتي مجريس وبني فيز    اعتماد وتحديث أحوزة 66 عزبة في محافظة الغربية    أعمال صيانة.. "تاون جاس" لسكان الزمالك: لا تنزعجوا من رائحة الغاز    في قصف استهدف خيمته بالنصيرات.. استشهاد زكريا السنوار مع 3 من أبنائه    السفير حسام زكي: الموقف العربي متماسك.. ولا علاقة له بزيارة ترامب لبعض دول المنطقة    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 973 ألفا و730 فردا منذ بداية الحرب    الزمالك يعلن مقاطعة اجتماع رابطة الأندية بسبب أزمة القمة    نهائي مثير بين المغرب وجنوب أفريقيا.. وشباب الفراعنة يصارعون نسور نيجيريا لخطف البرونزية    القبض على طرفي مشاجرة لخلافات الجيرة في القليوبية    رغم انخفاض الحرارة.. 3 ظواهر جوية تضرب مصر اليوم    بالأسماء 00 إصابة 7 عمال زراعيين إثر إصطدام سيارة عمالة بأخرى جامبو بصحراوى البحيرة    مهرجان المسرح العالمي يسدل الستار على فعاليات دورته الرابعة بإعلان الجوائز    في اليوم العالمي للمتاحف.. جولة في المتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي أبرز معالم التراث الديني المصري    فيديو.. مصطفى الفقي ينفعل ويهدد بالانسحاب خلال لقاء مع قناة العربية: عملية استدراج.. أنتم السادة ونحن الفقراء    محافظ الدقهلية يجري زيارة مفاجئة إلى عيادة التأمين الصحي في جديلة    كليات الأزهر تستعد لامتحانات الفصل الدراسي الثاني.. تعليمات بتوفير المياه والمراوح داخل اللجان.. إدارة الجامعة تحذر من استخدام الهواتف وتحدد ضوابط الاعتذار الطبي    مصرع شخصين وإصابة 19 آخرين إثر اصطدام سفينة مكسيكية بجسر بروكلين    العربية: العثور على جثة محمد السنوار و10 من مساعديه داخل نفق في خان يونس    كشف ملابسات فيديو يظهر التعدي على شخص بالقليوبية    المدارس الثانوية تعلن تعليمات عقد امتحانات نهاية العام للصفين الأول والثاني الثانوي    إخماد حريق اشتعل داخل مطعم فى النزهة    سحب 944 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    الكنائس الأرثوذكسية تحتفل من قلب القاهرة بمرور 17 قرنًا على مجمع نيقية    عبد الصادق: الجامعات الأهلية تقدم برامج تعليمية حديثة ترتبط بالصناعة وسوق العمل    متى تقام مباراة اتلتيكو مدريد ضد ريال بيتيس في الدوري الاسباني؟    في ذكرى ميلاده ال 123، محطات فى حياة الصحفي محمد التابعي.. رئاسة الجمهورية تحملت نفقات الجنازة    حفيد عبد الحليم حافظ: العندليب لو اتجوز هينكر الجواز ليه.. شيء مش عقلانى    الرقية الشرعية لطرد النمل من المنزل في الصيف.. رددها الآن (فيديو)    الأزهر للفتوى: أضحية واحدة تكفي عن أهل البيت جميعًا مهما بلغ عددهم    بسبب نهائي أفريقيا.. بيراميدز يشكو من تعنت رابطة الأندية ومجاملة الأهلي    تحويل مجمع السويس الطبي إلى مستشفى رقمي يعتمد على تكنولوجيا الجيل الخامس (5G)    «الرعاية الصحية» تعلن اعتماد مجمع السويس الطبي وفق معايير GAHAR    تصميم الأطفال وراثيًا يهدد التوازن الإنساني.. الخشت يطلق جرس إنذار من الكويت بشأن تحرير الجينوم البشري    10 استخدامات مذهلة للملح، في تنظيف البيت    رئيس جامعة بنها يلتقي عددًا قيادات الجامعات الصينية    عاصفة ترابية تضرب الوادي الجديد.. والمحافظة ترفع درجة الاستعداد    مصطفى عسل يهزم علي فرج ويتوج ببطولة العالم للإسكواش    