السيدة سوزان مبارك القرية الرائدة التي افتتحتها السيدة سوزان مبارك في مارس الماضي في مدينة الحسنة بسيناء نموذج حضاري مشرف تفخر به مصر، وبخاصة مع المردود الإيجابي لهذه القرية علي أبناء سيناء حيث تخلق فرص عمل جديدة للمرأة السيناوية، وتتوافق اللمسة العصرية التي تتميز بها القرية مع الجهد الكبير الذي بُذل في تشييدها حيث أقيمت في زمن قياسي وبنظام يتناسب مع الطبيعة الصحراوية التي تميز أرض الفيروز. واليوم تنتظر شمال سيناء زيارة مرتقبة للسيدة سوزان مبارك لافتتاح ثلاث قري جديدة واحدة بمدينة الحسنة واثنتان بمدينة نخل تم الانتهاء منهما بنفس مواصفات القرية الأولي بالحسنة. وقال اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء إن قيام السيدة الفاضلة سوزان مبارك رئيس الهلال الأحمر المصري بافتتاح القرية يمثل أبرز المشروعات التي تم افتتاحها هذا العام وتمثل كذلك سياسة جديدة لتوطين السكان في منطقة وسط سيناء في قري متكاملة تتيح لأبنائها فرصة العمل الحر واكتساب خبرات جديدة وإحداث تنمية بشرية لأبناء وسط سيناء وإتاحة الفرصة أمامهم لإقامة مشروعات صغيرة تتيح لهم ولأقرانهم فرصة عمل حقيقية. وقال إن موافقة السيدة سوزان مبارك علي إقامة قرية أخري تضم 96 بيتا بمدينة نخل يعظم قيمة التجمعات العمرانية المجمعة، ويتيح فرصة توصيل المرافق والخدمات ويعظم سياسة التوطين بمنطقة وسط سيناء وأشار إلي أن هناك خطة لإنشاء 5 قري أخري بتمويل من القوات المسلحة تم البدء في إجراءات الطرح لها بقري الجفجافة وبغداد ولحفن والميدان. خطة لتنمية سيناء وأعلن اللواء موافي أنه يجري حاليا تنفيذ خطة لإحداث التنمية علي أرض سيناء تتضمن إقامة 82 قرية رائدة تحت إشراف المجلس الوطني لتنمية وتعمير سيناء برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء حيث تم إعداد مقترح بعدد 17 قرية مرحلة أولي لإنشائها علي غرار القري الرائدة التي تم الانتهاء منها بمدينتي الحسنة ونخل ومعظم هذه القري سيتم إقامتها بمنطقة وسط سيناء. مشيرا إلي أنه في حالة تحقيق هذا المشروع سيتغير الوضع تماما بمنطقة الوسط بصفة خاصة وسيناء بصورة كاملة. حيث إن القرية التي أقيمت بمدينة الحسنة تضم 48 منزلا مفروشة بالكامل وبها مقعد بدوي ومحلات تجارية وورش نجارة ومشغل للفتيات بتمويل من جمعية الهلال الأحمر المصري برئاسة السيدة سوزان مبارك رئيس الجمعية والتي تبنت إقامة هذا المشروع من أجل حياة كريمة لشباب أبناء البادية.. موضحاً أن توزيع القرية الأولي علي المواطنين تم بواقع 70٪ لأبناء المنطقة و30٪ للمقيمين بمنطقة وسط سيناء لإحداث نسيج اجتماعي بين السكان المحليين وأبناء المحافظات المقيمين بمنطقة وسط سيناء، وفي حالة استقرار السكان بهذه المنازل سيتم تمليكها لهم بعد 3 سنوات. وأضاف أن القرية المنتظر افتتاحها بداية شهر نوفمبر القادم 2010 بمدينة الحسنة قوامها 48 منزلا.. وتم الانتهاء أيضا من إنشاء 96منزلا آخر بمنطقة نخل حيث روعي إقامة كافتيريا في المنطقة وعدد من المحلات لخدمة العابرين عن طريق الطريق الدولي نخل نويبع وخاصة العائدين من الخارج أو المسافرين . مشروعات بيئية وأكد المحافظ أنه سيتم إضافة مشروعات بيئية أخري للقري الجديدة بدلا من ورش النجارة والحدادة وذلك بصناعات الفازات والانتيكات من كسر الرخام خاصة في منطقة وسط سيناء، مشيراً إلي أنه سيتم إضافة الأنشطة الزراعية لهذه القري بما يضمن إقامة تجمعات زراعية وتوطين السكان وذلك بحفر الآبار لزراعة نحو 300 فدان علي كل بئر. كما قال إنه تم تدريب الفتيات والشباب علي العمل بورش النجارة ومشغل الفتيات وإعداد برنامج تأهيلي لهم تحت إشراف مؤسسة سيناء للتنمية وقد تم استخدام كافة المنتجات من ورش النجارة في تشطيب الوحدات التي تم إقامتها في مدينة الحسنة ونخل. التنمية البشرية وأكد اللواء هاشم بشير حسين رئيس مركز ومدينة الحسنة أهمية التنمية البشرية في منطقة وسط سيناء وهي انطلاقة جديدة لبناء شخصية الفتيات وإكسابهن الخبرة باعتباره من المشروعات الرائدة بالنسبة للمرأة والرجل معا وهذا بدوره يدعم الأفراد ويدعم المجتمع في توفير فرص عمل جديدة للشباب من الجنسين. تعظيم الدور الاجتماعي لرأس المال وقال رمضان سرحان عضو مجلس الشعب إن اهتمام السيدة سوزان مبارك بإنشاء قري لمتضرري