تقرير مرصد مكافحة الإرهاب عن أحداث الذكري الرابعة للثورة يكشف :

الإرهابيون زرعوا 66 عبوة ناسفة وأحرقوا 29 محول كهرباء

عدد من المنظمات الحقوقية شرعت في دراسة اتخاذ قرار بالتوجه للمقر الخاص بمكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، لتقديم أدلة جديدة علي تورط جماعة الإخوان الإرهابية في عمليات الإرهاب الأخيرة التي شهدتها مصر خلال أحداث ذكري ثورة 25 يناير.
حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أكد أن المنظمة رصدت عددا من الفيديوهات التحريضية علي الجيش والشرطة والتي أذيعت علي قنوات تابعة للتنظيم الإرهابي وتبث من خارج مصر، لافتاً إلي أن هذه الفيديوهات التي حملت تحريضا مباشرا علي قوات الجيش والشرطة تكشف من يمول ويحرض علي تفاقم العمليات الإرهابية في مصر، وطالب بسرعة إلقاء القبض علي الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم لما تشكله من تهديد للحق في الحياة والحرية والأمان الشخصي للمواطنين علي أن تتم محاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعي وإعلان إجراءات المحاكمة لوسائل الإعلام والمواطنين حتي يتم التأسيس لدولة القانون وفقا للمعايير الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
منظمات حقوقية تتقدم للأمم المتحدة
بأدلة جديدة علي عنف الإخوان
الشرقية الأكثر تضرراً..
وخسائر فادحة بالمحافظات في ذكري الثورة
تقرير مرصد مكافحة الإرهاب الذي أصدرته المنظمة، كشف عن أن الإرهابيين تمكنوا من زرع 66 عبوة ناسفة في أبراج الكهرباء ومحطات المياه في المحافظات، وتمكنوا من إحراق 29 محولا منذ اندلاع الأحداث وكانت محافظة الشرقية الأكثر تضررا خلال الخمس أيام الماضية.
وذكر التقرير، أن تحالف دعم الشرعية الذي يضم جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب الأخري المؤيدة لها، بالإضافة إلي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، دعا إلي التظاهر قبل يوم 25 يناير، لذلك اندلعت التظاهرات منذ يوم الخميس 22 يناير. وكانت المنظمة رصدت مع بداية الاحتفال بذكري الثورة بعض أعمال العنف بدأت بمقتل المتظاهرة سندس أبوبكر في الإسكندرية 16 عاماً، في إحدي المسيرات المعارضة للنظام بمنطقة العصافرة بالإسكندرية والتي دعا إليها تحالف دعم الشرعية يوم الخميس الموافق 22 يناير، ثم مقتل شيماء الصباغ، القيادية في حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مساء السبت الموافق 24 يناير 2015.
كما شهد يوم 25 يناير 2015 العديد من أعمال العنف في مختلف محافظات مصر والتي تتمثل في استهداف وسائل النقل العام كترام الإسكندرية ومحطة مترو عين شمس واستهداف عربات الشرطة في عدة مناطق، والاعتداء علي مؤسسات الدولة فقد شهدت أعمال التخريب الاعتداء علي قسم شرطة المطرية وإطلاق النيران علي نقطة أمنية في ميدان جهينة بضاحية السادس من أكتوبر وحرق مكتب بريد عين شمس كما أشعل مجهولون النيران في مبني حي الهرم وأيضاً محاولاتهم لإشعال النيران في المحولات الكهربائية بأماكن متفرقة.
يبلغ إجمالي عدد من قتلوا منذ انطلاق تظاهرات إحياء تلك الذكري 25 قتيلاً، في حين اعتقلت الشرطة أكثر من 150 متظاهراً لكن مصادر أمنية تقول إن عدد من ألقي القبض عليهم أكبر من ذلك بكثير.
وحسب ما جاء في المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية وصل عدد قتلي أحداث العنف التي شهدتها محافظات عدة إلي 23 شخصاً، و97 مصابًا؛ فعلي الرغم أنه قد شهدت غالبية المحافظات والميادين الكبري هدوءاً ملحوظاً، لكن المناطق التي تعرف بأنها معاقل تقليدية للإسلاميين شهدت أعمال عنف سقط فيها عدد من القتلي، خصوصاً في حي المطرية وعين شمس اللذين يعدان من أهم نقاط التظاهرات المؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي في العاصمة.
