عرفت الكاتب الفنان والمحاور المبدع مفيد فوزي يوم التقيته في طريقنا إلي بيروت منذ قرابة العشرين عاما.. كنت مجاورا له في الطائرة، وفي الفندق في بيروت، حيث كنا نحضر أحد المؤتمرات. ومن خلال هذه الرحلة عرفت كم هو فنان مبدع، محب للقراءة، متواضع نقي السريرة، يستطيع أن يلغي المسافة بينه وبين الآخرين بسهولة ويسر. وقدسعدت بصحبته في العديد من الأماكن في بيروت واسترحت له لأنه طيب العشرة، بجانب ثقافته وسعة أفقه. دارت هذه الخواطر في ذهني وأنا أقرأ له مقالا جميلا كتبه في «المصري اليوم» تحت عنوان (في الليالي القمرية كنا نسأله). والذي كان يسأله في الليالي القمرية هو الشاعر والصحفي الكبير كامل الشناوي، ويذكرنا بذلك بشخصية كامل الشناوي ولياليه الجميلة في هذا الزمن الجميل. استوقفتني إجابات الشاعر الكبير عن مختلف الأسئلة التي تلقي الضوء علي أفكاره ورؤيته للحياة. كانت الأسئلة التي توجه للشاعر في كازينو الكوبري (شيراتون الآن). - ما هي الحياة؟ فيقول بصوته الجهوري: نكتة لا تمل سماعها. - ماهو الموت ياكامل بيه؟ فيقول: لص لاتعرف الشرطة له عنوانا. - من هي المرأة يا كامل بيه؟ فيقول: رشوة الحياة لنا. - وما هو الجنس يا كامل بيه؟ فيقول: محاكاة القرود! - ما هو العمر يا كامل بيه؟ فيقول: نهر له مصب. - لماذا نبكي موتانا يا كامل بيه؟ فيقول: لأننا نري بروفة لذرف الدمع علي أنفسنا. - ماهي السياسة يا كامل بيه؟ فيقول شطرنج الطغاة. ونسأله: ماهو الفن يا كامل بيه؟ فيقول : ملين لسأم الحياة. - ماهي الطفولة يا كامل بيه؟ فيقول: حدثني عن حقائق لا أوهام يا ابني.. ما هو النهار ياكامل بيه؟ فيقول: الوجه القبيح الذي يكفر به الليل من قبحه. ما هو الجمال يا كامل بيه؟ فيقول: إنه الدمامة من منظور آخر، ما هو التاريخ يا كامل بيه؟ فيقول: إنه الخريف بعد التعديل.. لماذا تنام النهار يا كامل بيه؟ فيقول: هربا من لص اسمه الموت.. ومات كامل الشناوي قرب الفجر. مجرد إشارة إصبع لرؤي كتبها شاعر فنان، ملأ الدنيا وشغل الناس، أو هي مجرد نظرة طائر لأمور هامة عبر عنها شاعرنا الكبير بكلمات قليلة، ذات معان عميقة.