يتوقف التاريخ عند لحظات حاسمة فارقة ليسجلها فما بعدها لايشبه ما سبقها، واغتيال النقراشي باشا ومن قبله اغتيال القاضي أحمد الخازندار من تلك اللحظات الحاسمة في تاريخ مصر التي شكلت مستقبل العمل السياسي في مصر بين طريقين مختلفين تمام الاختلاف بين الارتماء في أحضان الديمقراطية أو اختطاف التيارات الظلامية للحياة السياسية في مصر، فالرجل الذي تحدي جماعة الإخوان في أوج سلطانها وحلها وحاول تجفيف منابعها بعد أن استشعر خطورتها علي مستقبل مصر، دفع حياته ثمنا لهذا التحدي وإن كان موته في حد ذاته انتصارا لما دافع عنه فهو بموته قد كشف عن الوجه القبيح السافر لجماعة الإخوان المسلمين التي انحرفت عن مسارها الأول وأكد علي صحة موقفه من اتخاذ الجماعة للعنف ديدنها. ليبقي حادث مقتل النقراشي باشا ومن قبله مقتل الخازندار جريمة العار التي تكلل عنق جماعة الإخوان المسلمين لا تنفع معها محاولات التجميل أو اختراع مبررات فالجريمة البشعة ختمت الجماعة بطابع الإرهاب والعنف إلي الأبد.