براتب 15 ألف جنيه.. «العمل» تعلن 21 وظيفة للشباب بالعاشر من رمضان    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الأحد    النسوية الإسلامية (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ): أم جميل.. زوجة أبو لهب! "126"    خطوة مهمة على طريق تجديد الخطاب الدينى قانون الفتوى الشرعية ينهى فوضى التضليل والتشدد    "التمور العربية على خريطة الاقتصاد العالمي".. مصر تتصدر الإنتاج وسوق عالمي ب18.7 مليار دولار بحلول 2030    رسميا.. تنصيب بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر اليوم    القاهرة الإخبارية: أكثر من 100 شهيد جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم    بدء التصويت فى الانتخابات الرئاسية ببولندا    أهداف السبت.. رباعية البايرن وثلاثية باريس سان جيرمان وانتصار الأهلى وبيراميدز في الدوري المصري    يمتلكون قدرة سحرية على إدراك الأمور.. 5 أبراج تجيد اتخاذ القرارات    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. في أول ظهور له.. حسام البدري يكشف تفاصيل عودته من ليبيا بعد احتجازه بسبب الاشتباكات.. عمرو أديب يعلق على فوز الأهلي القاتل أمام البنك    قوات الاحتلال تقتحم منازل الفلسطينيين في الخليل بالضفة الغربية    ما بين الحلويات.. و«الثقة العمومية»!    موعد مباراة الأهلي وباتشوكا الودية قبل كأس العالم للأندية 2025    الأزهر: الإحسان للحيوانات والطيور وتوفير مكان ظليل في الحر له أجر وثواب    هزيمة 67 وعمرو موسى    حكم صيام الأيام الثمانية الأولى من ذي الحجة.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد حذف "التربية والتعليم" أجزاءً من درسه بدعوي التطرف
مؤرخون يرفضون محاكمة صلاح الدين الأيوبي
نشر في آخر ساعة يوم 31 - 03 - 2015

السلطان صلاح الدين الأيوبي "محرر القدس" إلي موجة من الهجوم من أكثر من جهة، في وقت نشهد إسقاطا عمديا لكل الرموز المشكلة للوعي الجمعي للمصريين، يسعي البعض لمحو لحظات المجد من الذاكرة ليكرس الهزيمة والعار في العقول، البعض تعامل مع بعض قرارات صلاح الدين الأيوبي باعتبارها كشفا تاريخيا لم يسبقه إليه أحد، رغم كم كتب التاريخ علي الأرفف المنسية التي تزخر بمعلومات بعضها يهاجم وبعضها يشيد وجزء منها يناقش في موضوعية أثر صلاح الدين في التاريخ الإنساني كله، وأعاد قرار محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، حذف دروس في مناهج المرحلة الابتدائية من ضمنها درس عن القائد صلاح الدين الأيوبي بحجة أنها تحض علي العنف والتطرف، الحديث عن صلاح الدين إلي الواجهة مجدداً.
مؤرخون:
لا يمكن قراءة التاريخ بأثر رجعي والأيوبي أحد عظماء التاريخ
السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن نجم الدين أيوب تحول من بطل قومي يفتخر بسيرته كل عربي إلي مجرم من مجرمي التاريخ من وجهة نظر البعض، تحول من بطل يدافع عن شعبه ودينه إلي إرهابي ومخرب، ولأن المعايير مختلة، تطرد الأصوات العالية صوت الحقيقة، فالغرض في النهاية أن يكون العرب بلا ذاكرة ولا تاريخ، ولا مثل ولا انتصارات، فقط سلسلة من الهزائم تكرس روح الهزيمة والخنوع في نفوس العرب، لذلك تجدد الهجوم علي صلاح الدين ومحاولة نزع جميع انتصاراته وتكليله بالعار في وقت تتعرض الأمة العربية كلها لخطر الزوال.
