إدارة صيدليات 19011 تستغيث بالرئيس السيسي من مسئول يتعنت ضدهم بعد إعادة تشغيلها    رئاسة الجمهورية تؤكد الالتزام الكامل بالحفاظ على المكانة الدينية الفريدة والمقدسة لدير سانت كاترين وعدم المساس بها.. وتؤكد أن الحكم القضائي الصادر مؤخرا يرسخ هذه الثمة    محمود مسلم: مقترح ويتكوف يتسم بالجدية ومصر ليست مجرد وسيط بل المدافع الأول عن الفلسطينيين    "أونروا": غزة تحولت من جحيم إلى مقبرة بسبب تزايد القصف الإسرائيلي    بعد غرامة المليون جنيه، إمام عاشور يعتذر للشناوي على الهواء    السيطرة على حريق داخل مبنى السموم بمستشفى قصر العيني دون إصابات    حماية المستهلك: رقابة مشددة على الأسواق وزيارة 190 ألف منشأة خلال الفترة الماضية    تامر حسني يحتفل بالعرض الخاص لفيلم ريستارت بالإمارات (صور)    حماس: المقترح الأمريكي الذى وافقت عليه إسرائيل حول غزة لا يستجيب لمطالبنا    بسبب صاروخ حوثي.. سكان تل أبيب يختبئون في الملاجئ وتوقف حركة الطيران وإجلاء رئيس إسرائيل    «العقل لا يستوعب».. أول تعليق من أكرم توفيق بعد رحيله عن الأهلي    مصطفى كامل يطرح ثاني أغاني ألبومه بعنوان «كتاب مفتوح» (فيديو)    تناولها بانتظام.. 6 فواكه غنية بالألياف وتساعد على فقدان الوزن    6 اختبارات منزلية لاكتشاف العسل المغشوش.. خُذ قطرة على إصبعك وسترى النتيجة    أحمد السعدني عن حصد الأهلي لبطولة الدوري: "ربنا ما يقطعلنا عادة    كلمات تهنئة للحجاج المغادرين لأداء فريضة الحج    القبض على عامل خردة بتهمة قتل زوجته في الشرقية    مطار سفنكس يستعد لاستقبال الوفود الرسمية المشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير    دعاء تهنئة بعيد الأضحى المبارك 2025.. أفضل الأدعية    والدة غادة عبد الرحيم: يجب على الجميع توفير الحب لأبنائهم    خالد الجندي: لا يصح انتهاء الحياة الزوجية بالفضائح والانهيار    قصور الثقافة تختتم عروض مسرح إقليم شرق الدلتا ب«موسم الدم»    صدمته سيارة.. تشييع وكيل الإدارة العامة للمرور في مسقط رأسه بالمنوفية (صور)    تقارير: مانشستر سيتي يبدأ مفاوضات ضم ريان شرقي    "حقيقة المشروع وسبب العودة".. كامل أبو علي يتراجع عن استقالته من رئاسة المصري    ميلانيا ترامب تنفي شائعة رفض "هارفارد" لبارون: "لم يتقدم أصلاً"    الإفتاء: توضح شروط صحة الأضحية وحكمها    أجمل ما يقال للحاج عند عودته من مكة بعد أداء المناسك.. عبارات ملهمة    تعليقًا على بناء 20 مستوطنة بالضفة.. بريطانيا: عقبة متعمدة أمام قيام دولة فلسطينية    الحكومة: استراتيجية لتوطين صناعة الحرير بمصر من خلال منهجية تطوير التكتلات    المطارات المصرية.. نموذج عالمي يكتب بأيادٍ وطنية    إحباط تهريب صفقة مخدرات وأسلحة في نجع حمادي    مجلس جامعة القاهرة يثمن قرار إعادة مكتب التنسيق المركزي إلى مقره التاريخي    الوزير محمد عبد اللطيف يلتقي عددا من الطلاب المصريين بجامعة كامبريدج.. ويؤكد: نماذج مشرفة للدولة المصرية بالخارج    رواتب مجزية ومزايا.. 600 فرصة عمل بمحطة الضبعة النووية    البورصة: تراجع رصيد شهادات الإيداع للبنك التجاري ومجموعة أي أف جي    رئيس جامعة بنها يتفقد سير الامتحانات بكلية الهندسة- صور    دموع معلول وأكرم واحتفال الدون وهدية القدوة.. لحظات مؤثرة في تتويج الأهلي بالدوري.. فيديو    إنريكي في باريس.. سر 15 ألف يورو غيرت وجه سان جيرمان    بين التحضير والتصوير.. 