وقد وصلت أعداد المتفجرات والعبوات الناسفة إلي 66، زرع أغلبها في منشآت عامة كأبراج الكهرباء ومحطات المياه، وتصدت أجهزة الأمن لأكثر من 15 عبوة ناسفة بدائية الصنع، حيث تم إحباط معظمها، وانفجر بعضها في عين شمس والفيوم وطنطا والشرقية.
في القاهرة شهدت منطقتا المطرية وعين شمس سقوط أكثر من 15 قتلي علي الأقل، إضافة إلي جندي من الشرطة قُتل في تلك المواجهات، إذ اندلعت مواجهة مفتوحة بين الشرطة والمتظاهرين في المطرية، بعدما تجمع أكثر من ألف شخص في شوارع رئيسة في الحي الشعبي الذي كثفت قوات الشرطة من تواجدها فيه لمنع التظاهر في ميدانه، كما شهد الحي حرق سيارات وآليات تابعة للشرطة وأخري خاصة، وإضرام نيران في إطارات سيارات، قبل أن يتفجر العنف علي نطاق واسع، وسط سماع دوي إطلاق نار في شوارع عدة، كما قامت مجموعة من هذه العناصر بمحاصرة قسم شرطة المطرية وإشعال النيران أمام القسم.
كما شهد حي عين شمس مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، سمع خلالها دوي إطلاق نار، فيما أكدت وزارة الداخلية إن المسلحين ليسوا من أهالي المنطقة انتشروا وسط المتظاهرين، وأطلقوا النار صوب الأهالي لإرهابهم. وقامت عناصر تنظيم الإخوان بحرق مبني سنترال عين شمس، المطل علي مزلقان عين شمس.
وقال التقرير، ان إشتعال المطرية بأعمال عنف الإخوان كما سبق توضيحه يؤكد أن الإخوان يسعون لخلق رابعة جديدة بميدان المطرية، فالمطرية الآن هي نقطة تمركز لجماعة الإخوان الإرهابية منذ فض اعتصام رابعة. ويرجع أختيار هذه المنطقة لسببين أولا الصعوبة الأمنية لمواجهة الإخوان في اقتحام ميدان التحرير أو النهضة أو رابعة مرة أخري حيث إن القوات الأمنية أحكمت تأمينها لتلك الميادين، ثانيًا موقع المطرية إذ إنها حلقة وصل بين ترعة حي المرج ومحافظة القليوبية، حي الزيتون إلي جانب سكه حديد مترو الأنفاق من محطة حلمية الزيتون إلي محطة عزبة النخل (حي عين شمس) فهي نقطة تجميع للوارد من المحافظات الأخري، وهو ما يسهل الوصول إليها.
كما شهد ميدان الألف مسكن تجمعات مماثلة تحولت إلي اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، أصيب فيها أربعة مجندين تابعين لجهاز الشرطة إثر انفجار عبوة ناسفة بداخل سيارة استهدفت أحد التمركزات الأمنية المتواجدة.
وفضت قوات الأمن تجمعاً مؤيداً للنظام الحالي في محيط ميدان التحرير الذي أغلقته قوات الجيش بالآليات العسكرية، بعدما تسلل إليه مناهضون للسيسي وهتفوا ضده، وألقت قوات الشرطة المعنية بتأمين ميدانَي التحرير وعبد المنعم رياض القبض علي 12 من أنصار الإخوان كانوا مندسين وسط تجمع لعدد من المواطنين أثناء احتفالهم بذكري الثورة، فقامت بصرف المواطنين، وألقت القبض علي عناصر الإخوان.
وأضرم متظاهرون النار في نقطة أمنية في ميدان جهينة في ضاحية السادس من أكتوبر عند أطراف القاهرة. وطاردت الشرطة متظاهرين وألقت القبض علي عدد منهم.
وفي منطقة المعادي، وقعت اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر الإخوان بالقرب من محكمة البساتين بمنطقة عرب المعادي حيث قام شباب الإخوان بتنظيم مسيرة رافعين فيها صور وشعارات رابعة العدوية ومطالبين بالإفراج عن المعتقلين، كما قاموا بإطلاق الألعاب النارية وإشعال الشماريخ تجاه قوات الأمن وأسفرت هذه الاشتباكات عن إصابة عدد من المشاركين بالمسيرة بالاختناق وجروح طفيفة.
كما تمكن خبراء المفرقعات من تفكيك عبوتين شديدتي الانفجار بالمعادي الأولي ملقاة بجوار القمر الصناعي والثانيه بشارع الجزائر بالمعادي.