لا يجادل أحد في أنه تم استدعاء شخصية صلاح الدين لخدمة مشروع جمال عبدالناصر لإحياء القومية العربية، بالتأكيد علي أصولها الضاربة في التاريخ، لكن الفيلم الذي أخرجه يوسف شاهين سنة 1963، استوحي عبدالناصر بأكثر مما استوحي من شخصية السلطان صلاح الدين، فجاءت النتيجة فيلما دعائيا لا يحترم التاريخ وينتصر للأيديولوجيا علي حساب الحقيقة، فتشوهت عقول ملايين العرب وانحصرت علاقتهم بصلاح الدين بفيلم أحمد مظهر، وفي ظل غلبة الأمية لم يكلف الأغلبية أنفسهم مشقة البحث عن شخصية صلاح الدين الأيوبي الحقيقية،بعيدا عن الهالة التي نسجها صناع الفيلم حوله، من يبحث سيجد الإجابات بعيدا عن التهويل والتهوين.
ويعد صلاح الدين من أهم حكام العصور الوسطي في العالم وليس هذا الحكم لمؤلف عربي بل هو تقييم من قبل كبار المستشرقين الغربيين، الذين أجمعوا علي أن فترة حكم الناصر صلاح الدين (حكم من الفترة 1174-1193م) كانت محورية في تاريخ العصور الوسطي، ولو بحثنا في شهادات كبار المستشرقين لوجدنا إشادة بصلاح الدين، فالمستشرق البريطاني هاملتون جب، أفاض في الإشادة بصلاح الدين في كتابه "دراسات في حضارة الإسلام"، قائلاً: "لم يكن صلاح الدين رجل حرب أو إدارة بحكم ميوله وتدريبه، ولكنه هو نفسه الذي جمع حوله جميع العناصر والقوي التي كانت تستهدف توحيد الإسلام في وجه الغزاة ووجهها وألهمها، ولم يستعمل في تحقيق هذا الأمر شجاعته وعزمه الذاتيين في غالب الأحيان، وهما خلتان فيه لا تنكران، وإنما حقق ما حققه من ذلك بإنكاره للذات وتواضعه وكرمه، ودفاعه المعنوي عن الإسلام ضد أعدائه وضد من ينتمون إليه انتماء اسميًا، علي حد سواء".
ويضيف جب: "لقد انتشل (أي صلاح الدين) المسلمين طوال فترة حاسمة رغم قصرها- من وهدة الانحطاط الأخلاقي السياسي، حين نادي بمثل أخلاقي أعلي، ولما أن طبق هذا المثل علي حياته الخاصة وأعماله خلق حوله حافزًا للاتحاد كان كافيًا بالرغم من عدم اكتماله- لمواجهة تحدِّ مغيب ألقاه القدر في طريقه".
من جهته، قال المستشرق الكبير جوستاف لوبون صاحب كتاب "حضارة الإسلام"، إن صلاح الدين وضع "نصب عينيه إنقاذ القدس وفلسطين من أيدي الغربيين فيخوض غمار الحرب مندفعاً باسم الله والإنسانية ليستعيد القدس سنة 1187م، ويضع حداً لأعمال السلب والنهب التي ارتكبها الصليبيون، ولم تعش مملكتهم اللاتينية في الشرق أكثر من ثمان وثمانين سنة"، ويضيف: "لقد وفر صلاح الدين دماء صليبيي فلسطين وقدم لكل من فيليب أوغسطس وريتشارد قلب الأسد في مرضهما الأغذية والمرطبات والهدايا فأظهر بنبله هذا الفارق بين صاحب السلطان المتمدن الإنساني وصاحب السلطان المتوحش الأناني".
