الصاروخ فولجا أكد الفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي أن دور الدفاع الجوي في أحداث ثورتي 25يناير و30 يونيو، حيث أثرت تلك الثورتان في الشعب المصري بكافة طوائفه واتجاهاته، وضربت القوات المسلحة المثل في الوقوف علي الحياد . ومناصرة الشعب وحماية الشرعية الدستورية، الدفاع الجوي وطبقاً لمواقع تمركز وحداته الإدارية والمقاتلة فإنه ينتشر في جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة وطبيعة عمله تقتضي تواجد أطقم القتال في الخدمة بصفة مستمرة سلماً وحرباً، لذلك فإنه وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً وتلقي كافة البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك في القبض علي بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين المخربين، وتأمين بعض الأسلحة والذخائر المستولي عليها بواسطة مدنيين من أجهزة الشرطة المدنية والسجون في مواقع دفاع جوي بالإضافة إلي حماية الأهداف الحيوية والاشتراك في تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقاً للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة بالإضافة إلي دور أفراد عناصر المراقبة الجوية بالنظر المنتشرين علي حدود مصر المختلفة في الإبلاغ عن أي عناصر تسلل لحدود مصر البرية والبحرية والجوية في منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود. وفي ظل التهديدات التي تتعرض لها عملية السلام في المنطقة وعدم الاستقرار السياسي نتيجة للثورات العربية المحيطة، واشتراك القوات المسلحة في تأمين الجبهة الداخلية كيف تواجه قوات الدفاع الجوي هذا الموقف: «في البداية أود أن أوضح أمرا هاما جداً، نحن كرجال عسكريين نعمل طبقاً لخطط وبرامج محددة وأهداف واضحة، إلا أننا في ذات الوقت، نهتم بكل ما يجري حولنا من أحداث ومتغيرات في المنطقة، والتهديدات التي تتعرض لها كافة مسارات السلام الآن وما تثيره من قلق بشأن المستقبل ككل، ليست بعيدة عن أذهاننا ،ولكن يظل دائماً وأبداً للقوات المسلحة أهدافها وبرامجها وأسلوبها في المحافظة علي كفاءتها سلماً وحرباً». وأضاف عندما نتحدث عن الاستعداد القتالي لقوات الدفاع الجوي، فإننا نتحدث عن الهدف الدائم والمستمر لهذه القوات، بحيث تكون قادرة ليلاً ونهاراً سلماً وحرباً وتحت مختلف الظروف علي تنفيذ مهامها بنجاح. أشار قائد الدفاع الجوي إلي أن حائط الصواريخ هو تجميع قتالي متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات في أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة (رئيسية / تبادلية / هيكلية) قادرة علي صد وتدمير الطائرات المعادية. وهذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها،وقد تم بناء هذا الحائط في ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولي لإسرائيل المتمثل في قواتها الجوية وبين رجال القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية في ظل توفير دفاع جوي عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات، وذلك لمنع إنشاء هذه التحصينات، ورغم التضحيات العظيمة التي تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح في معظم الأحيان في إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوي بالدراسة والتخطيط والعمل المستمر وإنجاز هذه المهمة، وكان الاتفاق علي أن يتم بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين : الخيار الأول، القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات. الخيار الثاني، الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلي منطقة القناة علي وثبات أطلق عليها «أسلوب الزحف البطيء وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفي له ، وهكذا ، وهو ما استقر الرأي عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أي رد فعل من العدو، وتم التخطيط لاحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام في تناسق كامل وبدقة عالية في التوقيت المحدد كسيمفونية متكاملة تعزف أعظم الألحان، جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوي وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال في الصبر والتصميم والتحدي، وعلي إثر ذلك لم يجرؤ العدو الجوي علي الاقتراب من قناة السويس فكانت البداية الحقيقية للفتح والإعداد والتجهيز لخوض حرب التحرير بحرية كاملة وبدون تدخل العدو الجوي. وحول المنظومة المتكاملة التي تشتمل علي العديد من الأنظمة المتنوعة بالدفاع الجوي أكد أنها تتكون من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التي تهدف إلي حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوي تنتشر في كافة ربوع الدولة في مواقع ثابتة وبعضها يكون متحركاً طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوي عنها، ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوي اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل أجهزة الرادار المختلفة التي تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة إلي عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ مختلفة المدي والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة علي الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية» ويتم السيطرة علي منظومة الدفاع الجوي بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة علي مختلف المستويات في تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر علي العدو الجوي وإفشال فكره في تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.