3 مسلسلات جديدة في طريقها للعرض    يوم توظيفي لذوي همم للعمل بإحدى شركات صناعة الأغذية بالإسكندرية    مجلس حكماء المسلمين يدين انتهاكات الاحتلال بالقدس: استفزاز لمشاعر ملياري مسلم وتحريض خطير على الكراهية    محافظ المنوفية يشهد استلام 2 طن لحوم كدفعة جديدة من صكوك الإطعام    نائب رئيس الوزراء: قصر العينى أقدم مدرسة طبية بالشرق الأوسط ونفخر بالانتماء له    مصنع حفاضات أطفال يسرق كهرباء ب 19 مليون جنيه في أكتوبر -تفاصيل    "قالوله يا كافر".. تفاصيل الهجوم على أحمد سعد قبل إزالة التاتو    لحج آمن.. 7 نصائح ذهبية للحماية من الشمس والجفاف    «أوقاف الإسكندرية»: تجهيز 610 ساحات لأداء صلاة عيد الأضحى 2025    حملات تفتيشية على محلات اللحوم والأسواق بمركز أخميم فى سوهاج    الكرملين: أوكرانيا لم توافق بعد على عقد مفاوضات الاثنين المقبل    الإسماعيلى ينتظر استلام القرض لتسديد الغرامات الدولية وفتح القيد    لندن تضغط على واشنطن لتسريع تنفيذ اتفاق تجارى بشأن السيارات والصلب    وزير الزراعة يشهد تخرج متدربين صوماليين ضمن برنامج إدارة التربة    الإحصاء: انخفاض نسبة المدخنين إلى 14.2% خلال 2023 - 2024    جامعة حلوان تواصل تأهيل كوادرها الإدارية بدورة متقدمة في الإشراف والتواصل    كل ما تريد معرفته عن سنن الأضحية وحكم حلق الشعر والأظافر للمضحي    وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية تتفقد انتظام سير العمل بوحدة طوسون    ماريسكا: عانينا أمام بيتيس بسبب احتفالنا المبالغ فيه أمام نوتينجهام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من هنا سيخرج النور
معامل النووية.. مسموح بالاقتراب.. ممنوع التصوير

أهالي الضبعة بالغرباء.. إبريق الشاي - رمز الضيافة - اتخذته المدينة شعارا لها وصنعت له تمثالا في مدخلها. نسير في شوارع متسعة تشبه في هدوئها شوارع القري. يلقي المارة علينا السلام ويمضون في سلام لا يلوثه الفضول.. يعلم المواطنون أنهم يعيشون علي جغرافيا قدر لها أن تغير تاريخ الوطن وتسهم في صناعة مجده وتكون مصدرا لفخره.. يحفظون فصول الحكاية التي بدأت عام 1981 ويتعجلون نهايتها السعيدة.. يحلمون بمستقبل قريب تصبح فيه مدينتهم صومعة للنور تنطلق منها شرايين تضخ الضوء في بقاع وطن أنار العالم بحضارته القديمة.. في هذه المدينة الصغيرة (لا يزيد تعداد سكانها علي80 ألف نسمة تقريبا) يستعد الجميع لتدشين الحدث الكبير بإقامة أول محطة نووية في مصر لإنتاج الطاقة الكهربائية.
علي أرض المشروع وجدنا مئات الكراكات والحفارات والقلابات والسيارات وأسراب البشر ما بين مهندسين ومقاولين وعمال ينتظمون في عمل لا يكف عن الحركة، ولا يتوقف عن الكد، رغبة في تسليم المباني والمنشآت في الموعد المحدد بالضبط.. هناك.. في المدينة العامرة بالإصرار جلسنا إلي المسئولين وتحاورنا مع العمال وشاهدنا ما سيحدث وما سترونه بعد شهور قليلة من خيرات كثيرة ترتقي بمصر درجة من درجات التقدم والازدهار، والتقينا بمحافظ مطروح ننقل إليه تفاؤل المواطنين بتوليه المنصب، ومطالبهم العاجلة.