وذهب المستشرق توماس أرنولد في كتابه "الدعوة إلي الإسلام"، إلي أنه في عهد صلاح الدين الأيوبي "تمتع المسيحيون بالسعادة إلي حد كبير في ظل ذلك الحاكم، الذي عرف بالتسامح الديني، فقد خففت الضرائب التي كانت فرضت عليهم، وزال بعضها جملة، وملأوا الوظائف العامة؛ كوزراء، وكتاب، وصيارفة... ولم يكن هناك ما يشكون منه إلا ما اتصف به كهنتهم أنفسهم من الفساد والانحطاط، فقد فشت السيمونية بينهم، فبيعت مناصب القسيسين الذين اتصفوا بالجهل والرذيلة".
من جهته أبدي الدكتور عطية القوصي، أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة القاهرة، استغرابه من الهجوم المتواصل علي شخصية صلاح الدين، مؤكدًا ل"آخر ساعة" أن معظم الهجوم علي السلطان الأيوبي يعتمد علي قراءة جزئية للتاريخ لا تري إلا الأخطاء ولا تعترف بالقراءة التاريخية ضمن السياق التاريخي للأحداث الذي لا يمكن فهم الأمور إلا من خلاله، متهمًا جهات شيعية بالوقوف خلف الهجوم المنظم علي صلاح الدين لأنه الذي أسقط الدولة الفاطمية الشيعية التي كانت قائمة في مصر، وأقام مكانها دولة الأيوبيين السنية.
وأشار القوصي إلي أن الحديث عن تدمير صلاح الدين لمكتبة الفاطميين التي كانت تعد الأضخم في العالم وقتذاك غير صحيح، مؤكدًا أن الجزء الذي تم تدميره من المكتبة يتعلق بالكتب المذهبية الخاص بالمذهب الإسماعيلي الشيعي مذهب الفاطميين، في حين تم بيع معظم الكتب وإهداء جزء كبير منها لكبار رجال الدولة، حتي أن وزير صلاح الدين القاضي الفاضل تمكن من الحصول علي 200 ألف كتاب وضعها في مكتبته الشخصية، فلم يحدث أن دمرت مكتبة الفاطميين بشكل كامل، مضيفا: "المقارنة بين صلاح الدين والمغول غير صحيحة ولا جائزة".
من جهته، شدد الدكتور أيمن فؤاد سيد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، علي أن صلاح الدين كسر شوكة الصليبيين في بلاد الشام لأول مرة منذ احتلالهم لمعظم الساحل السوري ولبنان وفلسطين، واستطاع عقب موقعة حطين الشهيرة أن يحرر القدس الشريف من الاحتلال الصليبي الذي دام نحو 80 عاما، وتصدي إلي الحملة الصليبية الثالثة بشجاعة علي الرغم من أن أعظم ملوك أوروبا هم من قادوا هذه الحملة وهم فردريك بارباروسا إمبراطور ألمانيا، وفيليب أغسطس ملك فرنسا، وريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا، والأخير هو من واصل قيادة الجيوش الصليبية لكنه فشل في استعادة القدس ولم ينجح إلا في تأمين بعض مدن الساحل للصليبيين، ويحسب لصلاح الدين تمكنه من حشد جيوشه لمدة ثلاث سنوات في أرض المعركة علي الرغم من أن النظام الإقطاعي السائد حينذاك لم يكن يسمح بذلك.. وحذر سيد في تصريحات ل"آخر ساعة" من الانتقائية في قراءة التاريخ أو قراءة التاريخ من خلال الحاضر، ضاربا المثل باتهام البعض لصلاح الدين بتدمير بعض الآثار الفرعونية خاصة تلك المتعلقة بمجموعة من الأهرامات الصغيرة بالقرب من أهرامات الجيزة، والتي استخدمت حجارتها في بناء قلعة صلاح الدين، مؤكدًا أن النظرة إلي الآثار الفرعونية كانت مختلفة تماما، فحتي فك شامبيلون لأبجدية حجر رشيد في القرن التاسع عشر لم يكن أحد يعلم شيئا عن الحضارة الفرعونية إلا مجموعة من الأساطير، ولم تكن الآثار الفرعونية تمتلك نفس القيمة التي تملكها الآن، مطالبا بقراءة التاريخ وفقا لظروف كل عصر وعدم إسقاط قيم الحاضر علي الماضي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.