السيول يؤكد مساهمة المجتمع المدني في التنمية علي أرض سيناء كما أنه يعظم قيمة الدور الاجتماعي لرأس المال وأشار إلي أن القرية تمثل قدرة المشاركين علي تحقيق هذا الانجاز وهذا بدوره يفتح نافذة جديدة أمام شباب الخريجين من أبناء وسط سيناء وسيعمل علي اكتساب ثقافة جديدة لديهم باكتساب مهارات جديدة وقدرات تؤهلهم لإقامة مشروعات مستقلة خاصة بهم. وقال محمد غانم عضو مجلس محلي المحافظة أننا نشكر السيدة سوزان مبارك علي جهودها في الاهتمام بأبناء وسط سيناء وتؤكد علي قدرة المجتمع المدني علي القيام بدوره في التنمية وتوطين السكان وتوفير فرص عمل حقيقية لهم. تلاحم حقيقي أما د.حسن كامل راتب رئيس جمعية مستثمري سيناء وراعي مشروع القرية الرائدة من خلال مؤسسة سيناء للتنمية فيقول إن القرية الرائدة تعد نموذجا فريدا علي أرض سيناء يمثل التلاحم الحقيقي بين الهلال الأحمر المصري والجهاز التنفيذي ومؤسسة تنمية سيناء. وقال لقد كنا صادقين في تنفيذ برنامج التأهيل للشباب وتدريبهم علي العمل الحر واكتساب مهارة العمل في ورش النجارة والحدادة وكذلك مشاغل الفتيات لإنتاج الحرف البيئية والبدوية التي تتميز بها المرأة السيناوية .. كما أن المستفيدين بالمساكن من الحضر والبدو في المنطقة تأكيدا علي نسيج متكامل يجمع أبناء المنطقة في حياة جديدة . تنمية اقتصادية وأضاف راتب أن هناك اهتماما من كافة أجهزة الدولة بسيناء وهذه القري سيكون لها دور كبير في حدوث تنمية اقتصادية فعلية لأبناء وسط سيناء وستعمل علي تطوير الموروث الثقافي والحضاري بالمنطقة. رفع المستوي الاقتصادي وقد أحدثت القري الرائدة التي تمت إقامتها بمنطقة وسط سيناء نقلة كبيرة لسكان المنطقة وخاصة للسيدات والشباب .. حيث إن إنتاج مشغولات بيئية وفتح مجال لتسويقها يمثل آفاقا جديدة أمام الأسرة السيناوية لرفع المستوي الاقتصادي واستغلال الخبرات التي تتميز بها المرأة في سيناء. برنامج تثقيفي ومن داخل المشغل الذي يعمل به نحو 77 سيدة وفتاة وهو أول مشروع من نوعه ويضم تطريز الثوب البدوي والمشغولات اليدوية والحياكة التقينا بعض العاملات بالمشغل حيث تقول صابرين صبحي (مدربة) إن المشروع بدأ ببرنامج تثقيفي لعدد 44 سيدة علي مهنة التطريز و30 سيدة علي الخياطة ثم برنامج تأهيلي وآخر تدريبي للفتيات بجامعة سيناء ثم داخل مشغل الفتيات بالحسنة. وتضيف صابرين: مدة التدريب استغرقت 3 شهور بعدها تم الدخول في مرحلة الإنتاج لبعض المشغولات اليدوية مثل العباية الطرحة والشال والجراب والشنطة ومشغولات أخري خرزية كالعقد بأنواعه وميداليات وغيرها وللمساعدة في تسويق المنتجات تم فتح معرض لتسويق المنتجات في قرية سما العريش. وأضافت أن هناك توسعا في العمل وفتح مجال للتصدير والتسويق الخارجي. زيادة دخل المرأة بينما تقول سماح عاشور (مشرفة) إن المشروع حقق نجاحا وعمل علي زيادة دخل المرأة وتنمية للتراث السيناوي وأتاح فرصة الانتقال للمرة من المنزل للعمل في المشغل الرئيسي. وتقول فاطمة عيد وسماح مسعد وشيرين سليمان (متدربات) أنهن تعلمن من المشروع الكثير من المشغولات وفتح لهن الباب أمام تسويق منتجاتهن وهذا يعتبر دافعا لإنتاج المزيد من المشغولات البيئية التي تتميز بها سيناء. فرص عمل جديدة وأشارت فاطمة منصور إلي أن المشروع متميز ومتكامل بعد أن أضاف للمتدربات مهنة جديدة وشغل أوقات الفراغ بالإضافة إلي البرامج التثقيفية التي تعتبر إضافة بالنسبة لنا جميعا. وأكدت كل من نعيمة عيد سليمان ومريم سليم أن المشروع يمثل آفاقا لفرص عمل جديدة لجميع الفتيات.. خاصة أن المشغل حقق طموحات الفتيات بمنطقة وسط سيناء. وتتمني توسعة المشروع ليخدم الفتيات في المستقبل. تسويق للمنتجات وتقول عيدة سالم إنها متزوجة وتعمل بالمشغل وتتقاضي مبلغ 10جنيهات عن كل بكرة تطريز . وتقول إن جميع المشغولات البدوية التي أقوم بها حاليا تجد تسويقا كبيرا بمختلف محافظات الجمهورية فهناك العديد من الرحلات التي تأتي إلي منطقتنا وتشتري كل ما ننتجه. وقال عيد سالم سليمان 30 عاما متزوج انه تم تسليمه المنزل بالكامل مفروشا بتليفزيون وغرفة نوم وجلسة عربي وأضاف أنه تم تدريبي علي أعمال النجارة وأتقاضي مرتبا شهريا 400 جنيه وزوجتي تعمل بمشغل السيدات بنفس القرية وتتقاضي نحو 700 جنيه لأنها تعتمد علي الإنتاج.