معامل النووية.. مسموح بالاقتراب.. ممنوع التصوير
فوق تبة عالية وقف مواطن بسيط "أخرس" يشير إلي مساحة الأرض التي ستقام عليها المحطة النووية يتهلل من الفرح، يتمتم بكلمات غير مفهومة وحوله مجموعة من الأهالي يترجمون لنا ما يقول!
كان الرجل يحكي عن مستقبل يمنحه وظيفة ومسكنا وحياة كريمة، ويشير إلي محطة نووية تقام في مدينته ويتحدث عنها العالم.. كان فخورا يزهو بالفرح.. وكان قادرا علي تسريب سعادته إلي الموجودين فراحوا بدورهم يتباهون بأرضهم التي ستنجب الضوء لمصر.
لم يسمح لنا بالتصوير داخل معامل (قيد الإنشاء) المحطة النووية، في الوقت الذي رأينا الأهالي من حولنا متفائلين بفرص العمل التي سيدرها المشروع عليهم.
وفي مشروع وحدات الإعاشة للمهندسين رحب بنا حمدي غريب المهندس المسئول عن المشروع واصطحبنا في جولة تفقدية لنشاهد الأبنية من الداخل وهي تتزين لاستقبال الخبراء.
قال إن وظيفته تنحصر في إعادة تأهيل وحدات الإعاشة بالمشروع لأن المشروع كان موجودا بالفعل قبل أن يهجم الأهالي علي المكان ويقوموا بتدمير المباني.
ويضيف: الآن تقوم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعادة بناء هذه المباني وتم البدء بوحدات الإعاشة لتوفير أماكن للمهندسين المتوقع حضورهم للبدء في إنشاء المفاعل النووي السلمي.
ويستطرد: بدأت العمل في بناء هذه الوحدات منذ شهر يونيو 2014 وسيتم الانتهاء منها خلال شهر بإذن الله، وتم تقسيم المشروع إلي ثلاثة أقسام: وحدة معامل ومبني إداري ووحدات إعاشة.
وداخل وحدات الإعاشة لم يمانع المهندس الشاب في تصويرها قائلا: لقد تم تشطيب غالبيتها بشكل جيد وعلي مستوي عال من الجمال يليق باستقبال المهندسين وإعاشة أسرهم ،بينما تتكون الوحدة من ثلاثة غرف وحمام ومطبخ.
وقال إنه لا يعلم علي وجه الدقة ما إذا كان المهندسون المصريون أم الروس هم الذين سيقيمون في هذه الوحدات.
وأوضح مدير المشروع: أن التصميم راعي ترك مسافات بين الوحدات لإقامة "لاند سكيب" وزراعة أشجار حول المباني لتزيينها لتوفر الهدوء والراحة لمن يقيمون فيها. وأمام المبني الإداري كان العمال يقومون بتشطيب المكان وتزيينه.
المواطنون :
الجيش كبيرنا.. وضباطه أولادنا
سلمنا الأرض بطيب خاطر.. والسيسي رد إلينا المعروف بزيادة
في الوقت الذي كان الناس ينتفضون داخل معاطفهم في شوارع القاهرة، كانت شمس الضبعة سخية تغمر العمال في مشروع المحطة النووية بالضوء وتوزع علي أشجار التين العارية كسوة من الدفء.
في أجواء من البهجة يتقافز العمال، يؤدون ما يطلب منهم بوجوه بشوشة، أو يتبادلون القفشات أمام الخيام وهم يلعبون السيجا في أوقات الراحة كأنهم في رحلة سفاري، يرتدي أغلبهم الجاكت علي الجلباب ويضع العقال فوق الرأس، ويتعاملون بحميمية مع بعضهم البعض.
عندما نقترب منهم سنعرف أن معظم أهالي الضبعة ممن يستحقون التسكين وينتظرون الانتهاء من إقامة المباني ليبدأوا حياتهم الجديدة.
