يشعر الدكتور السيد البدوي شحاتة رئيس حزب الوفد بالندم الشديد لإقدامه علي شراء جريدة الدستور.. لم يكن يتوقع ماحدث .. كان يحلم بتغيير هذه الصحيفة للأحسن كرجل أعمال يفهم في الميدياجيدا، ولكنه فوجيء بخصومه السياسيين يستغلون تطوراتها ضده علي حد قوله لافتا إلي أن تحالفات غريبة بين السياسيين والخصومة والإعلام فجرت أزمة الدستور، ونقلت أي البدوي من خانة المعارضة إلي خانة التأييد. البدوي نفي بشدة وجود صفقة وراء ما حدث في الدستور مع أي أحد، مؤكدا أنه ليس من هواة عقد الصفقات في الظلام مشيرا إلي أنه باع كل أسهمه في الدستور من أجل الخروج تماما من هذا المأزق ومن أجل إغلاق هذا الملف إلي الأبد. من جانبه كشف البدوي أن الوفد لن يرضخ لحملات الضغط السياسي التي تقوم بها الجمعية الوطنية للتغيير وحزب الغد للنيل من صعود حزب الوفد باستخدام ما حدث من تغيير في جريدة "الدستور. مؤكدا أنه لاينوي المشاركة في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية القادمة وأن مهمته الأساسية هي إعادة الوفد إلي صدارة المشهد السياسي خلال 18 شهرا كما وعد في انتخابات رئاسة الوفد الأخيرة . تفاصيل أكثر عن أزمة جريدة الدستور ومستقبل حزب الوفد أعلنها د. السيد البدوي في الحوار التالي: ❊ بداية هل أنت نادم علي شراء الدستور ؟ نعم أشعر بندم شديد علي هذا القرار وأشعر بعد هذه الأحداث أنني تسرعت في قرار شراء الجريدة وأحمد الله أنني صححت هذا الخطأ وقمت ببيع كامل أسهمي لأغلق هذا الملف تماما ❊ يقولون إنك عقدت صفقة مع الحكومة ضد إبراهيم عيسي ؟ قلت وأكرر أنا لا أعقد صفقات مع أحد وأنا دخلت الصفقة من أجل دعم جريدة متعثرة وكان لها خط تحريري مميز وأنا رجل ناجح في »الميديا« وكان لدي خطة لتطوير الصحيفة ولكن ما حدث كان عكس ذلك وأعتقد أن قرار بيعي لكل أسهمي فيها كان من أكثر قراراتي الصائبة في مجال العمل الإعلامي . ❊ هل أنت خائف من تأثير أزمة الدستور علي التصويت للوفد في الانتخابات القادمة ؟ باب الدستور أغلق تماما ولقد بعت أسهمي كاملة وانقطعت صلتي بها إلا أن بعض القوي في الجمعية الوطنية وحزب الغد يستغلون ذلك لضرب الوفد وكان آخر فصولهم تلك المظاهرات التي أطلقوها ضد الحزب وهو أمر أستغربه فلماذا يتظاهرون أمام حزب الوفد وليس أمام مقر الحكومة أو الحزب الوطني.. أمر غريب خاصة أننا جميعا في مرحلة تحتاج للتجميع وليس التفريق ولا يجب أن نصيد الأخطاء لبعضنا البعض وأنا رافض لاستغلال البعض لهذه الأزمة من أجل وقف صعود الوفد والنيل منه فالوفد ليس ابن اليوم ولكنه تراث وطني وهو ليس حركة احتجاجية أو مظاهرة تظهر وتختفي ولم تنجح حكومات وأنظمة في التخلص منه فالوفد حزب ملك للشعب المصري. ❊ بعض أعضاء الوفد هاجموا مرشحيهم في الانتخابات البرلمانية القادمة وقالوا إن من بينهم مرشحين سيئي السمعة ؟ أعلنا أن المكتب التنفيذي اعتمد 172 مرشحا للوفد ثم اعتمدت الهيئة العليا في آخر اجتماع 176 مرشحا للحزب في27 محافظة ووقعت بعض التظلمات من الذين تم استبعادهم كما تم الطعن علي بعض من وافق عليهم المكتب التنفيذي وعرضت التظلمات علي الهيئة العليا واستدعينا رئيس وسكرتير عام كل لجنة عامة من لجان المحافظات وطرح التظلم واستمعت الهيئة العليا لرأي رئيس وسكرتير كل لجنة من اللجان ودفوع الاستبعاد والإبقاء والاستبدال ووافقت الهيئة العليا علي القائمة الأولي ولكني أؤكد أننا في الوفد لن نقبل أن نرشح شخصا سييء السمعة وكل مرشحينا الذين استقرينا عليهم في الهيئة العليا نثق تماما فيهم وندعمهم . ❊ هل استقر الحزب علي عدد نهائي يخوض به الانتخابات ؟ سيقترب عدد مرشحي الوفد في الانتخابات من 200 مرشح ونعد قائمة ثانية من رموز الحزب للترشح في عدد من الدوائر ولعل أهم تطور في القائمة الأولي كان ترشح رامي لكح في دائرة شبرا مصر بدلا من الظاهر والأزبكية بناء علي رغبة الهيئة العليا . ❊ ماذا عن مقاعد الكوتة في قوائم الوفد ؟ هناك 17 مرشحة في القائمة الأولي ونسعي لزيادتها في الثانية . ❊ كيف سيتعامل الحزب مع أعضائه الذين قرروا خوض الانتخابات ضد مرشحي الحزب وهل هذا دليل علي وجود انقسامات في الحزب ؟ ثارت أزمة داخل الحزب بسبب وجود أكثر من كادر يريد خوض الانتخابات في نفس الدائرة وكان رأيي ألاّ نزاحم بعضنا في الدوائر وأمام إصرارهم وثقة كل واحد منهم في قوته لم نجد أمام إصرارهم سوي أن نوافق علي خوضه الانتخابات علي مباديء الوفد وقد وصل عددهم حتي الآن 12 مرشحا علي مباديء الوفد ولكني أستبعد أن يؤثر ذلك في الحزب أو يتسبب في انقسامات. ❊ هل سيخلي الوفد دوائر للوزراء أو مرشحين من أحزاب وتيارات أخري ؟ لقد اتفقنا علي إخلاء الدوائر للرموز الوطنية مثل جمال زهران وحمدين صباحي وسعد عبود ومصطفي بكري. لكننا لن نخلي دائرة للوطني أو للوزراء . ❊ هل يملك الوفد أدوات تمكنه من مواجهة مرشحي الوطني الأقوياء في دوائرهم بما يملكونه من قدرات كبيرة في الدعاية لأنفسهم ؟ لأول مرة يدشن الوفد حملة دعائية لمرشحي الحزب في انتخابات الشعب وستعرض علي كل وسائل الإعلام فيما عدا شبكة قنوات »الحياة« وهذه الدعاية كانت نتاج لدراسة قامت بها شركة متخصصة قامت بإجراء بحوث علي شرائح مختلفة من الشعب من سن 21 وحتي 65 سنة وكان السؤال الذي اهتم به الجميع داخل الحزب هو: ماذا يريد الشارع المصري من حزب الوفد وعلي أساس الإجابات وضعت الدعاية والتي صممت علي ثلاث مراحل ولأول مرة ستعرض علي القنوات الحكومية المصرية وكل الصحف اليومية والأسبوعية ومحطات الراديو كما ستوضع في أماكن دعاية مميزة في الشوارع وسيخوض مرشحو الحزب الانتخابات تحت شعار »يا بلدنا آن الأوان« كما ستخصص جريدة الوفد ملحقا يوميا للمرشحين ❊ وماذا عن الدعم المالي لمرشحي الحزب ؟ سيقدم الحزب دعما للمرشحين بدون سقف معين وسيتم وضعه تحت تصرف لجان الوفد في المحافظات وذلك من أجل الإنفاق علي اللافتات وتأجير السيارات والمؤتمرات الانتخابية وستكون مرتبطة بفرص كل مرشح في الفوز وهناك اجتماع سيعقد قريبا بين المجلس التنفيذي ولجان المكتب التنفيذي في المحافظات لوضع اللمسات النهائية لخطة التحرك المحلية وميزانية الصرف ستكون في حدود 12 مليون جنيه وهي تبرعات من أعضاء الهيئة العليا . ❊ يبدو أن الوفد لم يعد في حاجة للتنسيق مع أحزاب المعارضة. بالعكس التنسيق مع أحزاب الائتلاف قائم وسنجتمع للتنسيق لكننا في الحقيقة أعلنا مرشحينا ولا نعرف دوائر التعارض لكننا سنجتمع بالتجمع والناصري ❊ وهل سينسق الحزب مع الإخوان؟ لايوجد تنسيق مركزي مع الإخوان وتركنا الحرية لكل مرشح وظروف دائرته الانتخابية ولن نمنع مرشحينا من التعاون مع أي أحد. ❊ هل هناك تفكير في وضع قائمة موحدة لمرشحي المعارضة ؟ لايوجد ..لقد جربنا القائمة الموحدة في2005 وكنت وقتها سكرتير اللجنة الوطنية وحينما وضعنا الأسماء لم نستطع الاجتماع مع أحزاب المعارضة أو الإخوان علي حد أدني من الاتفاق . ❊ ما هو الجديد الذي سيقدمه الوفد هذه الانتخابات بعد فشله عدة مرات في الحصول علي عدد مناسب من المقاعد في الدورات السابقة ؟ سنخوض الانتخابات بقوة شديدة جدا وبأكبر عدد من المرشحين الذين يغطون من 80 إلي 90٪ من الدوائر لأن الوفد غائب عن التواجد في مجلس الشعب منذ 15 سنة من 1995 بعد أن قاطعنا الانتخابات عام 1990 والآن لدينا 8 نواب فقط في مجلس الشعب وهذه ليست قيمة الوفد ولا قدرته ولقد أعددنا كل أسباب القوة وكل وسائل الاستعداد ليستعيد الوفد وضعه في مجلس الشعب بالشكل الذي يليق بتاريخه. ولدينا برنامج انتخابي لمجلس الشعب يتم إعداده ويتحدث عن القضايا العامة التي سيتعامل معها الحزب داخل المجلس بالإضافة إلي بعض القضايا المحلية التي تهم الدوائر المحلية وبحسب كل دائرة سيكون لها برنامج انتخابي خاص بها وسنراعي اختلاف البرنامج الموضوع للمدينة والريف وطبيعة كل دائرة ويقوم بصياغة البرنامج الدكتور علي السلمي وطاهر حزين . ❊ ما توقعاتك حول عدد المقاعد التي يمكن أن يفوز بها الوفد؟ لايمكن أن أتوقع عددا معينا ولكن الحزب يسعي لاستثمار حالة الحراك السياسي في الشارع المصري والدعم القومي لحزب الوفد خاصة بعد الاستقبال الرائع من جانب الشارع لعودة الوفد ولذلك نستعد بأقصي ما نستطيع من أجل كسب ثقة الناخب المصري . ❊ طالبتم بعدد من الضمانات ولم يتم الاستجابة لكم ..هل سيؤثر ذلك علي مشاركتكم في الانتخابات ؟ انتخابات مجلس الشعب هي بداية الإصلاح ولكن للأسف نخوض الانتخابات بدون الضمانات التي طرحها الوفد وأحزاب الائتلاف ولم يتم الإستجابة اليها كما تم العدول عن الانتخابات بالبطاقة الشخصية ونحن نري أن المواجهة القادمة مهمة ولذلك جهزنا وحدة داخل الحزب لمراقبة الانتخابات وبدأنا في تدريب أعضاء تلك الوحدة علي ذلك. وهي مزودة بتقنية حديثة لإرسال واقعة التزوير إلي وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية . ❊ وما رأيك في طرح بعض القوي السياسية لمسالة وجود إشراف أجنبي علي الانتخابات كضمانة لنزاهتها ؟ الوفد ضد فكرة الإشراف الدولي علي الانتخابات لأنه أمر يتعارض مع السيادة الوطنية وفي المقابل نحن لسنا ضد فكرة المشاهدة أو المتابعة من جانب وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني المصرية والأفريقية والأوروبية بحيث يكون هناك شهود علي الانتخابات وعلي قدر ما نراهن علي الشعب المصري وتقديره للمرحلة الحرجة نثق في الوعد الذي قطعه الرئيس مبارك بأن نزاهة الانتخابات مسئوليته الخاصة ونراهن أيضا علي وعي الناخب وحزب الوفد يخوض انتخابات منذ 26 سنة ونعرف الكثير عن صعوبتها ولذلك جهزنا غرفة لمتابعة الانتخابات في كل الدوائر من أجل تسجيل أي عقبة تواجه المرشح ومحاولة مساعدته فيها كما سأقدم دعما كبيرا لكل مرشحي الوفد وسأحضر بنفسي مؤتمراتهم الانتخابية لمؤازرتهم في معاركهم الانتخابية . ❊ هل تفكر في خوض الانتخابات البرلمانية او الرئاسية القادمة ؟ لن أخوض الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية.. أنا لدي مهمة واحدة وهي عودة الوفد إلي صدارة المشهد السياسي خلال 18 شهرا كما وعدت في برنامجي الانتخابي لرئاسة الوفد وهذه هي مهمتي الأولي والأخيرة في الوفد. ❊ ما رأيك في موجة الاستقالات الأخيرة في الوفد وكيف تري الهجوم علي النجوم الذين انضموا للوفد حديثا؟ قرار الرحيل أو الاستمرار في الوفد هو ملك لعضو الوفد. أما عن انضمام النجوم والشخصيات العامة فالشعب المصري لا يزال عنده ثقافة عدم المشاركة في الحياة السياسية، وهذه الثقافة زرعت بداخلهم ولذلك أنشر أسماء المشاهير كرسالة »طمأنة« للمصريين لجذبهم إلي مربع الإصلاح مربع المشاركة السياسية، وانتشالهم من حالة الإحباط التي سيطرت عليهم، وأطالبهم بالانضمام إلي الوفد وعدم الخوف، خاصة أن95 في المائة من المصريين يقفون موقف المتفرج من القضايا الوطنية، وأن حجم عضوية جميع الأحزاب المصرية والحزب الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين لا يتعدي 5 في المائة من سكان مصر.