متابعة : ناهد حمزة افتتحت السيدة سوزان مبارك رئيس الهلال الاحمر المصري امس القرية النموذجية بمركز الحسنة بمحافظة شمال سيناء لمتضرري السيول التي اجتاحت المحافظة في يناير الماضي والتي أقامها الهلال الاحمر المصري بتمويل من التبرعات التي وردت اليه لصالحهم. وقرية الحسنة هي قرية نموذجية رائدة تم اقامتها في قلب صحراء سيناء كهدية من الهلال الاحمر المصري برئاسة السيدة سوزان مبارك لابناء سيناء في عيدهم حيث تم اقامتها في زمن قياسي هو خمسون يوما فقط وأعلنت السيدة سوزان مبارك أن قرية الحسنة هي قرية نموذجية تعيد صياغة العلاقة بين الانسان والمكان وتعبر عن منظور متكامل للعمران من خلال تصميم هندسي يتفق وظروف البيئة الصحراوية ويستجيب للطبيعة الخاصة للمجتمع البدوي ويتناسب واحتياجات الاسرة المصرية من مساحة داخلية تحيط بها مساحات خضراء . وأعلنت سيادتها في الاحتفال الذي أقيم بقاعة الصمود والتحدي من داخل قرية الحسنة عن انشاء قرية نموذجية جديدة في نخل بسيناء . لافتة الي ان الرسوم والنماذج جاهزة والتمويل سيتم توفيره وخلال أيام سيتم اختيار مكان هذه القرية وسيضع المحافظ حجر أساسها وستقوم سيادتها بافتتاحها قريبا. وأكدت اننا لا نحتفل اليوم بمجرد بناء قرية او تجاوز ازمة او محنة انما نحتفل بثمار الفكر والجهد الذي حققناه معا بقدرتنا علي الانتصار علي الزمن والوفاء بالوعد ونحتفل بارادتنا وانجازنا بتلاحمنا وتعاوننا من اجل تحقيق هدف انساني نبيل لفئة غالية من اهلنا وأبناء وطننا. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن روح العطاء الراسخة في وجدان مجتمعنا منذ سنوات طويلة ستظل دائما بيننا ومفهوم المشاركة التي طالما ناديت به قد تبلور وأصبح مرادفا لكل مبادراتنا ومشروعاتنا فلأصبحنا بذلك قادرين علي مواجهة المزيد من التحديات وطرح المزيد من المبادرات التي تستهدف النهوض بالمجتمع . وأضافت أن لقاء اليوم يجيء في ذكري أيام خالدة ولحظات مجيدة من عمر الوطن حيث نحتفل بذكري تحرير سيناء الارض والرمل،الارض الغالية التي اختلطت رمالها بدماء الشهداء من أبناء مصر الذين ضحوا بأرواحهم من أجل استرداد كرامة الوطن وكتبوا بدمائهم صفحة خالدة من صفحات الفداء من أجل بلادنا . وأشارت سيادتها الي "أننا كمصريين كلنا لدينا ذكريات لسيناء ولكن نحن كأسرة قوات مسلحة لنا ذكريات خاصة ويوم تحرير سيناء يوم غال علينا حيث دفعنا كزوجات ثمنا غاليا قلقا علي أزواجنا ولكن كل التضحيات تهون فداء للوطن" . وأضافت "إننا وفينا اليوم بوعدنا أن نكون معكم نطوي صفحة المعاناة والألم عن كل المضارين من اثار السيول ونسجل معا اننا حققنا معكم حلم المسكن المناسب والحياة الكريمة الامنة . وقالت ان وعدنا كان أن نحول مأساة السيول الي فرصة لبداية جديدة لحياة افضل من خلال مشروع تنموي وحضاري متكامل والتزمنا بأن نقوم بتسليم الوحدات السكنية لاصحابها في أسرع وقت ممكن.. وقالت السيدة سوزان مبارك "اننا نلتقي لنشهد الحلم وقد تحقق خلال شهرين فقط وهو زمن قياسي . سابقنا الزمن وحشدنا الامكانات والطاقات وخلقنا حالة فريدة من التلاحم والتعاون الشعبي والرسمي لنلتزم بالموعد المحدد لازالة ما ترتب علي السيول من آثار ونعوض ما نجم عنها من خسائر . وقالت إنها ملحمة شعبية جديدة من العطاء علي أرض سيناء،ملحمة العمل والتنمية،جسدت وبحق مفهوم المسئولية المجتمعية وقدمت نموذجا متفردا لقدرة الانسان المصري علي صنع المستحيل وأضافت "أنه عندما تتوافر الارادة والاخلاص يصبح النجاح أمرا واقعا . أعلم قدر التحدي الذي نواجهه وحجم المسئولية التي تقع علي عاتقنا لكي نفي بالوعد ونخلق واقعا جديدا بقرية الحسنة" معربة عن ثقتها في قدرة كل المشاركين علي تحقيق هذا الانجاز الذي يفتح نافذة جديدة للامل لابناء هذه القرية وغيرها . وأشارت السيدة سوزان مبارك الي حرصها خلال زيارتها التي قامت بها لشمال سيناء في يناير الماضي ابان حدوث السيول علي التعرف عن قرب علي اوضاع المتضررين واجراء حوار صريح معهم ومع ممثلي الجهات الحكومية والمجتمع المدني لافتة الي انه منذ اللحظة الاولي لم تفارقها صورة الاهالي ونداؤهم في صمت واعتزاز بالنفس بالا نتخلي عنهم . وضافت انها حرصت فور عودتها للقاهرة علي عقد اجتماع عاجل للهلال الاحمر لمناقشة كافة ابعاد الكارثة وقررنا علي الفور انشاء قرية في منطقة الحسنة بوسط سيناء يتولي الهلال تكاليف انشائها بمشاركة صادقة من المتبرعين لهذا المشروع موضحة ان التبرعات التي قدمها أهل الخير في مصر كانت كثيرة ووفينا بارسال المعونات العاجلة لاهالي شمال سيناء والمتبقي من هذه التبرعات خصصناها للتنمية المستدامة للنهوض بالمجتمع من خلال انشاء هذه القرية النموذجية الرائدة وكانت الاحتفالية قد بدأت بازاحة الستار ايذانا بافتتاح قرية الحسنة ثم توجهت الي قاعة الشرح حيث استمعت الي كلمة محافظ شمال سيناء اللواء مراد موافي الذي اشاد بدورها الرائد ووصف الزيارة بانها اشراقة امل ووفاء بالعهد حيث قامت بزيارتها الاخيرة في شهر يناير الماضي بتعويض المتضررين من ازمة السيول واكد ان سيناء هي ارض الشهداء ووجه التحية للشهداء والقوات المسلحة ولبطل الحرب والسلام وباعث نهضتنا الرئيس حسني مبارك. وشاهدت السيدة سوزان مبارك عرضا لفيلم مختصر عن انشاء القرية ومراحل تنفيذها حيث تم التنسيق بين محافظة شمال سيناء والهلال الاحمر ومؤسسة سيناء للتنمية لبناء القرية في زمن قياسي لم يتجاوز شهرين منذ اعتماد انشائها في اجتماع اللجنة التنفيذية للهلال الاحمر. وقامت المحافظة بالتعاون مع هيئات ووزارات النقل والمواصلات والتنمية المحلية في استكمال شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي كما قامت مؤسسة سيناء للتنمية بتجهيز المساكن ومراكز التدريب واستكمال تجهيزاتها . وتبلغ مساحة القرية 51 الف متر مربع وتشمل 84 وحدة سكنية تناسب ظروف وطبيعة اهل المنطقة. وتشتمل القرية علي مراكز للتدريب ومشغل لتدريب الفتيات علي اعمال التطريز ومركز للحدادة وسوق تجاري ودار للمناسبات. مفتاح سيناء قام المحافظ اللواء مراد موافي بتسليم السيدة سوزان مبارك مفتاح المحافظة كهدية تذكارية للجهود والمبادرات التي قامت بها سيادتها وقامت بمنح درع الهلال الأحمر للواء مراد موافي محافظ شمال سيناء ود.حسن راتب رئيس جامعة سيناء ورئيس مؤسسة تنمية شمال سيناء ود. حاتم يعقوب المسئول ع فرع الهلال الأحمر بشمال سيناء كما قامت سيادتها بالاستماع لكلمة د. حسن راتب رئيس جامعة سيناء. وقبل ذلك قامت السيدة سوزان مبارك بتوزيع العقود علي المنتفعين حيث بدأت بأبناء البدو ومنهم الارامل والنساء يدون عمل ثم ابناء الوادي وكان الاختيار بالقرعة العلنية لضمان الشفافية. وشهد الاحتفالية الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة ود. علي المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي واللواء عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية واللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء وممدوح جبر امين عام الهلال الأحمر المصري.