بعد أسبوعين يتم محمد علي عامه الثاني والعشرين يتحدث إلينا بحيوية عن المحطة النووية ويقول إن مدينته ستصبح محط أنظار العالم، وأن الحكومة لن تبخل بتوظيفه في المشروع هو وكل أصدقائه العاطلين الذين يتعجلون الزمن حتي يتم الانتهاء من إقامة المباني الرئيسية للمشروع.
قابلنا سيد علي الذي يمسك خرطوما كبيرا يرش به مساحة من الرمال تمهيدا لدكها ويقول لنا إنه يعمل هنا منذ شهرين وأن يوميته زادت من 50 جنيها إلي 80 جنيها ويشير إلي أعمدة خرسانية في بيت قيد الإنشاء ويواصل: هنا سأقيم مع أسرتي. وسيكون هذا بيتي، يبتسم سيد والمياه تندفع بين يديه ليغرق في خيال سيتحقق عما قريب.
الكل يستبشر الخير بهذا المشروع" بهذه الكلمات بدأ عطاالله صالح أبوقاوي سكرتير مركز ومدينة الضبعة حديثه إلينا وهو يحكي عن المحافظ الجديد، وجهوده السابقة في احتواء غضب الأهالي وتوعيتهم بأهمية المحطة النووية ويضيف: إن الأهالي يعتبرون اللواء علاء أبو زيد واحدا منهم ويرجع إليه الفضل لإعادة اللحمة بين المواطنين ووضعهم علي قلب رجل واحد، في الوقت الذي يتمني فيه أن ينظر المحافظ بعين الرأفة إلي الأهالي ويحل مشكلة المياه التي تأتي إليهم ساعتين فقط في اليوم.
أما دومة صالح رئيس مركز فوكة بمطروح فيقول إن أكثر الشكاوي تأتي من مطالبة الأهالي بالتعويضات وخلق فرص عمل لابنائهم.
ويضيف عبدالرؤوف أبوصقر شتوري الجميعي إنه استبشر خيرا بعد زيارة بوتين للسيسي، وذكر أنه من مواليد 1981 أي أن عمره من عمر المشروع الذي لم يتحقق حتي الآن وأوضح أنه من المتضررين وطالبوا بالتعويضات ولا حياة لمن تنادي إلي أن أتي الرئيس عبد الفتاح السيسي وأنصفهم، وأنهم ينتظرون الانتهاء من إقامة 1500 مسكن ليقيموا فيها.
وعلي الطريق وقف مستور أبوشكارة رئيس اللجنة التنسيقية لأهالي الضبعة يشرح ما فعلته القوات المسلحة من جهد كبير لوأد الفتنة بين الأهالي واحتوائهم.
أبو شكارة الذي يترأس عمل لجنة تضم 22شخصا قاموا بتسليم أراضيهم للقوات المسلحة وينتمون إلي 14قبيلة تحدث باستفاضة عن تاريخ المشروع قائلاً:
إنه بدأ في عام 1981 وصدر قرار جمهوري بنزع ملكية الأراضي من الأهالي للمنفعة العامة لإقامة أول محطة نووية في مدينة الضبعة.
وجاء الخبراء الفرنسيون إلي المكان واستمروا فيه لمدة أربع سنوات، وفي عام 1986وقع حادث تشيرنوبل في روسيا فتم تجميد المشروع خوفاً من مخاطره لأنه كان سيتم عمل نفس النسخة من المفاعل الروسي في مصر.
وفي عام 1981جاء خبراء المساحة وقيموا التعويضات المفترض صرفها للمتضررين، وبدأوا في صرفها عام 1996 لكنها لم تكن مجزية نهائياً خاصة أنها قيمت قبل الصرف بخمس عشرة سنة، وكان إجمالي المبلغ المحدد للتعويض 10 ملايين جنيه تم صرف أربعة ملايين منها فقط وهناك ستة ملايين جنيه لم يتم صرفها حتي الآن.