في الجيزة، رصد التقرير إشعال مجهولين النيران في مبني حي الهرم، فيما استهدف آخرون عناصر من الشرطة، وقفت إحدي السيارات أمام نقطة التمركز الأمني علي الطريق الدائري التابعة لمركز شرطة الطالبية، وأطلق مجهولون علي أفراد التمركز عدة أعيرة نارية من سلاح آلي، مما أدي إلي استشهاد جنديين وإصابة أثنين آخرين بإصابات خطيرة، في حين فكّكت قوات الحماية المدنية عبوة بدائية الصنع في بلدة ناهيا، وأوقفت الشرطة رجلاً قالت إنه كان يزرع متفجرات قرب نقطة شرطة أبوزعبل.
وفي الدقهلية، شهدت المحافظة مسيرة نظمها عدد من المنتمين لجماعة الإخوان في ذكري ثورة 25 يناير وقاموا بترديد هتافات معادية للجيش والشرطة، كما نشبت مشادات بينهم وبين بعض الأهالي وقاموا بإطلاق الشماريخ والألعاب النارية، كما حاول أعضاء جماعة الإخوان إشعال النار في محول كهربائي علي طريق الجمالية دمياط أثناء المسيرة حيث قاموا بإلقاء مواد بترولية علي المحول الكهربائي بقرية الإسكندرية التابعة لمركز الجمالية، ولكن تمكن الأهالي من إخماد النيران والسيطرة علي الحريق.
وتمكن خبراء المفرقعات بالدقهلية من إبطال مفعول قنبلة شديدة الانفجار في قرية الرياض التابعة لمركز منية النصر بمحطة السكة الحديد، حيث كانت القنبلة متصلة بتايمر معدة للتفجير في ميعاد وصول قطار المنصورة المطرية.
وبالإسكندرية، اندلعت مواجهات في مناطق عدة من المدينة. وقالت وزارة الداخلية إن قواتها قتلت مسلحاً في منطقة العوايد كان يحمل بندقية آلية، وبصحبته آخر يحمل بندقية آلية أيضاً، ويطلقان النار علي الأهالي في شكل عشوائي لإرهابهم خلال مسيرة لأنصار الإخوان، وأوضحت أنها قتلت أحد المسلحين، وأوقفت الآخر، وجُرح رجل في المواجهات، في حين استشهد مجندان اثنان وتم اشعال النيران في عربة ترام.
أما البحيرة، فشهدت مقتل شخصين أثناء محاولتهما زرع عبوة ناسفة أسفل أحد أبراج الكهرباء نتيجة انفجارها أثناء زرعها، وفق بيان لوزارة الداخلية. وأعلنت الوزارة ضبط خلية إرهابية يقوم عناصرها بتصنيع العبوات الناسفة واستهداف المنشآت العامة وأبراج الضغط العالي في محافظة البحر الأحمر، إضافة إلي خلية إرهابية أخري في المنيا (جنوب القاهرة) كان أفرادها يعدون لارتكاب أعمال عدائية ضد الشرطة والقوات المسلحة وإثارة الفوضي في احتفالات ذكري الثورة.
من ناحية أخري، تم توثيق 25 حالة انتهاك مختلفة ضد الصحفيين أثناء تغطية فعاليات ذكري الثورة، حيث كانت أكثر الانتهاكات حدوثاً هي الاستيقاف والاحتجاز والفحص من قبل قوات الأمن ثم إطلاق السراح لاحقاً بعدد 14 حالة (بينهم ثلاث حالات متكررة تعرض إليها المراسل شمس الدين مرتضي في أماكن مختلفة)، ثم تلتها حالات التعدي بالضرب أو إحداث إصابة حيث تعرض إليها عدد 7 صحفيين، كما أنه هناك حالتان لمداهمات أمنية لصحفيين، وحالتان آخرتان للمنع من التغطية أو التهديد.
وتؤكد المنظمة في تقريرها، أن مثل العمليات التخريبية تمارس ضد حزمة حقوق الإنسان في الدولة المصرية بهدف تهديد كيانها واستقرارها وأمنها، ولهذا يجب علي الحكومة اتخاذ خطوات عملية وسريعة لمكافحة البؤر الإرهابية، وضرورة معالجة الانفلات الأمني، و تكثيف القوات الأمنية وتوفير الحماية الكافية للمواطنين والمنشآت الحيوية، مطالبة بضرورة إتخاذ أسلوبًا جديدًا لتأمين المرافق والممتلكات العامة من محولات وأبراج الكهرباء وخطوط الغاز ومحطات المياه والصرف الصحي، لاسيما بعد أن زادت عمليات استهدافها بالحرق والتدمير وإنشاء قطاع أمني جديد يتولي هذه المسئولية حتي تتفرغ وزارة الداخلية لمهام أخري.