وفي عام 2003 تم إخلاء الأراضي من الأهالي بالقوة الجبرية، وظهرت في تلك الفترة العديد من الإشاعات بأن هناك رجال أعمال ومسئولين سوف يأخذون هذه الأراضي واستمرت هذه الإشاعات حتي عام 2011 وتحديداً يوم 28يناير حيث اقتحم الأهالي في هذا اليوم المكان واستولوا علي الأراضي مرة أخري وأحرقوا الأتوبيسات وهدموا المباني التي أنشئت.
ويواصل: كونا لجانا شعبية وقمنا بطرد من استولوا علي الأراضي وسلمناها للجيش مرة أخري في يوم 29يناير، ثم بدأنا بعد ذلك بمطالبات سلمية حيث أرسلنا وقتها مذكرة إلي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة وقتذاك بقيادة المشير حسين طنطاوي نطالبه برد حقوقنا ولم تتم الاستجابة حتي نهاية عام 2011 وبعدها قمنا بعمل اعتصام استمر لمدة ستين يوماً أمام بوابة الضبعة طالبنا خلاله بالدخول إلي شاطئ البحر لقضاء فترة المصيف وللصيد وتم منعنا في البداية.
ومع استمرارنا في الاعتصام قامت القوات المسلحة وقتها بحشد قواتها في بداية 2012 لتأمين الانتخابات البرلمانية وفي أحد الأيام حدث اشتباك مع هذه القوات من قبل بعض الشباب فقامت بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتحذيرنا، وفي هذا الوقت كان معنا أحد نواب مجلس الشعب السابقين فاتصل بقائد المنطقة الشمالية العسكرية اللواء نبيل فهمي وقتها فأمر بسحب القوات والسماح للأهالي بالدخول ورحب الأهالي بذلك.
وبعد أيام حدثت عمليات تخريب للموقع وتم سرقة بعض المكاتب الإدارية، فقمنا بعمل مبادرة يوم 23 أغسطس 2012 وسلمناها للقيادي الإخواني محمد البلتاجي ليسلمها بدوره للرئيس السابق مرسي وأبرز ما جاء في تلك المذكرة أننا لانريد الأرض لكن نريد إقامة مشاريع لتوفير فرص عمل لنا لكنه لم يفعل شيئا وظهر مرسي في وسائل الإعلام بعدها واكتفي بالقول أهالي الضبعة "قالوا لي"، حتي جاءت ثورة 30 يونيو 2013 وتمت الإطاحة بمرسي وطالبنا بمقابلة مدير المخابرات الحربية بمطروح العميد علاء أبوزيد وعرضنا عليه وقتها مذكرة طالبنا فيها بإلغاء المحطة أو تقليص مساحتها أو صرف التعويضات أو إحالة الأمر لمجلس الشعب القادم للبت فيه.
واتفقنا معه أن تكون الجهة المسئولة عن كل شيء القوات المسلحة ولا يتم تسليم المشروع لوزارة الكهرباء لأننا لا نثق إلا في وعود الجيش لالتزامه بكلامه وأن يتم إعادة دراسة الموقع بمعرفة المخابرات الحربية وتعويض الأهالي وأن تكون الأولوية في التعيين بالمشروع للمتضررين من إنشاء المحطة واستقطاع جزء من الأراضي للأهالي ليكون شاطئا عاما ، وجاء الرد بعد ساعتين بموافقة وزير الدفاع علي مطالبنا وكان وقتها السيسي ،ثم جاء وقابلنا في مطروح وقال لنا "جئت لأرد المعروف لكم وبزيادة" والزيادة هي إقامة مدينة سكنية لكم بتكلفة مليار جنيه والمبلغ جاهز وهذه هدية من القوات المسلحة لكم.. ويشير أبوشكارة إلي أن كل البنود تم تنفيذها إلا التعويضات ويعترف: في البداية كنا نرفض إنشاء المحطة النووية لكن الآن سلمنا الأمر لكبيرنا وهو الجيش لأن ضباطه هم أولادنا، وشرطنا الأساسي أن يقوموا بعمل دراسة لطمأنتنا من أنه غير ضار. وموضوع الأرض انتهي لأننها سلمناها بطيب خاطر وليس إجبارياً.
اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح الجديد في أول حوار صحفي:
الانتهاء من المحطة النووية في أسرع وقت
تعد المكاتب المكيفة مكانا ملائما للقاء المسئولين، خاصة اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح الجديد الذي اختاره القدر ليقود المهمة الصعبة في إنجاح مشروع يخدم مصالح مصر الاستراتيجية ويضع البلاد علي خريطة التقدم.
قدر لمدير المخابرات الحربية السابق بمطروح أن يتولي المسئولية في ظروف دقيقة لا تسمح بإضاعة الوقت أو الركون إلي الراحة، ولم نتوقع ونحن نتصل به ليحدد لنا موعدا للحوار أن يقول لنا: الآن!
تصادف أن يتلقي أبو زيد اتصالنا وهو في طريقه إلي القاهرة ولم تمر دقائق معدودة حتي وجدنا سيارته التي تسير بدون حراسة تقف بجانبنا في الضبعة وإذا به يفتح الباب ويصافحنا لنجريمعه هذا الحوار بين المواطنين الذين تجمعوا حوله يعانقونه ويدعون الله أن يسهل مهمته.
انتهينا من 50% من المدينة السكنية
.. وصرف التعويضات قريبا
إنشاء المحطة النووية في الضبعة يعد المشروع القومي الثاني في مصر بعد قناة السويس الجديدة. ما انطباعاتك حول هذا الأمر خاصة بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا للقاهرة؟
- هذا مشروع قومي يضع مصر بإذن الله علي خارطة التقدم، وسوف يشعر المواطنون بعد تنفيذه بانتهاء أزمة انقطاع الكهرباء التي تعاني منها معظم المناطق وسيحقق فائضا في الكهرباء يمكن استغلاله بطرق مختلفة.
ما أبرز توجيهات الرئيس السيسي لكم حول هذا المشروع ؟
- تتمثل توجيهات الرئيس السيسي في أن يتم الانتهاء من المشروع في أسرع وقت ممكن خاصة بعد الجهود التي بذلتها القوات المسلحة لاستعادة الأرض، كما شدد علي ضرورة أن يرتكز العمل علي عدم المساس بحقوق أحد من الأهالي وأن يتم إجراء مصالحة مجتمعية مع المواطنين وواضعي اليد وقد قطعنا في ذلك شوطا كبيرا.
كما أكد الرئيس أهمية أن يتم تغيير مطروح من كافة الوجوه، بوصف المحافظة واعدة ولا أريد القول بأنها كانت مهمشة لأن القيادة السياسية في الآونة السابقة لم تكن مهتمة بها، وآن الأوان أن تعود مطروح إلي حضن الدولة وبقوة، خاصة أن أهل وقبائل المحافظة يستحقون ذلك وأكثر لأنهم الحماة الفعليون للبوابة الغربية لمصر وأستطيع التأكيد من خلال عملي بالقوات المسلحة بمطروح القول بأن أهالي المحافظة وطنيون حتي النخاع.
يطالب أهالي الضبعة بتوفير فرص عمل لهم وإقامة مشروعات بالمدينة.. هل ذلك في خطتكم ؟
- نعم .. وهناك مشروعات عملاقة وكبري كثيرة سيتم إنشاؤها بالمدينة، لكننا نريد أن تكون البداية بأهم وأكبر مشروع لفتح آفاق للمستقبل، ليعم الخير علي أهالي مطروح. فضلا عن مشروعات عديدة كلفني بها الرئيس وسأقوم بعرضها علي رئيس هيئة الاستثمار، وسترون ذلك علي أرض الواقع قريباً وكلامي ليس وعودا براقة، وللعلم سيكون لأبناء الضبعة تحديداً الأولوية في التعيين في مشروع المحطة النووية.
كيف تفسر شعور المواطنين في الضبعة بأنهم مهمشون بالمقارنة بغيرهم من أبناء المحافظة؟
- هم يرون أن الضبعة مهمشة بالمقارنة بالمدن الأخري وهذه وجهة نظرهم فقبل الضبعة يقع الساحل الشمالي وبعدها مطروح والقري السياحية وهم في الوسط بين هذه المدن السياحية ولم يطلهم من الخدمات المقدمة إليها شيء، وعليهم أن يدركوا أن مشروع المحطة النووية سيعوض الماضي والحاضر.
لمحنا بعض العبارات علي الجدران تنتقد إنشاء المحطة النووية؟
- هذه العبارات كتبت في السنوات السابقة، بينما الآن الكل يشعر بالارتياح، لأنه يجري إنشاء مدينة سكنية متكاملة بها جميع الخدمات لمنح كل من أخذت منه أرضه أو منزله بتوفير سكن بديل، وكل الأهالي الآن راضون عن الأداء لأنهم يرون أمام أعينهم سير أعمال الإنشاءات سواء للمدينة السكنية أو لموقع المحطة، كما أن الجميع تصالحوا مع الدولة ومع أنفسهم.
وما الذي تم إنجازه من المشروع حتي الآن؟
- تم الانتهاء من حوالي مايقرب من 50% من المدينة السكنية، وسيتم بإذن الله الانتهاء من المشروع خلال عام كما أن هيئة الطاقة النووية ستقوم بإبرام التعاقدات مع الجانب الروسي للبدء في تفعيل إنشاء المفاعل النووي السلمي.
يشكو البعض من تأخر صرف التعويضات ويعتبرها آخرون غير مجزية .. ما ردك ؟
- مسألة أن التعويضات غير مجزية تم حلها حيث قمنا برفع الأرض مساحياً مرة أخري بعد هذه الشكاوي خاصة لواضعي اليد ومن في حوزتهم عقود لتلك الأراضي، لكن فيما يتعلق بموعد صرفها أقول إن ذلك سيتم في القريب العاجل، ونحن في انتظار قرار المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بتفعيل الميزانية.
هل هناك استعدادات لاستقبال الخبراء الروس الذين سيشرفون علي تفعيل المفاعل النووي السلمي؟
- هذا أمر فني للغاية ستقوم به هيئة الطاقة النووية المعنية بهذا الملف.
ماذ تريد أن تقول لأهل مطروح ؟
- أبشروا الخير قادم.
لمسنا خلال تواجدنا بين الأهالي ترحيباً باختيارك محافظاً لمطروح وقالوا "تولاها أحد أبنائها".. ما تعليقك؟
- أهالي مطروح يعتبرون علاء أبوزيد أحد أبنائهم ، وهذا شرف لي شخصياً وشهادة أعتز بها من أهلي، وكل هذا الترحيب يزيد المسئولية علي أكتافي ويجعلني أبذل كل ما هو غال ونفيس لرد ولو جزءا من حب أبناء مطروح لي، وأريد أن أقول لهم "ربنا يقدرني وأكون عند حسن ظنكم".
هناك شكاوي من الأهالي في الضبعة من وجود نقص في المياه وعدم وصولها إلي ترعة الشيخ زايد التي تم حفرها دون أن تستغل؟
- المشكلة ليست مقتصرة علي مدينة الضبعة فقط فهناك أزمة في المياه بمحافظة مطروح بأكملها وذلك نتيجة تعديات البعض علي خط "الألف" وهو خط المياه الرئيسي الذي يغزي مطروح بالمياه بالكامل، وتتمثل هذه التعديات في أخذ توصيلات منه بشكل غير رسمي من قبل البعض، لكن هذه الأزمة لن تستمر لأننا سنتخذ إجراءات صارمة خلال الأيام القادمة لإزالة هذه التعديات ،حيث سنقوم بالتنسيق مع وزارة الزراعة والفنيين بحيث يتم تحديد أوقات معينة للري علي أن يكون ذلك في حالة وجود فائض في الترعة.
علي هامش الحوار
تجمع الأهالي حول المحافظ وهم يرونه بينهم بدون حراسة، وتقدموا نحوه يصافحونه ويدعون له بالتوفيق فيما اقتربت منه سيدة تحمل رضيعها وحين سألها اللواء أبو زيد عن حاجتها قالت له: إنني أحتاج إلي مساعدة مالية، وما كان من المحافظ إلا أن يسرع ويضع يده في جيبه ويعطيها، فغادرته ولسانها لا يتوقف بالدعاء له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.